نمو الأموال الأجنبية في أوروبـا الشرقية مع تطور أسواق الأسهم المالية
زاد إقبال الشركات المساهمة الخاصة Private Equity على الاستثمار في شرق أوروبا، غير أن الشركات الضخمة فقط هي التي تحقق نتائج مرضية في الأرباح العائدة على رؤوس الأموال التي استثمرتها. هذا ما أكدّه البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. فحسبما أفاد به البنك بلغ مجموع استثمارات الشركات الخاصة في شرق أوروبا خلال العام الماضي 1.6 مليار دولار، شكلّت فيه الشركات المساهمة الأجنبية الجزء الأكبر من رأس المال المستثمر، هذا لأن القطاعات في أوروبا الشرقية مازالت في خضم النمو. وأفاد البنك أيضا أن هذا الوضع يمكن أن يتغير حالما تبدأ شركات التأمين وصناديق التقاعد في شرق أوروبا بالاستثمار في الشركات المساهمة هناك.
وكانت الشركات المساهمة الخاصة لفترة طويلة تخشى الاستثمار في شرق أوروبا وذلك لانقطاع المشاريع الاستثمارية الصالحة، ولأن أسواق الأسهم في شرق أوروبا كانت متخلفة اقتصاديا لدرجة أن الخروج من أحد الاستثمارات كان ممكنا فقط بعد مماطلة طويلة الأمد. هذا الوضع إجمالا تغير إلى الأفضل، حسب معلومات بنك شرق أوروبا، من خلال التحسينات التي طرأت على بنية البورصات الأوروبية الشرقية، كما أن قائمة المشاريع الاستثمارية هناك توسعت بصورة أكبر عما كانت عليه في السابق. وفي تقريره السنوي حول التحولات البنيوية ذكر بنك شرق أوروبا، أن أكثر من 44 مؤسسة دعم مالي جمعت لغاية الآن ما يقارب 4,6 مليار دولار للاستثمار في شرق أوروبا، واستثمرت في نفس الوقت 2,7 مليار دولار في 450 شركة. هذا وتعتبر بولندا وبدون منافس أكبر سوق لاستثمارات الشركات المساهمة الخاصة من بين دول شرق أوروبا.
وكما هو الحال في الدول الغربية تتميز أيضا في شرق أوروبا مؤسسات الدعم الكبيرة عن الشركات المساهمة الصغيرة بالنجاح والتفوق. وأفضل الإيرادات تحققها مؤسسات الدعم التي تمارس أنشطتها بصورة رئيسية في قطاع إدارة الشركات المستهدفة، حيث تلعب هناك دورا مؤثرا في إدارة الشركة وتسهم بذلك بنفسها في قيادة الشركة إلى أوضاع أفضل لتحقيق الإيرادات. ووفق حسابات بنك شرق أوروبا بلغت الأرباح العائدة لمؤسسات الدعم الصغيرة في شرق أوروبا لحد الآن 3.3 في المائة في المعدل المتوسط، في المقابل بلغ نمو الإيرادات لدى المؤسسات الكبيرة 15.7 في المائة. وإذا ما أُخذ زمن استثمار المشاريع الاستثمارية بعين الاعتبار، حينئذ تصبح النتيجة، أن مؤسسات الدعم الصغيرة لم تسجل في الأغلب إلا خسائر ضئيلة، فيما بلغت أرباح المؤسسات الكبيرة في المعدل المتوسط نحو 8.8 في المائة. وتتفاوت نتائج الأرباح هذه بالطبع وبصورة كبيرة حسب المجال ومركز نشاط المشاريع الاستثمارية.
في نظر بنك شرق أوروبا تتمتع الشركات المساهمة الخاصة بفرص نجاح أوفر في حالة تعاملها مع الشركات التي تكون صغيرة جدا بحيث لا يجدي الإدراج في البورصة نفعا كبيرا، وكذلك مع الشركات التي تكون أعمالها أكثر خطورة من أن تموّل نفسها من خلال القروض البنكية التقليدية. وكما هو الحال في أمريكا وأوروبا الغربية يُلاحظ كذلك في أوروبا الشرقية أن صفقات استحواذ الشركات المساهمة الخاصة تنمو باستمرار، وأن تمويلها برؤوس أموال أجنبية يزداد يوما بعد يوم.