الصويلح : كلنا نتحمّل الفضيحة

الصويلح : كلنا نتحمّل الفضيحة

يروي أحمد الصويلح لاعب فريق الهلال والمنتخب السعودي السابق قصة حضوره إلى البحرين لدعم الأخضر في لقائه المفصلي السبت الماضي أمام الكويت، الذي خسره منتخبنا 1/0 ضمن مواجهات الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية لبطولة كأس الخليج الـ21، ليودع المحفل الخليجي من بابه الواسع.
يقول الصويلح "جئت خصيصاً للوقوف إلى جانب اللاعبين، كنت متطلعاً لأن يكون لقاؤنا بالكويت هو نقطة العبور ومواصلة المشوار، لم أكن أتوقع هذا السيناريو، الجميع منبهر، لماذا؟".
الصويلح رفض تحميل شخص بعينه مسؤولية الخروج من البطولة، التي دخلها الأخضر باحثاً عن لقبه الرابع، مبينا أن الجميع يتحمل هذه النتيجة، حيث جاء في الحوار التالي قوله "ليس ريكارد وحده ولا اللاعبين، كل صاحب قرار في رياضتنا يتحمل هذه النتيجة والخروج المأساوي".
التقته "الاقتصادية" في أحد المجمعات التجارية في البحرين، في البداية رفض الحديث عن أي جانب رياضي، لكنه بلا شعور بدأ يتحدث بحرقة عن ما آلت إليه الرياضة السعودية، كرة القدم بالتحديد.
الصويلح النجم الهلالي الأسبق، تناول في الحوار التالي العديد من القضايا الدارجة في المعسكر الأخضر قبل وأثناء البطولة، متحفظاً بشكل كبير على أن يكون الإعلام الرياضي سبباً في هذه الكبوة.

تتواجد في البحرين .. هل لحضور منافسات البطولة أم ترتبط بناد هنا؟
نعم ، أتواجد هنا منذ الجمعة الماضية، حرصت على دعم الأخضر في لقائه أمام الكويت السبت الماضي. جئت خصيصاً للوقوف إلى جانب اللاعبين.
هل صدمك الخروج المر؟
بكل تأكيد، في اعتقادي أن أحمد الصويلح ليس وحده مصدوماً من المصير، الجميع منبهر ويتساءل، لماذا؟.

خروج المنتخب من يتحمله في رأيك؟
الجميع دون استثناء، إن المنظومة الرياضية بأكملها تتحمل هذا الإخفاق، ليس ريكارد وحده ولا اللاعبون، كل صاحب قرار في رياضتنا يتحمل هذه النتيجة والخروج المأساوي.

في طريقك إلى هنا .. هل كنت تتوقع هذا السيناريو؟
بكل صراحة لا، كنت متطلعاً لأن يكون لقاؤنا بالكويت هو نقطة العبور ومواصلة المشوار.

نحو ماذا؟
نحو اللقب بكل تأكيد، كنت أنظر للمنتخب على أنه قادر على المنافسة، وأن الجهاز الفني بقيادة الهولندي فرانك ريكارد سيجيد قراءة المباراة، أما اللاعبون فسيكون حضورهم قوياً وسيتمكنون من خطف الفوز وبالتالي التأهل للدور نصف النهائي في الطريق إلى المباراة النهائية وخطف اللقب.

لو طلبوا منك تقديم وصفة لعودة المنتخب إلى سابق عهده .. ماذا ستدون؟
سأبدأ بالتعاقد مع جهاز فني جديد، قادر على تحقيق تطلعات الشارع الرياضي، وسأطالب بتكاتف الجميع مع المنتخب، إعلام وجماهير ومسئولين وأندية.

وهل ريكارد غير مناسب للمرحلة المقبلة؟
النتائج تقول ذلك.

وماذا عن القائمة؟
فيما يتعلق بالأسماء، تختلف وجهات النظر بين الجميع، تجد الشخص الفلاني له وجهة نظر في استدعاء لاعب معين، وآخر يطالب بإبعاد أحد العناصر، بينما هناك فئة تتحفظ على خطة اللعب، وأخرى ترى أن القائمة الأساسية ليست هي المناسبة، في النهاية هي أمور لا يحسمها سوى المدرب، الجميع قد يختلف على اللاعبين، والقرار في أخيرا بيد شخص واحد وهو مدير الجهاز الفني.

البعض يحمّل الإعلام الرياضي جزءا من المسؤولية .. ماذا ترى؟
قد يكون ذلك، وكما قلت لك سابقاً، الجميع يتحمل هذا الإخفاق، والإعلام كما هو شريك في النجاح ، أراه شريكا في الخسارة والإخفاق.

لكن فئة تؤكد أن الضغوط الإعلامية كانت سبباً في بعد اللاعبين عن مستواهم الفني، هل لهذا الحد الإعلام يؤثر في اللاعبين؟
هذا يعتمد على عقلية وتفكير اللاعب، إذا كان يبحث عن ما يكتب عنه في وسائل الإعلام ويرى الجانب السلبي ويتأثر به، ففي هذه الحالة يكون الإعلام سبباً في انخفاض مستوى اللاعب.

سبق لك تمثيل المنتخب، وتواجدت في العديد من المعسكرات، هل شاهدت لاعباً يتأثر بما يطرح في وسائل الإعلام ؟
لا، ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك تأثير، قد يكون في داخل اللاعب إحساس سلبي تجاه الطرح، ولكن فيما بيننا لا نفصح بهذه الأمور، بمعنى أنه ليس من الضروري أن يكشف اللاعب عن تأثره بما يطرح.

دعنا نتفق أن هناك تأثيراً، وأن هناك أقلاما تشن حرباً ضد اللاعبين، ما الذي يدفعها لذلك ؟
دعني أوضح لك شيئاً، فيما يدور بين اللاعبين يعتقد البعض للأسف أن المديح لشخص ينافسه في مركز هو تقليل منه، في النهاية هذه مشكلة تتعلق بعقلية اللاعب، ولكن كان من الأفضل على الكاتب أو المراسل أن يضع في حسبانه العلاقة الوطيدة التي تربط اللاعبين ببعضهم البعض، وألا يكون مديحه للاعب سبباً في انخفاض معنويات لاعب آخر ، لماذا لا يكون المديح والثناء للمجموعة بعيداً عن الأشخاص والميول ؟ هذا السؤال هو ما يغيب عن ساحتنا الرياضية خصوصاً فيما يتعلق بالمنتخب.
أما فيما يتعلق بسؤالك، فأنا لا أجزم أن هناك حرباً ضد اللاعبين والمنتخب، ولكن الإشادات أحيانا تفهم بطريقة خاطئة وتكون هي سبب التأثير، وبالتالي يتحول مفهومها من الجانب الإيجابي إلى السلبي.

كيف رأيت المستوى العام للبطولة ؟
للأمانة، البطولة ظهرت بشكل فني مرتفع، صحيح أنني حزين لخروج المنتخب السعودي، ولكن الفرق المترشحة للدور نصف النهائي حتى الآن تستحق الوصول.

ما الذي شد انتباهك في المباريات الماضية ؟
شدني تفوق المدرب الوطني على المدربين الأجانب ، أعجبني التنظيم الرائع ، والمستوى التحكيمي، خصوصاً لممثلنا خليل جلال وبقية الطاقم السعودي، البطولة الحالية مليئة بالإيجابيات، كنت أتمنى أن تكتمل لوحتها الجملية على الأقل فيما يتعلق بنا نحن كسعوديين ويتوج الأخضر باللقب، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

ومن تتوقع أن يكون البطل؟
التوقع صعب، وبما أن المنتخب السعودي خرج من المنافسة لا يعنيني الاسم المتوج، سواء كان العراق أو الإمارات أو الكويت أو البحرين، جميع المنتخبات تستحق اللقب، أتمنى أن تذهب البطولة لمن يخدم الكرة في أرض الملعب.

من اللقاء:
- ظهر أحمد الصويلح متأثراً بالخروج ، ومتحسراً على ما آلت إليه الكرة السعودية أخيراً.
- رفض الصويلح الحديث عن مستقبله الكروي، مكتفياً بالتوضيح أنه ـ يواصل التدريبات في إحدى الصالات الرياضية، وسيكون جاهزاً مطلع الموسم المقبل.
- جرى اللقاء بحضور الزميل محمد بورسلي، كاتب زاوية (بلا سقف) في "الاقتصادية" ، والذي بدوره دخل في نقاش كبير مع الصويلح حول المفاوضات مع نادي ريدبول السويسري حينما كان الصويلح لاعباً في الهلال.
- يؤكد الصويلح أنه جاهزاً فنياً وطبياً، نافياً جميع الأحاديث المتواترة حول معاناته إصابة مزمنة.

الأكثر قراءة