ارتفاع سقف التوقعات في أسواق رأس المال

ارتفاع سقف التوقعات في أسواق رأس المال

ارتفاع سقف التوقعات في أسواق رأس المال

بلغت الدورة الاقتصادية للصناعات الكيماوية، وفقا لرئيس شركة BASF يورجن هامبرشت، مستوى عاليا. ويعتبر هامبرشت أن أي نمو إضافي عام 2007 يشكل نجاحا كبيرا. غير أن هذه الحقيقة كثيرا ما يجري نسيانها في أسواق رأس المال.
ويعتبر ازدهار الصناعة الكيماوية، بالتشكيلة الواسعة لمنتجاتها، بشيرا بحدوث نهوض اقتصادي عام. وكانت سنة 2006 واحدة من أفضل السنوات بالنسبة لهذه الصناعة، ولكن المعروف أن كل صعود يعقبه في العادة هبوط.
تبدو الأمور كلها في هذه اللحظة على خير ما يرام، حتى بالنسبة لعام 2007. أما عوامل عدم التأكد فهي أسعار النفط والدولار. نحن نمر الآن بمرحلة صعود بحيث إن تحقيق أي نمو إضافي عام 2007 يمكن اعتباره نجاحا كبيرا. وهذا ما يجري غالبا نسيانه في أسواق رأس المال، حيث سقف التوقعات بالنسبة لوتائر النمو وحجم العوائد مرتفع جدا في غالبية الحالات. هذا هو الوضع بالنسبة للصناعة الكيماوية كلها بما في ذلك شركة BASF .
قامت شركة BASF عام 2006 بشراء شركة " إينجلهارد – Engelhard " لإنتاج مصافي الغازات العادمة وقسم إنتاج مواد البناء الكيمياوية من شركة ديجوسا – Degussa بما يزيد على سبعة مليارات يورو. ولكن الإحصاءات تشير إلى فشل واحدة من كل عمليتي استحواذ. إن السجل شاهد على ذلك.
إن نجاح أو عدم نجاح عمليات الاستحواذ لا يظهر إلا بعد سنوات، ولكن إدماج الشركات التي استحوذنا عليها أخيرا يسير بشكل جيد جدا. ونحن فكرنا جيدا في هذه الاستحواذات، وقد كان قسم مواد البناء الكيماوية في شركة ديجوسا هدفا لتطلعاتنا منذ سنوات. إننا لم نتمكن حتى الآن من استغلال قدراتنا في هذه السوق بصورة كاملة، فنحن نتوافر على تكنولوجيا من الدرجة الأولى ولكن ليس لدينا القنوات التسويقية المناسبة. أما الآن فقد توافر لنا ذلك.
وماذا بالنسبة لشركة إينجلهارد، التي تمثل أكبر عملية استحواذ في تأريخ شركة BASF ؟
إن شركة إينجلهارد تمثل تكملة مثالية لمجموعتنا، ففي مجال مصافي الغازات العادمة كان وضعنا فيما مضى جيدا. ولكن هذا المجال هو مجال واعد بالنمو حيث يجري في مختلف مناطق العالم التشديد على تقليل الغازات العادمة المنبعثة من السيارات والدراجات النارية ونحن نقوم بتوريد مصافي الغازات العادمة اللازمة لذلك. أو لنأخذ ـ على سبيل المثال ـ خلايا الوقود كمصدر طاقة لاستخدام الأجهزة المتحركة كالحواسيب المحمولة والهواتف الجوالة وما إلى ذلك، وها نحن الآن موجودون في هذا الميدان.
كانت آخر عمليات الاستحواذ التي أقدمت عليها شركة BASF في مجال الوقاية النباتية، ولكن المعروف أن العمل في هذا المجال ليس مشرقا.
ثمة في الزراعة دائما سنوات عجاف، ومن المعروف أن هذا يتوقف على الطقس. وفي السنة الجارية أصابتنا بعض الأضرار الإضافية بسبب زيادة قيمة الريال في البرازيل. ومع ذلك فإن استحواذاتنا في مجال الوقاية النباتية ناجحة جدا، وسيكون العمل في هذا المجال أفضل في المستقبل أيضا، ذلك لأن لدى شركة BASF أفضل ما في هذا القطاع من تجهيزات بحثية وبما لا يقاس أيضا أفضل إجراءات حماية لبراءات الاختراع.
كيف يمكن قياس نجاح عمليات الاستحواذ التي كلفت المليارات بأرقام ذات دلالة في سنوات معينة على سبيل المثال؟
إن الحكم في ذلك هو السوق ولا شيء غيره. فمثلا عندما يحتفل منافسونا في مجال إنتاج مصافي الغازات العادمة بزيادة حصتهم في السوق، تكون شركة BASF في الجانب الخاسر. ولكن هذا لم يحدث. والشيء نفسه ينطبق أيضا على كيمياء الإنشاءات. إن هدفنا هو أن تنعكس عمليات الاستحواذ إيجابيا على أسعار أسهمنا بدءا من السنة الثالثة. وأنا واثق من أننا سنحقق ذلك الهدف.
تخصص شركة BASF حاليا الكثير من الأموال لبناء تجهيزات كيماوية جديدة، فهل ستوفر هذه طاقات إنتاجية جديدة في انتظار الصعود القادم للدورة الاقتصادية ؟
العكس هو الصحيح، فالسوق تقول إننا لا نستثمر بما فيه الكفاية لتحقيق النمو المستهدف من قبلنا. وعدا ذلك لا وجود ثمة لدورة كيمياوية محضة حتى وإن اعتقد كثيرون بوجودها. هناك دورات في قطاع المبيعات. ولكن شركة BASF مركبة بطريقة تمكنها عمليا من خدمة جميع القطاعات وهو ما يجنبنا نتائج الدورات. أما بالنسبة للطاقات الفائضة عن الحاجة فلا بد من وجودها بين الحين والحين في بعض خطوط الإنتاج. غير أن مجالات عملنا الأساسية قلما تتعرض لذلك، ولهذا السبب فنحن أكثر استقرارا من الآخرين حتى فيما يتعلق بحجم أرباحنا. وهذا ما لم تقدره سوق المال حتى الآن، للأسف الشديد.
إن البرهان على صلابة الازدهار لن يظهر قبل حلول مرحلة الهبوط في الدورة الاقتصادية المقبلة.
كثيرون هم الذين يقولون في ضوء تجارب الماضي: أرنا كيف تستطيع شركة BASF في مرحلة الازدهار من الدورة الاقتصادية القادمة أن يكون أداؤها أفضل من أداء الآخرين، وهو ما نؤمن به. ولكن من الممكن أيضا ألا تكون بعد الآن دورة اقتصادية ذات ارتفاعات وانخفاضات حادة.
وماذا إذن؟
بدلا من ذلك يمكن أن نعايش في المستقبل دورات اقتصادية في المنطقة تكون أكثر توازنا. لقد كان النمو الاقتصادي في أوروبا في السنوات الماضية لا يكاد يذكر، بينما كان النمو في آسيا قويا للغاية. إن مثل هذه التطورات المتفاوتة في الدورات الاقتصادية سوف نشاهدها في المستقبل أيضا.
يجري حاليا بناء طاقات كيماوية عديدة وجديدة في الشرق الأوسط، ومن المعروف أن النفط الخام هناك أرخص بكثير بالنسبة للمنافسين في المنطقة مما هو بالنسبة لشركة BASF، فكيف تستطيع شركتكم أن تحتفظ بقدرتها على المنافسة؟
إذا لم يحدث انفجار في أسعار النفط الخام، وهو ما أفترضه، فإننا سنظل قادرين على المنافسة، وإلا فسيحدث العكس. غير أننا قد قررنا بعد دراسات معمقة أن من الأفضل لنا أن ننتج على مقربة من الأسواق بدلا من أن ننتج على مقربة من مصادر المواد الخام.. أما الشرق الأوسط فيركز حاليا على إنتاج السلع القياسية التقليدية بكميات كبيرة ونحن نعتقد بأنه سيظل كذلك لفترة زمنية طويلة.
تعمل شركة " BASF " بالتعاون مع شريكها الروسي "جازبروم" منذ عشرات السنين في مجال النفط والغاز، فهل هناك مبررات للخشية من نقص في إمدادات الغاز أو الخوف الدائم من ارتفاع أسعار الغاز هنا في بلادنا؟
إن المخاوف من حدوث نقص في إمدادات الغاز مبالغ فيها بشكل كبير. ولنأخذ كمثال ما حدث في أوكرانيا مطلع العام الحالي. إذ لم تكن المشكلة الحقيقية أن الألمان لم يصلهم الغاز فتجمدوا من البرد نتيجة لذلك، وإنما أن أوكرانيا كانت تقوم بسحب الغاز من خطوط الأنابيب الناقلة للغاز بدون دفع ثمنه، ثم كان يجري بيع هذا الغاز بأسعاره السائدة في الأسواق العالمية، وقد استطاع البعض أن يجني ثروة كبيرة من وراء ذلك.
هل كانت تجربة BASF مع الروس دائما تجربة جيدة؟
مرت عدة عشرات من السنين ونحن، في أوروبا، نستمد النفط والغاز من روسيا كمصدر يعول عليه. وبالتالي فإن علينا بالنسبة لعلاقاتنا مع روسيا أن يكون موقفنا منطلقا من الحرص على التعاون وليس على المجابهة حيث إننا نعتمد على الآخرين، بمن فيهم الروس، في الحصول على ما نحتاج إليه من المواد الخام.
. بالنسبة لـ "جازبروم" هناك شراكة طويلة معها في مجال الغاز، ويجري حاليا حديث عن احتمال قيام شراكة في مجال الصناعة الكيمائية، فهل تحدثنا عما يعني ذلك؟
نحن نتحدث مع "جازبروم" على الدوام عن كيفية تطوير التعاون فيما بيننا.
وهل يمكن أن يؤدي ذلك إلى قيام مشاريع كيماوية مشتركة لـ BASF-Gasprom؟
نحن نناقش مثل هذه الموضوعات ولكن مناقشاتنا لم تصل بعد إلى حد أن القرارات في هذا الشأن أصبحت ناضجة.
أنت تغضب عندما توصف شركة BASF بأنها شركة نفط وغاز تقوم بأنشطة كيماوية، مع أن العائدات من الأقسام المختلفة للشركة تؤشر على ذلك، فهل يشكل قسم النفط والغاز ما يمكن اعتباره كتلة حرجة؟
كنا وسنبقى على الدوام "الشركة الكيماوية". وبالتالي فليس هنالك ما يدعو لإخفاء العوائد من الأنشطة الكيمياوية. ونحن لا نسعى لأن نصبح لا شل Shell ولا بريتيش بتروليوم BP. أما بالنسبة لإمكاناتنا في مجال النفط والغاز فنحن ننشط في مستوى أعلى من المتوسط. ومن الجدير بالذكر أن أنشطتنا في مجال النفط والغاز تشكل جزءا لا يتجزأ من أنشطة مجموعة BASF، كما أن نشاطنا النفطي يحمينا مما لا يقل عن 50 في المائة من نتائج الارتفاعات الكبيرة في أسعار المواد الخام. أما الغاز الذي نستخدمه كمادة خام فيشكل نحو 20 في المائة من مدخلاتنا الإنتاجية.

الأكثر قراءة