انسحاب ممول مركز المعوقين في عسير والأهالي يتبرعون بالتكاليف
انسحاب ممول مركز المعوقين في عسير والأهالي يتبرعون بالتكاليف
رفض الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير، إطلاق اسمه على مركز الأطفال المعوقين في المنطقة، واقترح تسميته باسم الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس جمعية الأطفال المعوقين، وقال الأمير خالد الفيصل "إنني أتشرف بمبادرة أخي الأمير سلطان بن سلمان بهذا الاقتراح لكنني أعتذر عن ذلك لسبب جوهري، حيث إنني أقسمت منذ أن وطأت قدماي منطقة عسير بألا يكون في هذه المنطقة مشروع باسمي ولكنني أطلب تسميته مركز الأمير سلطان بن سلمان للأطفال المعوقين في عسير، وأضاف الأمير خالد الفيصل بأن هذا العمل مبارك وقدم التهنئة لرئيس الجمعية على هذه المبادرة الجميلة، التي يقوم بها في المملكة، حيث إنه عمل عظيم وجليل وفعال في المجتمع، وهو عمل من الأعمال النقية وحب للإنسانية والوطنية بمثل هذا المشروع، الذي يمسح دمعة طفل لم يكن فيما أصابه أمر، وإنما هي إرادة الله ليمتحننا جميعا لمن يبادر لمساعدة هذا الطفل الذي لا حول له ولا قوة، وتمتد له يد الإحسان ويد الرحمة من هؤلاء الرجال والنسوة الذين قدموا هذا المشروع، كما أعلن تبرعه بمليون ريال للمشروع. جاء ذلك خلال حفل وضع حجر الأساس للمركز والذي رعاه سموه بعد ظهر أمس، بحضور الأمير سلطان بن سلمان وقد تجول الأمير خالد الفيصل على أجنحة المعرض، الذي أقامته الجمعية في مقر مشروع مركز الأمير سلطان بن سلمان للأطفال المعوقين في عسير، وضم جناحا تعريفيا عن مراكز الجمعية في مختلف المناطق وجناح عن مشروع المركز، ثم أقيم حفل خطابي بدأ بالقرآن الكريم للطفلة المعوقة فاطمة علي القحطاني.
وألقى الأمير سلطان بن سلمان كلمة قال فيها "أشكر الأمير خالد الفيصل أمير عسير صاحب المبادرة الرائدة لإقامة المشروع وسمو نائبه الأمير فيصل بن خالد كما أقدم الشكر لجميع الجهات والوزارات والمؤسسات، التي حرصت على إقامة هذا المشروع، وأزف البشرى للحاضرين بأنه بعد انسحاب المتبرع الأساسي للمشروع تم ترسيته للبدء في إنشائه وأشكر الغرفة التجارية الصناعية في أبها على تعزيز التبرعات للمشروع".
وبلغت تبرعات أهالي عسير خلال الحفل أكثر من عشرة ملايين ريال وتم تكريم عدد من الجهات الحكومية والأهلية والأفراد لخدماتهم وتعاونهم مع الجمعية، وكذلك تسلم الأمير خالد الفيصل وثيقة تكريم خاصة من الجمعية لدعمه لأعمالها.
وأعلن الأمير سلطان بن سلمان رئيس الجمعية أن مركز الباحة سيكون الثامن في منظومة الجمعية، كما طالب بأن يتم إطلاق لفظ ذوي القدرات الخاصة بدلا من لفظ المعوقين، فمنهم الناجحون في كل المجالات وأضاف أنه يفتخر بوقوف أهالي منطقة عسير بعد انسحاب المتبرع الأساسي، وذلك لتغطيتهم إقامة المشروع، وقال الأمير سلطان بن سلمان "شاهدنا تبرعات رجال أعمال الخير الذين تبرعوا لمركز عسير، كما أحب أن أسميهم فالحمد الله بأننا في دولة تحث على الخير وكل أعمال الخير من قيادتنا الحكيمة، فالجمعية تقدم خدمات مجانية وهناك برامج قامت بها الجمعية بعدد من البرامج التمويلية، مثل برنامج "جرب الكرسي"، برنامج الوقف الخيري وبطاقة التهنئة وهناك برامج أخرى قادمة وهناك اهتمام بالتدريب وخصوصا في الكادر النسوي، الذي تحتاج إليه الجمعية لنقص نسبة السعودة فيه. ثم تلى الأمير سلطان بن سلمان أسماء المتبرعين لصالح المشروع في عسير وهم: عبد الوهاب بن محمد بن مجثل مليون ريال، هيف بن عبود القحطاني مليون ريال، محمد بن ناصر بن جار الله مليون ريال، محمد بن ناصر بن نابت مليون ريال، على بن حسين بن حمران مليون ريال، علي بن سليمان الشهري مليون ريال، عبد العزيز بن عبد الله الموسى مليون ريال، أبناء المرحوم سعيد بن معيض نصف مليون ريال، والدة الأمير فهد بن سلمان رحمه الله ربع مليون ريال، سعيد المبطي مائتي ألف ريال، عبد الله بن سعيد أبوملحة مائتي ألف ريال، ناصر بن عبد الله العواد مائة ألف ريال، عبد الله بن مطاعن خمسون ألف ريال، حسين ظافر الأشول خمسون ألف ريال، محمد بن عبد العزيز العامر عشرون ألف ريال، صالح بن ناصر الحمادي عشرة آلاف ريال، مؤسسة قرملي عشرة آلاف ريال، عبد الله القرني عشرة آلاف ريال، عبد الله العسبلي عشرة آلاف ريال، عبد الله بن محمد آل الشيخ عشرة ألاف ريال، الدكتور عبد العزيز الخضيري مائة ألف ريال وعشرة آلاف ريال سنوية، وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى انضمام الخضيري لعضوية الجمعية.
ووجه الأمير خالد الفيصل و الأمير سلطان بن سلمان خلال الحفل رسالة إلى كل متبرع وكل مساهم في أعمال الخير والإنسانية في هذه الأرض المباركة، وذلك خلال سباق الأميرين نحو نكران الذات في موقف يكشف معدن وقيمة الكبار، حيث استغل الأمير سلطان بن سلمان ثقة أعضاء الجمعية وغرفة أبها ورجال أعمال عسير وطلب أثناء إلقائه كلمته من الأمير خالد الفيصل أن يطلق على المشروع اسم الأمير خالد الفيصل ولكن الأمير خالد الفيصل أثناء كلمته اعتذر وبرر موقفه بأنه منذ قدومه إلى منطقة عسير رفض أن يطلق اسمه على أي مشروع، وقال "يكفيني خدمة أهالي منطقة عسير"، ثم أعلن الأمير خالد الفيصل رغبته في أن يكون المشروع باسم الأمير سلطان بن سلمان صاحب المبادرات الإنسانية وصحاب السبق في هذا المجال، ولكن الأمير سلطان بن سلمان اعتذر بدوره عن شرف التسمية، وقال بل يسمى باسم منطقة عسير دون الأشخاص، ووجد الموقف المتبادل من الأميرين تقدير واحترام كل رجال الأعمال والمسؤولين الذين حضروا الحفل.
وفوجئ الذين حضروا حفل وضع حجر الأساس لمشروع الأطفال المعوقين أمس، بإعلان الأمير سلطان بن سلمان خلال كلمته الخطابية انسحاب رجل الأعمال علي بن سليمان الشهري من وفائه بتكاليف المشروع، ولم يعلق الأمير سلطان على أسباب انسحاب الشهري لكن ردة الفعل من رجال الأعمال وغرفة أبها وكبار المسؤولين جاءت سريعة بل إن انسحاب الشهري حفز أهالي عسير على تغطية تكلفة المشروع الأساسي ومشروع الوقف الذي يواكب المشروع للصرف عليه مستقبلا وبلغت تبرعات أهالي عسير أكثر من عشرة ملايين ريال خلال 22 دقيقة من زمن الحفل، وكان في مقدمة المتبرعين المواطن خالد الفيصل، الذي تبرع بمليون ريال للمشروع بينما علق عضو مجلس المنطقة رجل الأعمال عبد الوهاب بن مجثل الذي تبرع بمليون ريال، بقوله إن مثل هذه الأعمال الخيرية الإنسانية هي الأعمال الباقيات الصالحات للإنسان، مضيفا أن التسابق على التبرع لمثل هذا المشروع يؤكد تكافل وترابط المجتمع السعودي.
وكان رجل الأعمال علي بن سليمان الشهري قد أعلن موافقته على دفع كامل تكلفة المشروع التي تبلغ عشرة ملايين ريال، وتم نشر ذلك في وسائل الإعلام، ثم انسحب لظروفه كما ذكر الأمير سلطان بن سلمان في تصريحه بعد الحفل، حيث وصف رجال الأعمال في منطقة عسير برجال أعمال الخير وقال إن أهالي منطقة عسير معروفون في وقت الشدة، أما الآن فنحن في عصر الرخاء ولله الحمد.