أمراض القلب تتصدر قائمة الحالات المسببة للوفاة

أمراض القلب تتصدر قائمة الحالات المسببة للوفاة

وفقاً لدراسة رائدة تهدف إلى تقييم الاتجاهات العامة في الصحة العالمية، فإن الأمراض المزمنة (وعلى رأسها أمراض القلب والجلطة الدماغية) تفوقت بصورة لا يستهان بها على الأمراض المعدية، من حيث كونها أكثر الأسباب المؤدية إلى الوفاة والإقعاد في كل مكان في العالم باستثناء منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا. تم التعرف على هذه الاتجاهات العامة في (التقرير السنوي الذي تصدره منظمة الصحة العالمية) تحت عنوان ''العبء العالمي للأمراض''، الذي أُعِد بالتنسيق مع معهد مقاييس وتقييم الصحة، التابع لجامعة واشنطن في سياتل. ومن المتوقع أن يشعل هذا التقرير فتيل الجدال حول أولويات أنظمة الصحة في البلدان المختلفة وحول أولويات الوكالات الدولية، من قبيل منظمة الصحة العالمية، التي ما تزال تخصص معظم الأموال لمكافحة الأمراض المعدية. وخلال العقدين السابقين ارتفع معدل الأعمار العالمي في المتوسط بنسبة 10 في المائة، كما هبطت نسبة الوفيات والإقعاد، بعد تعديلها بحسب العمر، الناتجة عن الإصابة بمعظم الأمراض، باستثناء السكري ومرض الزهايمر ومرض الكلية المزمن، وفقاً للدراسة التي تغطي الفترة من 1990-2010. ويبرز هذا التحليل أكبر ''عوامل الخطورة'' التي تسبب المرض والوفاة، وعلى رأسها ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وشرب الكحول، وتلوث الهواء، والنظام الغذائي الذي يفتقر إلى الفاكهة. وقال البروفيسور كريستوفر موري، الذي كان المسؤول عن العمل المنشور في مجلة لانست في حديث لصحيفة الفاينانيشال تايمز البريطانية: ''إن معدل التغير يعني أن البلدان، والأطباء الذين تلقوا تدريبهم، ومؤسسات التنمية التي أنشئت، قبل 25 عاماً، لن يكون بمقدورهم مواكبة التطورات''. وتشير الحسابات الأولية للدكتور موري حول ''المعدل المتوقع للحياة الصحية'' إلى أن اليابان احتفظت بمركزها الأول في عام 2010، حيث يبلغ المعدل نحو 72 سنة للنساء و69 سنة للرجال. أما المعدل المتوقع الإجمالي للحياة فكان تقريباً 86 سنة للنساء و79 سنة للرجال. وهناك عدد من البلدان الأخرى في آسيا تعتبر من بين أكثر البلدان تحسناً من حيث المعدل لمتوقع للحياة الصحية منذ عام 1990، منها سنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان. وتراجعت الولايات المتحدة بثلاث درجات لتحتل المرتبة رقم 32 بالنسبة للرجال، وتراجعت بمقدار 18 درجة للنساء لتحتل المرتبة رقم 25، في حين أن بريطانيا احتلت المرتبة رقم 20 بالنسبة للرجال ورقم 29 بالنسبة للنساء. وقد تزامن هذا التحسن الإجمالي في المعدل المتوقع للحياة مع ارتفاع مستويات الدخل على المستوى العالمي، والاستخدام الأوسع للتطعيمات الرامية إلى الوقاية من حالات العدوى التي من قبيل الحصبة، وارتفاع القدرة على الاستفادة من العلاجات التي تحافظ على الأرواح. أما المرض الذي أظهر أعلى زيادة في حالات العدوى منذ عام 1990 فكان الإيدز، الذي كان منتشراً بصورة غير متناسبة مع المعدل العالمي، في مناطق جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، وبدأ بالتراجع عن مستويات الذروة في منتصف العقد الأول من القرن الحالي. كذلك تظل التهابات الجهاز التنفسي السفلي من العوامل المهمة المؤدية إلى الوفاة في المنطقة. وخلال الفترة من 1990 إلى 2010 ارتفع على المستوى العالمي معدل حوادث السير والآثار السلبية الناتجة عن العلاجات الطبية، وكان هناك ارتفاع قوي في الوفيات من الكوارث الطبيعية، ويعود معظم السبب في ذلك إلى زلزال هاييتي، الذي أدى إلى وفاة 200 ألف شخص تقريباً. يشار إلى أن التراجع العام في الاتجاهات العامة للوفيات وحالات الإقعاد يخفي وجود مستويات أعلى من المرض، بما في ذلك العبء الثقيل الناتج عن أمراض العضلات والهيكل العظمي، مثل ألم الظهر، إلى جانب الاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى. وفي حين أن معدل الوفيات أثناء الطفولة هبط بصورة حادة في عام 2010 ليصل إلى سبعة ملايين حالة، إلا أن الوفيات بين أفراد الفئة العمرية 15-49 سنة ارتفعت لتصل إلى تسعة ملايين، ما يشير إلى كفاءة النسبة الأعلى للوكالات التي تركز جهودها على الطفولة، مثل اليونيسيف. وقال ألان لوبيز، من جامعة كوينزلاند وأحد مؤلفي تقرير: ''إن من المهم بالقدر نفسه أن نحافظ على أرواح البالغين.''
إنشرها

أضف تعليق