أحلام المجالس البلدية.. في أكل الحلويات الشامية
تفاءل الناس خيراً بمجيء المجالس البلدية.. أعضاء محترمون.. منتخبون.. وآمال عريضة في نتائج هؤلاء الذين اختارهم الناس.. وكان الأعضاء المنتخبون عند حُسن الظن بهم.. فوعودهم بالخير القادم.. وأن الطريق إلى أكل الحلويات الشامية مفروش بالورد.. ولكن لأن الطريق إلى جهنم مملوء بالنيّات الحسنة.. فسرعان ما اكتشف الناس أن الوعود مجرد دخان في الهواء.. وبدلاً من أكل الحلويات الشرقية عادوا إلى الفول والطعمية.
ويتساءل المواطن الآن، ماذا استفاد من وجود المجالس البلدية، أين دورها، ماذا فعلوا لنا، حيث لا شيء تغيّر قبل هذه المجالس البلدية وبعدها، حيث إننا لم نعد نراهم في الإعلام.. "بالقليل يسولفون" اشتقنا فعلاً لسماع أحلامهم التي وعدونا بها في أثناء فترة انتخابات المجالس البلدية، قالوا، وصالوا، وجالوا، وبعد أن وصلوا إلى كراسي المجلس صمتوا، ولكي أكون دقيقاً اختفت أصواتهم في الإعلام، يمكن طبعاً أنهم يعملون في صمت، ولكن المطلوب والواجب عليهم أن يعلنوا لنا نشاطهم، وما حققوه من إنجازات على صعيد الخدمات البلدية المقدمة للمواطن، ومدى نشاطهم، وما حققوه من إنجازات على صعيد الخدمات البلدية المقدمة للمواطن، ومدى تجاوبهم مع شكاوى ومطالب المواطنين، وماذا تحقق على طريق حل المشكلات بين المواطن والبلديات. الملاحظ اليوم هو ضعف تواصل المجالس البلدية مع المواطنين، وعدم نزولهم إلى الشارع والوقوف على أرض الواقع، عن طريق القيام بجولات لميدانية للكشف عن أوجه القصور، ومعرفة الإنجازات أيضا، ومطابقتها للمواصفات المطلوبة، والصحيحة، ذلك أنه من مهام المجالس البلدية الإشراف أيضاً على سلامة الأعمال التي تنفذها البلديات في عموم مدن المملكة. الملاحظ هو غياب كامل للمجالس البلدية في الآونة الأخيرة، فأنا مثلاً لا أعرف أين مقر المجلس البلدي في جدة هذا إذا كان له مقر.
والمُفترض أن مقار المجالس البلدية تكون من أبرز معالم المدينة من حيث الموقع وطراز المبنى وفخامته، وضخامته لأنه يعكس وضع المدينة التاريخي، والثقافي والاقتصادي. على الأقل يجب على كل المجالس البلدية إنشاء مواقع إلكترونية تتيح للمواطن التواصل معها وبريد إلكتروني مباشر ومواقع مثل فيسبوك وتويتر وعلى الأعضاء القيام بجولات ميدانية مُجدْولَة طول العام، للتواصل المستمر مع المواطن ومعرفة تطلعاته ورغباته.. فالغرف المكيفة والكراسي العالية تساعدان على الاسترخاء وليس العمل.