غدا.. الطريق مفتوح أمام زيادة جديدة في سعر الفائدة الأوروبية
يعقد مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي المكون من 18 عضوا، اجتماعه المعتاد غدا، الخميس الأول من كل شهر في ظل توقعات كبيرة
بزيادة سعر الفائدة الأوروبية مرة أخرى قبل نهاية العام الحالي لتكون الزيادة السادسة على التوالي. وفي حالة إقدام مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي الذي يدير السياسة النقدية في منطقة اليورو التي تضم 12 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي على إقرار الزيادة المتوقعة خلال اجتماعه غدا، وتصل إلى ربع نقطة مئوية، فإن سعر الفائدة الأوروبية سيصل إلى 3.5 في المائة. وبهذا سيكون سعر الفائدة في منطقة اليورو قد ارتفع بمقدار 1.5 نقطة مئوية منذ بدأ البنك المركزي مسيرة زيادة أسعار الفائدة قبل نحو عام.
ومما يدعم التوقعات بإقدام البنك على زيادة سعر الفائدة نجاح اقتصادات منطقة اليورو في تحقيق معدلات نمو ملموسة خلال العام الحالي، وعودة شبح التضخم من جديد في ظل تراجع معدل البطالة وتحسن مستوى الأجور.
في الوقت نفسه فإن وصول سعر الفائدة في منطقة اليورو إلى 3.5 في المائة يعني الارتفاع إلى أعلى مستوى له منذ الطفرة الكبيرة التي شهدها اقتصاد منطقة العملة الأوروبية الموحدة عام 2001.
وفي المقابل فإن ارتفاع قيمة اليورو أمام الدولار خلال العام الحالي يمكن أن يخفف الضغوط على البنك المركزي من أجل عدم المضي قدما في طريق زيادة سعر الفائدة. وتتجه الأنظار إلى المؤتمر الصحافي الشهري الذي سيعقده جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي بعد اجتماع مجلس إدارة البنك غدا بحثا عن أي تلميحات بشأن السياسة النقدية للبنك في المستقبل المنظور خاصة مع ارتفاع قيمة اليورو أمام الدولار إلى 1.33 دولار خلال الأيام القليلة الماضية.
وتتطلع الأسواق إلى تريشيه لمعرفة رأيه ليس فقط بشأن السياسة النقدية للبنك في المستقبل، إنما أيضا رأيه في الزيادة المطردة الأخيرة في قيمة اليورو أمام الدولار.
وكان تريشيه قد وصف الارتفاع الكبير لليورو أمام الدولار عندما ارتفع إلى 1.36 دولار في نهاية 2004 بأنه "مؤلم". وواصل حديثه في ذلك الوقت ليقول إن التحركات الكبيرة في سعر صرف اليورو أمام الدولار "غير مرغوبة ولا مقدرة". وفي ذلك الوقت انخفض اليورو أمام الدولار إلى أقل من 1.3 دولار. ورغم النمو الملموس لاقتصادات منطقة اليورو خلال العام الحالي فإن أغلب الخبراء يتوقعون تراجع وتيرة النمو خلال العام المقبل.
والسؤال الذي يفرض نفسه على الأسواق حاليا هو: هل سيشير تريشيه خلال كلمته بعد اجتماع غد إلى اتجاه البنك نحو التريث بشأن أي زيادة جديدة في أسعار الفائدة لدراسة تأثير الزيادة الجديدة المنتظرة غدا؟ أم أن تريشيه سيواصل حديثه التحذيري بشأن تزايد الضغوط التضخمية في منطقة اليورو؟ مما يفتح الباب أمام انتظار زيادة جديدة لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع آذار (مارس) المقبل.
ويقول توماس ماير كبير خبراء الاقتصاد الأوروبي في مصرف دويتشه بنك أكبر بنوك ألمانيا إن البنك المركزي الأوروبي سيترك المستقبل مفتوحا تماما. وكان معدل التضخم في منطقة اليورو قد سجل ارتفاعا ملحوظا خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وفقا للبيانات الأولية التي صدرت الخميس الماضي ليصل إلى 1.8 في المائة. وبالرغم من استمرار المعدل تحت نسبة 2 في المائة التي حددها البنك المركزي الأوروبي فإنه عزز التوقعات بإقدام البنك على زيادة سعر الفائدة.
وكان معدل التضخم في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي 1.6 في المائة
وهو ما جعل مسؤولين كبارا في البنك المركزي الأوروبي يحذرون من تزايد خطر التضخم على منطقة اليورو. وكانت أسعار النفط قد عاودت الارتفاع خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد فترة قصيرة من التراجع الذي أعقب وصول الأسعار إلى ذروتها. وبلغت الأسعار 78.4 دولار للبرميل في تموز (يوليو) الماضي.