المبالغة في أسعار الحملات وراء افتراش الحجاج غير النظاميين

المبالغة في أسعار الحملات وراء افتراش الحجاج غير النظاميين
المبالغة في أسعار الحملات وراء افتراش الحجاج غير النظاميين

أوضح لـ«الاقتصادية» الدكتور عبد العزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة أن الدراسات التي أعدت عن ظاهرة الحجاج غير النظاميين وافتراشهم في المشاعر، أظهرت أن المسبب الرئيس لنشوء هاتين الظاهرتين السلبيتين، هو المبالغة في أسعار حملات الحج، مشيراً إلى أن من شأن هذا الأمر صدرت التوجيهات بضرورة إيجاد الحلول الكفيلة لمعالجة هذه المشكلة. وأبان الخضيري أن هناك جهودا مبذولة من قبل وزارة الحج، أسهمت منذ عامين في حظر حملات حج الـ(vip )، وإطلاق برنامج حج منخفض التكلفة بالمشاركة مع عدد من الجهات والمؤسسات المصرح لها بتقديم خدماتها لحجاج الداخل، مفيداً بأن الوزارة ستواصل تنفيذ البرنامج وإخضاع شركات الحج لمعايير تقويم أداء الشركات ومؤسسات الحج على الرغم من حصولها على الترخيص لمزاولة النشاط.
وأشار وكيل إمارة مكة إلى أن تقارير الأجهزة الرقابية المشاركة في مواسم الحج الماضية، أكدت أن حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري"، والإجراءات المشددة لضبط المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج، أسهمت في تحقيق نتائج إيجابية في انخفاض الظواهر السلبية وارتفاع نسبة التزام المواطنين والمقيمين بالتنظيمات الخاصة بالحج، ما ساعد على تحقيق مواسم حج ناجحة، شجعت إمارة منطقة مكة المكرمة على تنفيذ الحملة للعام الخامس على التوالي، والسعي لتحقيق مرتكزاتها وتنفيذ أهدافها المتعددة في إطار الجهود المبذولة للحد من الظواهر السلبية في موسم الحج على غرار ما تحقق في الأعوام الماضية.

#2#

وقال الخضيري: "بودي أن أنبه إلى أن العقوبات التي تطبقها الجهات الحكومية المختصة في حق المخالفين للأنظمة على رغم شدتها هي آخر حل نلجأ إليه، ولا أعتقد أن مواطنا أو مقيما لا يعرف أن الحج بلا تصريح وعدم الالتحاق بحملات حج نظامية، وكذلك الافتراش في طرقات المشاعر أو نقل الحجاج غير النظاميين جميعها مخالفات للأنظمة، ومع ذلك نطلق في كل عام وقبل موسم الحج حملة للتوعية بجميع هذه التعليمات بهدف التذكير بها".
وتابع الخضيري: "ستواصل الحملة هذا العام استخدام الرسائل العملية والخاصة بالتركيز على السلوك والنظام الواجب اتباعه لنشر الوعي بين المواطنين والمقيمين الراغبين في أداء فريضة الحج حول الالتزام بتطبيق الأنظمة والتعليمات الصادرة لتنظيم أدائهم الفريضة كالحصول على تصريح رسمي يسمح بالحج مرة واحدة كل خمس سنوات والالتحاق بحملات الحج النظامية ومنع المركبات من الدخول للمشاعر للحد من الزحام، الذي تسببه في طرقات المشاعر والمحافظة على النظافة والبيئة ومنع الافتراش وتجنب التدافع ومنع استخدام المركبات وغيرها من التنظيمات الهادفة إلى جعل الحج أكثر يسرا وسهولة".
ولفت الخضيري، إلى أن الجديد هذا العام في الحملة، هو إدخال الرسائل الوجدانية التي ترتكز على بث استراتيجية جديدة تتعلق بنشوء قطاع حج شامل متنام متكامل بجميع الفئات المختلفة ذات مصالح متبادلة ومشتركة، وتضم هذه الفئات المجتمع والحكومة والاقتصاد، ويتمثل المجتمع في حجاج الداخل وحجاج الخارج والمواطنين والمقيمين ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، أما مجتمع الحكومة فيضم جميع قطاعات الدولة والحكومة بدءا من القيادة وصولا إلى جميع الوزارات والهيئات، فيما يندرج في قطاع الاقتصاد كل من مؤسسات أرباب الطوائف وشركات الحج وقطاع الإسكان وقطاع النقل والقطاع التجاري والغرف التجارية الصناعية.
وقدر الخضيري، عند منع الجهات المختصة دخول المركبات، التي تقل حمولتها عن 25 راكبا إلى المشاعر المقدسة خلال موسم الحج، وعدد المركبات، التي منعت بنحو 57 ألف مركبة، وذلك بهدف تخفيف الزحام في طرقات المشاعر إلى حده الأقصى وتقليص زمن تنقل الحجاج بين تلك المشاعر، مبيناً أنه صاحب قرار منع المركبات من دخول مكة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج صاحبه حملة توعوية للتعريف بتطبيقه والبدائل المتاحة للاستفادة منها، كما كان من الضروري توفير البدائل كإنجاز مشروع قطار المشاعر لنقل الحجاج، الذي عمل هذا العام بطاقته الكاملة لينقل نحو نصف مليون حاج بين المشاعر.
وأضاف وكيل إمارة مكة: "من المؤسف حقاً أن المواطنين المتورطين في ارتكاب المخالفات، يرتكبونها وهم يدركون جيدا مخالفتهم للنظام، ولذلك يلجأون إلى سلوك طرق بديلة وعرة معرضين أنفسهم ومن ينقلونهم إلى الخطر، وكل ذلك من أجل ربح مبالغ مالية، ولذلك حرصنا من خلال حملة الحج عبادة وسلوك حضاري إلى توعية هؤلاء المخالفين وتذكيرهم بضرورة الالتزام بالنظام، وفي الوقت نفسه تحذيرهم من العقوبات، التي يعرضون أنفسهم لها، التي تشمل الغرامة المالية والسجن ومصادرة المركبة".
وأكد الخضيري أن الأمير خالد الفيصل شدد على ضرورة تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام منذ لحظة وصولهم إلى أراضي المملكة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين- بإذن الله، ومتابعته لعمل جميع القطاعات المعنية بخدمة الحجاج وحرصه أن يكون موسم الحج موسما حضاريا بحق يعكس الصورة المشرقة للإسلام كدين، وللمسلمين كأصحاب رسالة سامية ترتقي بالإنسان وتعلي من شأنه ومكانته وتبرز دور المملكة حكومة وشعبا في خدمة الحرمين الشريفين.

الأكثر قراءة