لا سحر ولا يحزنون .. إنما شعوذة مجنون!

كلما مرت مشكلة بالإنسان واستعصت على الحل ظهر المشعوذون لتقديم الحل .. ولا هو حل .. إنما وهم .. والسحر كما تقول موسوعة "كولومبيا" الأمريكية هو ما دق وخفي، وما يفعله المشعوذون هو تصوير الباطل على أنه حق .. وقد ورد ذكره في القرآن غير مرة، خاصة في قصة "موسى" و"فرعون" .. ويقول العلماء إنه طريقة لخداع الأعين .. والسحر من المعتقدات الشعبية القديمة.
ويلجأ الناس في بعض الأوقات إلى تصديق الخرافات والاعتقاد بالشعوذة والمشعوذين، وينتشر ذلك بشكل واضح وقت الأزمات. ويقول علماء الاجتماع إن ارتفاع نسب لجوء الناس إلى هذه الخرافات مؤشر واضح على الجهل وفقدان الثقة بالنفس وبالأجواء المحيطة بالإنسان، فعندما يعتقد الناس أنهم بالاستعانة بالمشعوذين يستطيعون إبعاد سوء الخطر أو جلب الخطر أو إبعاد الشرور عنهم، فإنهم يعيشون في دوامة نفسية معقدة، بحيث يخرجون من دائرة ويدخلون في دائرة أخرى من الأوهام والاضطرابات النفسية، والمتابع لما ينشر في الصحافة المحلية والخليجية يلاحظ بوضوح "هشاشة" ما ينشر من تهم ضد هؤلاء الذين يسميهم الإعلام "سحرة" ولا هم سحرة ولا يحزنون. خذ عندك ما نشرته إحدى صحفنا عن نجاح رجال في فك عمل سحر لأسرة دام أكثر من 20 عاما بعد أن وضع تحت جذع شجرة داخل فناء منزلهم، حيث قام أحد الرجال المختصين ـ وأضع خطا تحت المختصين - بفك السحر لتنطق الابنة، وتذكر أن الخادمة هي من عملت ووضعت السحر لها ولأسرتها، ويتابع الخبر انتقال الرجال إلى منزل الأسرة والحفر تحت الشجرة ليجدوا مقتنيات خاصة بهذه الأسرة عبارة عن سبعة مفاتيح أبواب وقفلا، سبعة مشابك، وإبرا متنوعة، وتم القبض على الخادمة وإحالتها إلى مركز الشرطة .. معقول عاد .. المفاتيح والأقفال هي أدوات السحر، ومن يثبت أن الخادمة من وضع هذه الأشياء التافهة، 20 سنة المفروض أنها أصبحت جزءا من الأسرة وليست عدوة لها .. عجبي؟ وهذا الخبر في الصحافة المحلية على سبيل المثال لا الحصر، حيث تمتلئ صحافتنا يوميا بسيل من هذه الأخبار التافهة والصادمة، ذلك أن ما ينشر لا يوجد فيه دليل واحد على أن هؤلاء لديهم أي قدرات أو إمكانات للسحر أو للتأثير في حياة الآخرين، لكنهم أدعياء لا أكثر ولا أقل، وهناك جهات مستفيدة من الأنباء بأنها نشطة في محاربة السحر والسحرة لا أكثر ولا أقل.. والوضع نفسه في صحافة الخليج، فقد نشرت صحيفة خليجية ما نصه "4 نساء يحتلن على الشباب بالسحر". وأدوات السحر ـ حسبما نشر هي: مفتاح سيارة، وأكثر من ستة هواتف محمولة وزجاجة مسكر وأعشاب مختلفة محلية ومستوردة وبخور ومواد تنظيف، وشاب في منزلهن متأثر بالسحر".
وكما قلنا في عنوان المقال "لا سحر ولا يحزنون"، لكنها أوهام تسيطر على البعض وإعلام ينشر بهدف الإثارة وجهات هنا وهناك تعيش وتقتات على مثل هذه الأمور، ذلك لو اختفى أدعياء السحر والشعوذة اختفوا هم معهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي