الاستعراض العسكري .. مشهد مهيب تمازج فيه هزيم الرعد وصيحات صقور الأمن
تحت سماء ملبدة بالغيوم، بهزيم رعدها، وبزخات قليلة من مطرها، كان المشهد مهيبا عندما تعالت صيحات رجال الأمن المشاركين في مهام الحج لهذا العام، التي أدهشت جميع الحضور ولا سيما المراسلين الأجانب القادمين لتغطية هذه المناسبة لوكالاتهم العالمية، حيث ارتسمت علامة الانبهار بهذه القوة العسكرية المشاركة، وأيقنوا وتأكدوا أن السعودية لا تتهاون في حفظ أمن وأمان ضيوف الرحمن.
#2#
رجال الأمن الذين أشعلوا مكان العرض حماسة ومعنوية، استعرضوا إمكاناتهم الأمنية أمام وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج الأمير أحمد بن عبد العزيز، الذي آثر أن يقطع مسيرة الصقور الاستعراضية، وأقام صلاة المغرب داخل منصة العرض، والذي أَمَّ فيها المصلين الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، ورئيس الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، تفننوا في رسم لوحات فنية لمهاراتهم العسكرية، فمن قوات برية وعمليات تشابك أمني مفترض، إلى استعراض حر نفذه صقور الجو، حيث تدلوا من خلال حبال ربطت بطائراتهم، ونفذوا عمليات إنزال جوي في عمليات فرضية لحوادث إجرامية أو إرهابية.
#3#
لقد دأبت السعودية وطوال عقود ماضية من الزمن على استنفار جميع الإمكانات والطاقات العسكرية لديها، بل إنها جعلت مهمة الحج من أكبر التحديات التي تواجهها، وذلك استشعارا منها بعظيم هذه الشعيرة، لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وما إن ينتهي موسم حج، حتى يبدأ قادة الأمن في وضع الاستراتيجيات، والخطط المدروسة لتنفيذها في موسم الحج القادم، واضعين أمام أعينهم أنهم ورجالهم ليسوا بمنأى عن الأخطاء، ولكنهم في ذات الوقت هم أكثر من يستفيدون من تلك الأخطاء، حيث يأخذون منها الدروس والعبر، لتلافيها في المواسم القادمة، وهذا ما ميز الحج بنجاحات باهرة خالية من أي شيء يعكر صفو هذه الشعيرة المقدسة، وذلك بتوفيق من الله- عز وجل- أولا وأخيرا.
#4#
الآن وبعد أن أبدى رجال الأمن استعداداتهم، وجاهزيتهم، يتطلع كل مواطن ومواطنه أن يوفق الله هؤلاء الرجال الذين سيحملون على عاتقهم حفظ أمن وأمان حجاج بيت الله الحرام، الذين ستكون أيديهم رحيمة تساعد العاجزين، وتربت بكل هدوء لتبث الطمأنينة في النفوس، وفي الوقت ذاته، ستلقن من يريد أن يخل بأمن هذا الحج، وستضرب بيد من حديد لقطع دابرهم.