"وول مارت" تعاني من أزمة في الأسواق المحلية الأمريكية

"وول مارت" تعاني من أزمة في الأسواق المحلية الأمريكية

اضطرت أكبر شركة لتجارة التجزئة في العالم وول مارت ستورس الأمريكية إلى تحمّل بعض النكسات التي حلت بها هذا العام إحداها كانت عملية الانسحاب من السوق الألمانيـة: فبعد أعوام من الصمود منذ اقتحامها السوق الألمانية عام 1997 استسلمت الشركة أخيرا أمام تراكم الخسائر و اضطرت في تموز (يوليو) من العام الحالي إعلان بيعه جميع فروعها المحلية لمجموعة مترو الضخمة لتجارة الجملة والتجزئة. وكانت الشركة الأمريكية قد أوقفت قبل أشهر من خطوتها في ألمانيا جميع نشاطاتها في كوريـا الجنوبيـة.
والآن تعاني الشركة التجارية العملاقة (ومقرها مدينة بنتونفيلي في ولاية أركانساس) من أزمـات في السوق المحلية تتزايد باستمرار، فقد كانت الشركة هي الخاسر الأكبر من حيث معدل المبيعات في أول أيام موسم التسوق الذي يسبق فترة الأعياد الأمريكية حيث تعتبر هذه الفترة أفضل المواسم للمحلات التجارية لجني الأرباح في السنة. وتعمل محلات تجارة التجزئة على إغراء الزبائن بعروض وخصومات خيالية للشراء. وأعلنت بعض معاهد أبحاث التسويق الأمريكية عن تحقيق المحلات لنسبة مبيعات كبيرة فاقت أرقام العام الماضي عدا شركة وول مارت التي قالت إن حجم المبيعات خلال الأسابيع الأربعة الماضية تراجع وفق الحسابات المبدئية بنسبة 0.1 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي.
هذا التراجع محسوب بعد التعديل المساحي، أي أنه يتعلق بالفروع المفتوحة منذ أكثر من عام على الأقل. وبالنسبة لسلسلة الأسواق المركزية وول مارت يُعتبر هذا التراجع- بعد التعديل المساحي - هو أول تراجع في سوق الولايات المتحدة منذ عشرة أعوام. وتسبب هذا أيضا في تراجع سعر سهم الشركة في التداول في البورصة بأكثر من نسبة مئوية واحدة وبلغ نحو 47.40 دولار. وبهذا يكون السهم قد فقد من قيمته خلال شهر واحد ما يقارب 9 في المائة.
التطور الضعيف لشركة وول مارت في أمريكـا يؤكد على أن الشركة تعاني من أزمة إثبات نفسها حتى في السوق المحلية الأمريكية. وفي الآونة الأخيرة قامت الشركة مرات عديدة بتغيير مسارها واستراتيجيتها من خلال الدعايات وقائمة السلع المعروضة، حيث حاولت لفترة ما تعديل الانطباع المأخوذ عنها على أنها محل السلع الرخيصة، وأخذت تركز على تهيئة موقعها كمحل تسوق للزبائن الأثرياء. فعلى سبيل المثال كانت شركة وول مارت تركز في السابق على السلع الرخيصة و أحدث الصيحات في عالم الموضة النسائية و لكن الشركة حاولت أخيرا أن تسلك سبيل المنافسين من خلال تقديم الموضة الغالية و الرخيصة في آن واحد في أسواقهم المركزية، وبهذا يخطون خطى واسعة في طريق النمو. ولكن هذه الاستراتيجية لم تفلح لدى وول مارت وبقي النجاح المترقب بعيدا عن الأنظار: ويقول رئيس مجلس إدارة الشركة لي سكوت معترفا بأنه بالغ وعمل بتسرع في تغيير الموضة النسائية لديه.
وخلال الأسابيع الماضية بدأت وول مارت من جديد في إبراز استراتيجيتها القديمة كمركز تجاري منافس في تخفيض الأسعار. و أخذت وول مارت في تخفيض أسعار الألعاب والأجهزة الإلكترونية الشعبية بدرجة خيالية. ولكن التراجع في المبيعات المعلن عنها يبين أنه حتى هذا التغيير في الإستراتيجية لم يأت بالمطلوب. هذا النمو الضعيف في السوق المحلية يشكل لـشركة وول مارت مشكلة عصيبة. ومقارنة بوجود شركات تجارة التجزئة الكبيرة مثل كارفور الفرنسية Carrefour على الساحة العالمية يحتل الأمريكيون في هذا الوقت مرتبة متراجعة بمسافة كبيرة. ففي الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية 2006 / 2007 شكلّت نسبة مبيعات فروع وول مارت في الدول الأجنبية 22 في المائة فقط من إجمالي حجم المبيعات والبالغ 246.9 مليار دولار. ولكن، حتى وإن كان وول مارت قد ودّع أعماله في بعض الأسواق العالمية مثل ألمانيا، فإن الشركة الأمريكية مازالت بشكل عام تدفع خطة توسعها على مستوى العالم بصورة سريعة إلى الأمام، وبالأخص في الأسواق الواعدة مثل الهند والصين.

الأكثر قراءة