أكثر من مليوني حاج يستقرون في «منى» لقضاء يوم التروية
استقرت صباح اليوم في مشعر منى قوافل الحجيج إذ بدأت عمليات التصعيد منذ البارحة، وسط توافد نحو مليوني حاج قدموا من خارج المملكة وداخلها، حيث يتوقع اكتمالهم مع حلول غروب الشمس، لبدء أداء النسك وقضاء يوم التروية.
وأعدت جميع الجهات الحكومية خططها منذ وقت مبكر لاستقبال ضيوف الرحمن من خلال منظومة خدمية وأمنية وصحية ترتكز على تحقيق السلامة والأمن والأمان لحجاج بيت الله الحرام، وسط توقعات بهطول أمطار وجريان سيول خلال الأيام القادمة.
وحث الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية كافة منسوبي أمانة العاصمة المقدسة والشركات العاملة معها العاملين في الحج، على ضرورة بذل قصارى جهودهم ومضاعفة الأداء خلال أيام العمل في موسم الحج خدمة لحجاج بيت الله الحرام.
ودعا الأمير منصور في كلمة عامة ألقاها أمس عبر شبكة اللاسلكي المعممة والتابعة للأمانة إلى التحلي بالروح العالية والأخلاق الإسلامية الكريمة في تعاملهم مع الحجاج، وأداء مهامهم وكسب الأجر والمثوبة من الله تعالى، مطالبا الجميع بالعمل بروح الفريق الواحد لإنجاز المهام والواجبات وتقديم الخدمات البلدية، مشددا على أن كل فرد منهم يمثل الأمانة ويمثل الوزارة والجميع يعدون واجهة للوطن، ممتدحا ما يقومون به وما قدموه حتى الآن.
وخصصت أمانة العاصمة المقدسة آليات وإمكانات خاصة تحسباً لمواجهة هطول الأمطار في المشاعر المقدسة خلال هذه الأيام المقبلة وأيام التشريق، حيث جهزت ثماني فرق يومية لصيانة ونظافة شبكات تصريف السيول في مكة المكرمة وتفقد عناصرها، إضافة إلى عشر فرق لكل مشعر من المشاعر المقدسة.
وأوضح المهندس خالد بن محمد الهيج، وكيل أمين العاصمة المقدسة للتعمير والمشاريع، أن إجمالي أطوال شبكات تصريف السيول يبلغ أكثر من 250 كيلومترا تغطي كافة أنحاء مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مشيراً إلى أن طول عناصر شبكة تصريف السيول 130 كيلومترا منها قنوات صندوقية مغلقة وقنوات أنبوبية وقناة نفقية عميقة إضافة إلى قنوات التصريف السطحية والمفتوحة، متابعا: "منها 55 كيلومترا في مشعر منى و30 كيلومترا في عرفات و45 كيلومترا في مزدلفة".
فيما أوضح مروان رشاد زبيدي أمين عام هيئة النقابة والمتحدث الرسمي، أن عملية التصعيد من مكة المكرمة إلى مشعر منى بدأت منذ ساعة متأخرة من مساء البارحة، لكي يتمكن ضيوف الرحمن من قضاء يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسط استعدادات متكاملة واستنفار من كامل أجهزة النقابة وشركات نقل الحجاج.
وقال زبيدي: "لجنة التصعيد والنفرة وبمتابعة من وزير الحج نفذت خطة التصعيد بتأمين المقاعد لنقل 1.560 مليون حاج دفعوا أجور النقل، وتم التصعيد إلى مشعر منى وفق آلية ضمنت وصول جميع الحجاج الذين يريدون المبيت بكل يسر وسهولة دون حدوث أي تأخير، وتم تدعيم الحافلات بمرشدين على دراية بالطرق والمواقع الخاصة بالحجاج في مشعر منى وعرفات ومن شأنهم الإسهام بشكل مباشر في توفير سبل الراحة لضيوف الرحمن من خلال إيصالهم إلى مخيماتهم وإلى مساكنهم".
وأكد الدكتور طارق العرنوس مدير عام الطوارئ رئيس لجنة الطوارئ والطب الميداني في وزارة الصحة، تنفيذ خطة متكاملة للطوارئ والطب الميداني، وذلك من خلال 95 سيارة إسعاف عالية التجهيز، وهي بمثابة وحدات عناية مركزة متحركة تتعامل مع الحالات الطارئة، مشيرا إلى أن الوزارة تقدم الخدمات الطبية الميدانية، ونقل الحالات المرضية والتعامل مع حالات الطوارئ من خلال أسطول متكامل لسيارات الإسعاف، مبيناً أنه تم تشغيل 17 مركزا صحيا على جانبي جسر الجمرات.
وعلى الصعيد الأمني، أشار العقيد مسعود فيصل العدواني قائد ركن العمليات في قوة إدارة وتنظيم المشاة، إلى أن خطة قوة إدارة وتنظيم المشاة تقوم على ثلاثة محاور رئيسة، هي: منع الافتراش والتحكم في تدفق المشاة والمحافظة على اتجاهات السير في الاتجاه الواحد، مبيناً أن هناك مساندة مستمرة في دعم قطار المشاعر حيت تتولى القوة الخاصة لأمن الحج والعمرة خطة تشغيل محطات قطار المشاعر وقد تم دعمها هذا العام بعدد خمسة ضباط و11 فردا و1100 طالب.
وكثفت قيادة الدفاع المدني بمشعر منى جولاتها التفقدية لمتطلبات السلامة في المخيمات بمشعر منى كافة ومقرات الجهات الحكومية العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، وإزالة أي مخالفات تهدد سلامة الحجيج.
وأنهت فرق الحماية المدنية أعمال المسح الوقائي للمناطق الجبلية ومواقع انهيارات الصخور بالإضافة إلى انتشار عدد كبير من فرق الرصد في جميع الأنفاق المؤدية إلى مشعر منى وتجهيز معسكرات الإيواء في منى لاستخدامها في حالات الطوارئ التي تتطلب إخلاء بعض الحجاج إلى موقع آخر.
وأكد اللواء سعيد بن علي القرني قائد الدفاع المدني بمشعر منى، جاهزية 100 فرقة ميدانية متخصصة في أعمال الإنقاذ والإطفاء والإسعاف والإخلاء لتنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ في جميع أرجاء مشعر منى يوم التروية وطوال أيام التشريق، إضافة إلى أكثر من 200 دورية للدراجات النارية المجهزة بوسائل الإطفاء الأولية، مفيدا بأنه تم تقسيم مشعر منى إلى خمس مناطق تم تغطيتها بالكامل بالخدمات، موضحا استعداد الدفاع المدني لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول ورصد المواقع الأكثر عرضة لمخاطر الأمطار ووضع الخطط اللازمة لتأمين سلامة الحجاج، وتجهيز الفرق الميدانية المتخصصة في أعمال الإنقاذ المائي بالقوارب والمعدات الفنية، كما تضم قائمة المخاطر الافتراضية ارتفاع نسبة تلوث الهواء في أنفاق المشاعر المخصصة للسيارات والمشاة.