«مشعر منى».. تحديات إدارة حشود مليونية في 4 أيام

«مشعر منى».. تحديات إدارة حشود مليونية في 4 أيام

صعوبة التحديات تكمن في مواجهتها والتغلب عليها، وأكبر تلك التحديات هو إدارة حشود بشرية تقدر بأكثر من أربعة ملايين حاج في منطقة لا تتجاوز ثمانية كيلومترات مربعة، ولمدة ثلاثة أيام ويسبقها يوم في بداية موسم الحج.
السعودية التي ضلعت على مواجهة هذا التحدي والتغلب عليه بنجاح كل موسم منذ عقود طويلة من الزمن، هو تأكيد لما توليه من اهتمام بالغ ومنقطع النظير، بتوفيق الله ثم بوضع الخطط والاستراتيجيات التي دأبت القيادات المعنية بأعمال الحج طوال موسم كامل على دراستها وتطبيقها على أرض الواقع.
مشعر منى، الذي طرأ عليه كثير من المتغيرات طوال السنين التي مضت، بهدف توسعته وتطوير المرافق الخدمية فيه، بدءا من هدم جسر الجمرات، ومرورا ببنائه من جديد حتى أضحى منشأة ذات طوابق خمسة تستوعب أكثر من خمسة ملايين، إضافة إلى مشروع القطار الذي يشق المشاعر المقدسة الثلاثة، وينتهي به المطاف في مشعر منى ليوصل أفواج الحجيج إلى المنشأة لرمي الجمرات.
وفي هذا العام تمت إضافة مشاريع تطويرية أخرى لتنضم إلى سلسلة المشاريع السابقة، إذ تم شق أنفاق الشِعبين ليتم توصيلها بالدور الرابع لمنشأة الجمرات، وكذلك توسيع الساحات الغربية للمنشأة لتستوعب أعدادا كبيرة من الخارجين من رمي الجمرات.
ولا يزال الباحثون والضالعون في التطوير يقدمون سنويا كثيرا من المقترحات التطويرية والتوسعية سواء لمشعر منى تحديدا، أو في كل ما يتعلق بأعمال الحج، ولا يزال بناء الأبراج على سفوح جبال منى محل جدل كبير بين مؤيد ومعارض، فالفريق الأول يفضل هذه التجربة لأنها تساعد العاملين في الحج على إدارة الحشود، خصوصا أن إضافة أبراج سكنية على سفوح الجبال سيقلل وجودهم على أرض منى، وبالتالي يخفف الزحام قليلا، أما الفريق الآخر فينظر إلى أن هذه التجربة تفقد الحج روحانيته، وكذلك مشعر منى، واستدلوا على عدم نجاح الأبراج الستة التي تم إنشاؤها قبل نحو عامين تقريبا، وذلك لعدم تفضيل الحجاج السكن بها ورغبتهم في المبيت داخل المخيمات.
اليوم سيعم هذا المشعر المقدس الهدوء بعد أن غادره الحجاج، لكن هذا الهدوء لن يطول سوى لأيام معدودات، لأن عجلة المشاريع ستبدأ مع بزوغ فجر يوم العشرين من ذي الحجة بعد أن تهدر آلات الهدم وتقطيع صخور الجبال، مؤذنة ببدء أعمال مشاريع تطويرية أخرى لخدمة ضيوف الرحمن.

الأكثر قراءة