طاجيكستاني يحكي فصول إسلامه .. يتوارى عن الناس عندما يسجد لله

طاجيكستاني يحكي فصول إسلامه .. يتوارى عن الناس عندما يسجد لله

من ينشأ في بيئة مسلمة ليس كمن يعتنق الإسلام حديثا، وهو في شبابه أو على أبواب سن الوقار، هنا تختلف المعادلة، ولسنا بصدد الحديث عن الطرف الأول، ولكن الآخر الذي جابه عواصف المتغيرات الدينية والعقدية التي كانت تعصف في دواخله حتى قرر أن يدخل إلى جادة الحق الصواب.
الحاج محمد عبد الحق طاجيكستاني آثر أن يختار هذا الاسم تيمنا ومحبة في نبي هذه الأمة صلوات الله عليه، أتى هو وأسرته لأول مرة للحج بعد استقلال بلاده من شيوعية السوفيت، إبان سقوطها في حقبة التسعينيات، يحكي فصول إسلامه التي بدأت باجتياح الإسلام لبلاده ودخول نوره إلى قلوب الكثيرين من أهل قريته، الذين عاشوا سنوات من الظلم وهم يخفون معالم دينهم، وكيف أنهم كانوا يقيمون شعائرهم الإسلامية، وكأنهم مقدمون على جريمة أقل عقوبة لها هي الإعدام.
وكثيرا ما عصفت السياسة وحرمت الحاج محمد عبد الحق، من أن يمارس شعائر معتقده الجديد، حيث كان يتوارى عن الأنظار، ويتسحب خلف ستار العتمة ليقيم شعيرة أو يسجد لربه ركعة واحدة، ولكن ما بدد هذه العتمة هو الانهيار الذي أصاب الاتحاد السوفيتي، والذي يعرف تفاصيله القاصي والداني، لتنهار معه إحدى الإمبراطوريتين العظميين.
المشهد الأسري الذي التقطته عدسة ''الاقتصادية'' على صعيد عرفة وعلامات البسمة التي كانت ترتسم على جبين أسرة عبد الحق، الذي أبدى سعادته ودموع الفرح تتساقط من عينيه أنه أوفى بوعده لأمه الطاعنة في السن بأن يمكنها من تأدية فريضة الحج.
أكثر ما أثار الفضول نوعية الملابس التي كانت ترتديها أسرة عبد الحق، والتي كانت تمثل الجمهورية الطاجيكية، خصوصا أنها كانت واضحة للعيان بأنها شتوية على الرغم من اعتدال الأجواء في المشاعر المقدسة في هذه الفترة، الأمر الذي يشير إليه عبد الحق بأنهم وقبل قدومهم إلى مكة كانت بلادهم يغزوها الثلوج، واعتقدوا أن مكة كذلك باردة، ولكنهم أسقطوا في أيديهم ورأوا الأجواء المعتدلة، مبينا أنه سيشتري له ولأسرته الملابس الصيفية من مكة في أيام التشريق في منى.
يتحدث هذا الطاجيكي عن المشاريع التطويرية التي شاهدها في المشاعر المقدسة، يقول ''لن أتحدث مثل غيري ممن شاهدوا مراحل التطور في المشاعر المقدسة؛ كونهم أدوا حجهم لسنوات طوال، ولكنني وبحكم أنني أول مرة أزور فيها السعودية والأراضي المقدسة، فإنني لا أستغرب هذا الاهتمام الكبير من قبل الحكومة السعودية التي لا تتوانى في تقديم كافة الخدمات التي تخدم ضيوف الرحمن''.

الأكثر قراءة