مؤشرات السوق الأمريكية ترتفع لمستويات قياسية و"ناسداك" يتباطأ

مؤشرات السوق الأمريكية ترتفع لمستويات قياسية و"ناسداك" يتباطأ

مؤشرات السوق الأمريكية ترتفع لمستويات قياسية و"ناسداك" يتباطأ

[email protected]

تمكنت البيانات الاقتصادية الصادرة في الأسبوع الماضي مثل بيانات مبيعات التجزئة ومؤشر أسعار المُستهلكين الذي يساعد على قياس التضخم من قيادة السوق نحو الصعود قليلاً، وأنهت جميع المؤشرات الرئيسية أداءها نهاية الأسبوع الماضي على ارتفاع، حيث ارتفع مؤشر داو جونز 1.1 في المائة مُحققاً مستوى جديدا لم يصله داو جونز منذ 52 أسبوعا وأعلى نقطة لامسها خلال تعاملات الأسبوع الماضي 12454 نقطة، أما مؤشر S&P 500 فارتفع بنسبة 1.2 في المائة ووصل إلى مستوى لم يصله منذ ست سنوات مغلقاً عند مستوى 1427.09 نقطة أما أقلهم ارتفاعاً فكان ناسداك الذي أغلق عند 2457.20 نقطة مرتفعاً بنسبة 0.8 في المائة.
من البيانات الاقتصادية الصادرة مؤشر الإنتاج الصناعي لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) حيث ارتفع أكثر من المُتوقع بمقدار 0.2 في المائة بينما توقع المُحللون ألا يحدث أي ارتفاع، وقد ذكرت هذا المؤشر تحديداً لأن بيانات النشاط الصناعي زاد الاهتمام بها بعد صدور مؤشرات تقيس قوة النشاط الصناعي في الأسبوع قبل الماضي وأظهرت ضعفاً لفت الأنظار نحو هذا النشاط أكثر من ذي قبل.
مؤشر أسعار المُستهلكين CPI لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) بقي دون تغيير بينما كانت التوقعات تتحدث عن احتمال ارتفاعه 0.2 في المائة وكذلك النسخة الجوهرية منه Core CPI لم ترتفع حسب التوقعات بل بقيت عند مستواها السابق، من هنا ذهب بعض المُحللين إلى القول أن البيانات الجيدة لمبيعات التجزئة ومؤشر أسعار المُستهلكين CPI لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) قد يقودان البنك المركزي إلى خفض الفائدة في عام 2007.
اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الثلاثاء الماضي لم يتقرر فيه رفع الفائدة قيد أُنملة وبقيت عند مستوى 5.25 في المائة وقرار الثبات على السعر الحالي للفائدة يُتخذ في كل مرة بالرغم من أنه الاجتماع الرابع على التوالي ولكن المُجتمعين أبقوا الباب مفتوحاً لأي قرار مستقبلي لرفع الفائدة وذلك بعد أن أبدى محافظ المركزي تخوفه من أن التضخم لا يزال يُثير التخوف بارتفاعه.
لم تُسهم البيانات الاقتصادية وحدها في قيادة السوق نحو الارتفاع بل إن نتائج أرباح الشركات شحذت هي أيضاً همة السوق، فمثلاً أعلنت شركة أدوبي سيستمز Adobe Systems عن نتائج الربع الرابع مُحققة أرباحا مُطابقة للتوقعات بينما جاءت مبيعات الشركة أعلى من المُتوقع وارتفع سهم الشركة على أثرها بنسبة 5 في المائة، وساهمت أسهم شركات أخرى مثل إنتل وسيسكو ومايكروسوفت تحديداً التي تمكنت من الارتفاع حتى وصلت إلى أعلى سعر لها منذ 52 أسبوعا وهو 30.19 دولار، ومن أخبار اندماج الشركات ما أعلن عن وجود محادثات بين شركتي الطيران المعروفتين UAL وكونتيننتال للطيران بغرض الاندماج وهذا إن حدث يعني أنه سيُنتج عنه أكبر ناقل جوي محلي داخل أمريكا من حيث القيمة السوقية التي تُقدر بتسعة مليارات دولار.

الأسبوع الحالي
يعتقد المُستثمرون أن تكون نهاية عام 2006 هي نهاية سعيدة وأن تكون تعاملات السوق في موسم الأعياد المقبل إيجابية، هذا الأسبوع ستستمر البيانات الاقتصادية ونتائج أرباح الشركات في قيادة حركة السوق وتحديداً مؤشر أسعار المُنتجين PPI وبيانات أخرى تتعلق بإنفاق الفرد والتي لها علاقة بقياس التضخم، توقعات الاقتصاديين هي أن يُسجل مؤشر أسعار المُنتجين PPI ارتفاعاً في تشرين الثاني (نوفمبر) بمقدار 0.5 في المائة بعد أن كان مُنخفضاً بمقدار 1.6 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر)، أما المؤشر الجوهري منه وهو Core PPI فيُتوقع أن يرتفع هو الآخر بنسبة 0.2 في المائة على عكس انخفاضه في تشرين الأول (أكتوبر) بمقدار 0.9 في المائة، يأتي بعد هذه المؤشرات الاقتصادية من حيث الأهمية مؤشران آخران هما دخل الفرد وإنفاقه حيث يُتوقع أن يرتفع دخل الفرد بمقدار 0.4 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر) وهو نفس مقدار الارتفاع الذي حققه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أما إنفاق الفرد فيتوقع أن يرتفع بمقدار 0.2 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر).
سيعلن هذا الأسبوع عدد من الشركات عن نتائج أرباحه ومن أهمها شركة أوراكل وبنك جي بي مورجان وشركة فيدكس FedEx، بالنسبة لشركة أوراكل فيُتوقع أن تحُقق ربحاً مقداره 22 سنتا في الربع الثاني من سنتها المالية الحالية، هناك شركات أخرى ستتجه نحوها أنظار المُستثمرين بسبب بعض الأخبار التي صدرت الأسبوع الماضي ومنها شركة ديل Dell التي أعلنت أنها تلقت خطاباً من إدارة ناسداك يُلفت نظرها إلى أن وضع الشركة لا يتوافق مع إدراجها ضمن السوق وبينت الشركة أن المقصود هو تأخرها في عدم تعبئة النموذج الخاص ببياناتها المالية للربع الثالث.

التحليل الفني
نعود لنؤكد ضرورة مراقبة المتجه الصاعد الذي أُحدده دائما في الرسم البياني المرفق حيث إن ناسداك قد هبط أسفل منه، كما بينت أن هبوط متوسط حركة عشرة أيام تحت متوسط حركة عشرين يوما يُنذر بالهبوط وهذا رأيناه مع بداية تعاملات السوق في الأسبوع الماضي، وبلا شك أن البيانات الاقتصادية التي صدرت أسهمت في عودة السوق نحو الارتفاع ولكن يوم الجمعة ارتطم بالمتجه الصاعد ومنعه من الصعود أكثر وأغلق ناسداك يوم الجمعة على انخفاض.
يقف أمام ناسداك عدد من مستويات المقاومة أولها 2469 نقطة كمقاومة سابقة يليه في المقاومة المتجه الصاعد عند نفس المستوى وكذلك مقاومة الحد العلوي للبولينجر باند عند 2474 نقطة، وهنا أشير إلى أن وضع متوسط حركة عشرة أيام بدأ يتحسن وذلك بعودته للصعود أعلى من متوسط حركة عشرين يوما.
للمهتمين بالتحليل الفني أدعوهم إلى مشاهدة ناسداك على الإطار الأسبوعي Weekly Chart حيث سيُلاحظ ثبات ناسداك لمدة شهر بين مستوى 2469 نقطة و2390 نقطة ولم يُعط إشارة واضحة نحو الصعود أو الهبوط ولكنه في منطقة تماسك واضحة وربما الوضع الحالي الجيد لمؤشريّ داو جونز وS&P 500 يُساعد ناسداك على الارتفاع وخلق جو من التفاؤل بين المُستثمرين ونرى ناسداك يخرج من صمته وحالة تماسكه ويصعد، لكن يبقى القول إنه ما دام ناسداك يقبع تحت المتجه الصاعد فلن تقوم له قائمة وقد يبدأ بالتصحيح لذا يجب المراقبة والانتباه.

<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/mashoor17.12.jpg" width="499" height="499" align="center">

الأكثر قراءة