8 ذو الحجة ذروة دخول الحجاج غير النظاميين

8 ذو الحجة ذروة دخول الحجاج غير النظاميين

أوجدت سوق السياحة الدينية في السعودية نوعا ثالثا لحملات الحج منذ أن فرض نظام التصريح على حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، فبعد أن كان السوق يقتصر على "الحملات النظامية" و"الحملات الوهمية التي تستخدم أسلوب التزوير في التصاريح"، بات اليوم ينشط نوعا ثالثا يختص بحملات الحجاج "غير الشرعيين"، الذي بات ينشط منذ نحو خمسة أعوام.
وذكر عاملون في هذا المجال لـ «الاقتصادية» أنهم يستهدفون الحجاج الذين لا نية لهم في الحصول على تصريح للحج بسبب الالتزامات المالية التي يتكبدونها في حال لجوئهم إلى السبل النظامية، مشيرين إلى أن اتفاقهم مع زبائنهم لا يعتريه الغموض، فهم لا يخوضون مغامرة التزوير في تصاريح الحج. وإنما يعتمدون على أساليب خاصة تمكنهم من عبور نقاط الفرز المحيطة بالعاصمة المقدسة والمنتشرة في مداخلها. ويقول مشرفون في حملات الحجاج غير الشرعيين إن الحافلات التي يستقلونها مصرحة بدخول المشاعر العاصمة المقدسة نظاما، وأنهم يشترطون على زبائنهم النزول قبيل نقاط الفرز وعبورها مشيا على الأقدام والركوب مجددا بعد عبور حاجز الفرز.
ورصدت «الاقتصادية» مهن بعض أرباب هذا النوع من الحملات إذ تتنوع أعمالهم الأصلية، فمهن من يعمل في مجال توصيل طلاب المدارس، ومنهم من يعمل في مكاتب عقار، وآخرون لا أعمال ثابتة لهم.
ويستهدف أرباب هذا النوع من الحملات يومي السابع والثامن من ذي الحجة كـ "توقيت" لانطلاق قوافلهم، إذ من المتعارف فيما بينهم أن مستوى الدقة في رقابة رجال الجوازات في نقاط الفرز تتضاءل تدريجيا مع الساعات الأولى في يوم الثامن من ذي الحجة. حسام نبيل البالغ من العمر نحو 45 عاما، وهو من جنسية عربية ويقيم في الدمام هو أحد المشرفين في واحدة من هذه الحملات،سيّر أمس الأول من حي القزاز المكتظ بالعمالة في مدينة الدمام نحو عشر حافلات كبيرة الحجم سعة الواحدة 49 راكبا قام باستئجارها من مؤسسات للنقل، جميعها ممتلئة بالزبائن "عوائل وعزاب"، بلغت أجرة الفرد 2450 ريالا تشمل أجور الإقامة في العاصمة المقدسة فقط. وتبلغ متوسط أجرة الحاج الواحد مع السكن نحو ألفي ريال، وأجرة الحاج الواحد من غير السكن ألف ريال. فيما تنتشر حملات تسير حافلات ذات سعات مختلفة، (24) و(15) راكبا وسيارات عائلية من نوع (فان) تقدم خدمات التوصيل فقط للعاصمة المقدسة من غير التزام بالسكن في منطقة المشاعر تبلغ أجرة الراكب الواحد من الحجاج غير الشرعيين 750 ريالا.
ويعتقد حجاج غير شرعيين تحدثت إليهم «الاقتصادية» أن أعظم ثمار إقامتهم في السعودية هو إمكانهم توفير فرصة الحج لأنفسهم ولأفراد أسرهم الذين يستقدمونهم بتأشيرة زيارة مثل (الأب والأم والزوج والزوجة) ،مبينين أن تصريح الحج "أمر مبتدع وليس من الدين في شيء ولا توجد نصوص تدل على جوازه لا من القرآن ولا من السنة " - على حد قولهم – ، وفي معرض ردهم على سؤال لـ «الاقتصادية»، حول ما إذا كان دخولهم المشاعر المقدسة فيه تضييق على الحاج النظامي، قالوا :نحن فقط من يتحمل عناء الافتراش والبقاء خارج أماكن السكن المخصصة للحجاج النظاميين ، مبينين أن افتراشهم لا يضر بالحجاج الآخرين. وقدرت مصادر مطلعة في حج العام الماضي أعداد الحجاج غير النظاميين الذين أدوا مناسك الحج بنحو 800 ألف حاج، جميعهم من حجاج الداخل أي بزيادة تبلغ 33 في المائة على عدد الحجاج المصرح به، وهي بحسب مختصين نسبة كبيرة تشكل عبئا مهولا على كل القطاعات الخدمية والأمنية التي تقدم خدماتها للحجاج، لا سيما أن الخدمات المقدرة للحجاج النظاميين مثل الخدمات الصحية والبلدية والأمنية وحتى الخدمات "اللوجستية" مثل الاتصالات وغيرها تقدم للحجاج بلا تفرقة، الأمر الذي يعني أن الحاج "غير النظامي" يتطاول على "الحاج النظامي" بحصوله على ما لا يستحقه من الخدمات المقرر تقديمها لمن يحمل تصريح حج.

الأكثر قراءة