جدة .. بلا «مقاهي» .. لا غير .. ولا حاجة!
''جدة'' مدينة جميلة .. حباها الله بامتياز المكان فكانت عروس البحر الأحمر .. وكانت ملتقى المحبين والعشاق .. وكانت فخرا لدولتها وأمتها .. ولكن أناس أمانة محافظة ''جدة'' قرروا إطفاء أنوارها .. وخلع زينتها .. وطرد عشاقها ومحبيها من أهلها ومن زوارها وتعالوا نتحدث .. نحن نقلد ''العالم الأول'' في كل شيء، وكل أنظمتنا المدنية، نظام المرور، والبلديات، والصرف الصحي، ونظام البنوك، وآخرها نظام ما يسمى .. ''ساهر'' وحتى داخل بيوتنا أصبحنا نعيش على النمط الذي اخترعه ''العالم الأول'' من الكنبة .. إلى السرير. والأمثلة لا تعد ولا تحصى .. على أننا نسير على خطاهم ونحاول اللحاق بهم، ولكن الفرق أننا لا نطبق الأمور بالطريقة الصحيحة التي يطبقها من اخترعها فهم يعملون الأشياء ''صح'' وبموضوعية، ويراعون الأوضاع الاقتصادية، ومصالح المدن ومداخيل السياحة، وليس ضربها أو خنقها، أو قتلها، وكما هو معروف فإن أول من أعلن الحرب على التدخين كان ''العالم الأول'' .. وليس نحن، ووضعوا الكثير من التدرج في تطبيق القرار وإعطاء المهلة الكافية للأفراد، وأصحاب المقاهي، والمطاعم حتى يستعدوا لمرحلة منع التدخين في الأماكن المغلقة، ولأن ''جدة غير'' فقد قامت أمانة محافظة ''جدة'' بمحاولة إغلاق أيضا المقاهي المكشوفة، وما زالت الأمور غير واضحة في هذا الشأن. وللتذكير فقط فإنه وفي قلب ''العالم الأول'' في وسط ''باريس'' وفي أرقى شارع من شوارع التسوق في العالم ''الشانزليزيه'' يسمح بالتدخين على أرصفة المقاهي الخارجية وفي ''لندن'' يسمح أيضا بالمعسل على أرصفة المقاهي، وسط التجمعات التجارية والسكنية وفي قلب ''أكسفورد''.
إن في ''جدة غير'' .. أكثر من 3 آلاف مقهى ومطعم، منتشرة في كل أنحاء المدينة، وتقدم خدمات لا تعد ولا تحصى لسكان المدينة، حيث لا توجد أي وسائل أخرى للترفيه، أو للترويح عن النفس، لا سينما، لا مسرح، لا حفلات غنائية، هذا إضافة إلى استثمار مئات الملايين في هذه الصناعة السياحية الأولى في مدينة ''جدة'' ولا تكون ''جدة غير'' بدون هذه المقاهي، وهي من العادات الموجودة منذ القدم، طالما أنها في الأماكن المفتوحة أو المكشوفة بالأصح، وفي كل أنحاء ''جدة'' لا فرق بين منطقة وأخرى. لذلك نطالب الجهات المعنية في مدينة ''جدة'' بحماية وتشجيع استمرار هذه المقاهي والمطاعم لأنها المتنفس الوحيد للناس، ولأسرهم في المدينة العتيقة المشهورة بمقاهيها. وبالمناسبة لا أنا مدخن، ولا صاحب مقهى أو مطعم، ولكني أرتاد هذه الأماكن مع الأصدقاء بين فترة وأخرى، وهذا الشيء الوحيد الذي بقي لنا في ''جدة'' التي نعرفها.