فتح وحماس في معارك "جوجل"
فتح وحماس في معارك "جوجل"
بعيدا عن المعارك المدبرة بين فتح وحماس على أرض فلسطين، ففي الفضاء التخيلي معارك أخرى. وبالدخول في معارك "جوجل"نجد أن حماس فازت بنسبة تقارب 90 في المائة أما فتح فاكتفت بـ 10 في المائة بمقياس الشهرة على الإنترنت. وتوقعي الشخصي وبعد الأحداث المؤسفة الأخيرة، أنه لو جرت انتخابات نزيهة، فإن حماس سوف تفوز بنسبة مقاربة لهذه. إن الانتخابات الماضية في بداية السنة الميلادية الحالية حصلت كتلة حماس على ما يقارب من 65 في المائة، أما فتح فحصلت على 30 في المائة. إن المشكلة الفلسطينية الحالية وببساطة تتلخص في أن متنفذي حركة فتح لم يرق لهم ترك حركة حماس تحكم، رغم أنها فازت فوزا كاسحا في الانتخابات البرلمانية. إن الحالة الفلسطينية تشبه إلى حد ما الحالة اللبنانية. فكلتا الأقليتين برلمانيا لهما علاقات مع المحتل أو المحتل السابق، وكلاهما لم يسلما ويعترفا فعليا بالحكومة الشرعية. ونظرا لعلاقات بعض المتنفذين في الخارج فإن كل محاولات التهدئة للأسف ستبوء بالفشل، لأن الجهات الخارجية لا تريد خيار الشعب ولا المقاومة التي لا تخدم مصالحها. إن حركة فتح في مجملها حركة وطنية وتريد استقلال فلسطين. إلا أن قلة محدودة لها علاقات معلنة مع الكيان الصهيوني تخطط إلى تسوية استسلامية لا ترقى إلى طموح المبادرة العربية. وإن كان العالم العربي والإسلامي يحافظ على علاقات جيدة مع أمريكا، إلا أنه يختلف معها تماما في القضية الفلسطينية، بل معظم الدول في العالم لا توافق على الانحياز الكامل الأمريكي لإسرائيل. وهاهو جورج بوش يقول عن أحد انقلابيي فتح "يعجبني هذا الغلام" مما يدل أن هناك دعما إسرائيليا وأمريكيا لانقلابيي فتح. إن هذه القلة ومنذ ما يقارب السنوات الخمس وهي تنغص الكفاح الفلسطيني وتحاول إعادة تشكيل فتح لتكون أكثر ليونة مع المحتل وأكثر صلابة مع الشعب الفلسطيني وحركاته الوطنية. فعلى سبيل المثال، فإننا لم نر واقعا لشعار حركة فتح المشهور "ثورة حتى النصر" إلا وللأسف على الحكومة الفلسطينية الحالية.
لذلك ففي الغالب أن أعداء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يفكرون في إعادة الانتخابات واتخاذ بعض التكتيكات لمنع حماس ومن معها من المستقلين من الفوز مجددا. فقد نرى بعض الاغتيالات والسجن والملاحقات. بل قد نرى صدور قرارات جديدة من الأمم المتحدة بمنع حركات أو أشخاص القوائم السوداء من خوض الانتخابات. إن من يمنع الجماهير الفلسطينية من التظاهر، وهو أمر جديد على الساحة، سيمنعهم من الوصول إلى صناديق الاقتراع. بالطبع فإن فكرة تزوير الانتخابات ليست مستبعدة على الإطلاق، وبالطبع فأستبعد أن يدعى الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر لرقابة الانتخابات.
يستغرب المراقب لما يكتب في الصحف من قلة من الأقلام التي تحاول النيل من حماس والتقليل من شعبيتها. كانت بعض هذه الأقلام تطالب حماس بالدخول في العملية السياسية بكل جدارة وبكل مهنية، وألغت أكبر ملفات الشعب الفلسطيني وهو ملف الفساد بشهادة الاتحاد الأوروبي، فمال بال هذه الأقلام لم تشد بهذه الخطوات. على كل فإن الشارع العربي في غالبيته العظمى مع الشعب الفلسطيني ومع خياراته، ومن وجهة نظري فإنه على الدوائر العربية السياسية مناصرة الشعب وخياراته والوقوف معه ومع أي حكومة يقرها المجلس التشريعي والأغلبية الصامتة من فتح، وخصوصا أننا لم نسمع من هذه الحكومة إلا كل احترام وتقدير وإشادة بالدول العربية. إن أقل القليل ألا تدعم الأقلية المنقلبة على الديمقراطية، والوقوف مع عموم الشعب الفلسطيني موقفا مشرفا مثل موقف الحكومة التركية الحليف القوي لأمريكا وعضو حلف الناتو.
أخيرا وعودة إلى معارك الإنترنت فإن موقع حركة فتح لا يوجد إلا باللغة العربية وترتيب موقعها 156 ألفا على مستوى العالم، أما حماس فبسبع لغات وترتيب موقعها العالمي 4700.