ماليزيا رائدة العالم في إنتاج زيت النخيل
تبرز في ماليزيا الواقعة في جنوب شرق آسيا كأكبر مجموعة في العالم لزيت النخيل المسجّلة في البورصة تحت رئاسة الحكومة. ومن المفترض أن تحقق هذه المجموعة حجماً سنوياً من المبيعات قدره نحو 8.6 مليار دولار، وأن تشكّل سابع أكبر مجموعة مسجّلة في البورصة في الدولة. وتُعتبر ماليزيا المنتج الأول لزيت النخيل في العالم. ويوجد في كوالالمبور وحدها نحو 43 مزرعة مسجّلة في البورصة. وقد ارتفع سعر زيت النخيل هذا العام نحو 23 في المائة، إضافة إلى بعض الزيوت الأخرى، لأن زيت النخيل يُستخدم لتصنيع الوقود الحيوي "بيوديزل" Biodiesel. وقد ارتفعت بورصة مؤشرات أسهم هذه المزارع في كوالالمبور هذا العام نحو 48 في المائة.
تم تعليق أسهم مزارع سيم داربي، وكومبولان جوثري، وجولدن هوب، من التداول التجاري في البورصة إلى أن يتم الإعلان عن الاندماج بصورة رسمية. والمتداول التجاري الأكبر بأسهم المزارع الثلاثة السابقة، هي الشركة الحكومية، "بيرمودالان ناسيونال" Bhd - PNB . وهي تخطط إلى ربط مساهماتها في حزمة واحدة تحت سقف واحد. وتبلغ مساحة المزارع الثلاثة نحو 620 ألف هكتار كمساحة إجمالية. وهذه ثاني أكبر مسطحة. وتنتج هذه المزارع الثلاث في الوقت الراهن نحو 2.1 مليون طن من زيت النخيل سنوياً. وتملك شركة PNB الحكومية نحو 13.5 في المائة من جولدن هوب، و5.9 في المائة من سيم داربي، و54.9 في المائة من كومبولان جوثري. ومجموعة المزج، سيم داربي، وهي الناشطة في إنتاج الطاقة، وفي تجارة المحركات أيضاً، تملك رأس مال من السوق يبلغ نحو 15.21 مليار رينجيت (أي ما يعادل 3.24 مليار يورو). بينما تحقق جولدن هوب نحو 7.44 رينجيت، وكومبولان جوثري نحو 4.13 مليار رينجيت.
إن هذا العمل المشترك ينطبق عليه هدف ماليزيا الموضّح، وهو الوصول إلى مجموعة كبيرة، والتي يمكنها أن تكون قادرة على المنافسة العالمية. وفي الوقت ذاته، تنوي الحكومة أن تعزز قطاع الزراعة المحلي، بما أنه يعد بتحقيق حوافز تشغيلية للسكان الماليزيين المحليين. ويمنح هذا القطاع فرص العمل لنحو 100 ألف فرد في ماليزيا، والكثير منهم أيد عاملة غير متعلّمة. وزيت النخيل هو ثاني أهم سلعة تصديرية في الدولة بعد البضائع الإلكترونية. ومن المفترض أن يصل هذا الزيت النباتي هذا العام إلى قيمة تصديرية تبلغ نحو 22 مليار ريجيت. وعلى أية حال، فإن الدولة المجاورة لماليزيا، إندونيسيا، توشك أن تحلّ محلها ماليزيا في ريادة العالم، ويتوقّع المحللون، أن تتمكن ماليزيا هذا العام من إنتاج نحو 15.88 مليون طن من زيت النخيل، بينما إندونيسيا نحو 15 مليون طن.
وفي كلا البلدين، ستتوسّع هذه المزارع أكثر وبسرعة نظراً إلى النجاح الاقتصادي الذي يحققه زيت النخيل. بينما يحتجّ حماة البيئة منذ فترة طويلة ضد الزراعة الأحادية، وإزالة الإحراج من الغابات الاستوائية. وهذا يحدث في مقاطعات "كاليمانتان"، و"سوماترا"، على جزيرة بورنيو، وكذلك على الجزيرة الإندونيسية وبالأخص عن طريق القطع وإشعال الحرائق لقيام بعض الزراعات الموسمية فيها لعدة أعوام قبل تركها لتعود إلى غابة. وبهذا تظهر الآن في الأشهر قبل موسم الشتاء الحالي في مناطق جنوب شرق آسيا، سحابة دخان ضخمة، والتي تفسد الاقتصاد، والسياحة، في كوالالمبور، وفي المركز المالي "سنغافورة". وهي تغطي تلك المدن، التي يوجد فيها مقر شركات مجموعات زيت النخيل.
يتميز زيت النخيل بأنه ينمو بسرعة كبيرة. فمن ناحية يحقق الطلب المتزايد على المواد الحارقة غير الضارة بالبيئة، نقلة ضخمة ومذهلة للمواد الخام الطبيعية. ومن ناحية أخرى، يزيد استخدام زيت النخيل أكثر وأكثر في المطبخ، ومن المفترض أن يكون صحيا أكثر مقارنة بالمنتجات المنافسة الأخرى. ولكن يتم استخدام زيت النخيل كذلك بعض الشيء في العطور والصابون. ومن بين الشركات الثلاث، التي من المفترض أن تتم إدارتها الآن بصورة مشتركة، تمتلك مزرعة جولدن هوب فقط حتى الآن مصفاة للمواد الحارقة الحيوية.