اتجاه نزولي لأسعار النفط .. والإنقاذ من "أوبك" وصناديق الاستثمار
اتجاه نزولي لأسعار النفط .. والإنقاذ من "أوبك" وصناديق الاستثمار
مع أن صبيحة يوم الجمعة الماضي شهد تراجع سعر برميل النفط إلى ما دون 55 دولارا، وهو معدل لم يشهده منذ حزيران (يونيو) 2005، إلا أن الأسعار سجلت تحسنا بعد ذلك ليقفل البرميل من خام ويست تكساس الوسيط الحلو الخفيف عند 56.31 دولار للبرميل. ورغم ذلك فإن أسعار النفط سجلت تراجعا مقداره 7.8 في المائة منذ بداية العام، وأسهمت تصريحات لوزير النفط القطري عبد الله حمد العطية في وقفها عندما عبّر عن قلق منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) واحتمال عقدها اجتماعاً استثنائياً قبل اللقاء المقرر في آذار (مارس) المقبل فيما إذا استمرت الأسعار في التراجع.
لكن الاتجاه العام النزولي للأسعار يظل هو الغالب، خاصة أن سعر برميل الخام يقل عما كان عليه خلال فصل الصيف بنحو 27 في المائة. ففي أول يومي تداول هذا العام حققت التعاقدات المستقبلية تراجعا بنسبة 9 في المائة، وهو ما لم يحدث أيضا منذ كانون الأول (ديسمبر) من عام 2004 أن يسجل حجم التراجع خلال يومي تداول فقط نسبة أعلى من تراجع في أسبوع كامل.
السبب الرئيس يعود إلى أن الطقس يمر بحالة من الدفء غير معهودة في مثل هذا الوقت من العام حيث فصل الشتاء واللجوء إلى زيت التدفئة تحديدا، لكن السائد أن شتاء هذا العام يشهد دفئا وتتراجع درجات الحرارة بنحو 10 في المائة عما هو معهود. ويتطلب هذا الوضع أن تتجه "أوبك" إلى تقليل حجم إمداداتها سواء عن طريق ضبط ما تقوم بإرساله إلى السوق من خلال التقيد الصارم بقرارات تقليص الحصص الإنتاجية لكل دولة المتخذ في الدوحة ولم يتم تطبيقه بصورة جيدة أو ربما البحث في خفض جديد كوضع القرار الأخير المتخذ في أبوجا بتقليص الإنتاج اليومي للمنظمة نصف مليون برميل أخرى.
فنسبة التراجع الحالية في معدلات درجة الحرارة تتطلب تراجعا بنسبة 17 في المائة في سعر الغاز و21 في المائة بالنسبة للخام. السعر الحالي للمليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز يبلغ 6.61 دولار، وهو ما يمثل تراجعا بنسبة 20 في المائة من متوسط أسعار تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كما أن متوسط سعر برميل الخام الذي بلغ 55.50 دولار يمثل تراجعا بنسبة 11 من متوسط السعر الشهر الماضي.
من ناحية أخرى، فإن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية سجلت تراجعا في مخزونات الخام بلغ 1.3 مليون برميل إلى 319.7 مليون خلال الأسبوع المنتهي في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، وهو ما يقل كثيرا عن السحب من المخزون ذاته في الأسبوع الأسبق وبلغ 8.1 مليون بسبب تراجع الواردات من النفط الخام لأسباب تتعلق بالشحن وميناء هيوستون.
مخزون البنزين من جانبه حقق زيادة بلغت 5.6 مليون برميل إلى 209.5 مليون، كما زادت المقطرات مليوني برميل إلى 135.6 مليون. أما واردات الولايات المتحدة من النفط الخام فسجلت زيادة بلغت 997 ألف برميل يوميا إلى 10.1 مليون، بينما تراجع إنتاج المصافي 96 ألف برميل يوميا إلى 15.5 مليون، الأمر الذي يعني نسبة تشغيل بلغت 91 في المائة من طاقتها التصميمية. وتراجع إنتاج البنزين إلى 9.3 مليون بينما إنتاج المقطرات حقق تراجعا قليلا إلى 4.3 مليون برميل.
ورغم الاتجاه النزولي الذي قد يهبط بسعر البرميل إلى 50 دولارا في بعض الأحيان، فإن الانطباع السائد وسط المحللين ومراقبي السوق أن سعر البرميل سيستقر فوق 60 دولارا لأسباب متعددة من بينها جهود "أوبك" وعودة صناديق الاستثمار للتعامل مع النفط.