فولكس فاجن تنوي تقليص تكاليف المواد نحو 5 مليار يورو

فولكس فاجن تنوي تقليص تكاليف المواد نحو 5 مليار يورو

يُعتبر خافير جراتسيا سانز المشتري الأقوى في قطاع صناعة السيارات الأوروبية. وهو عضو في مجلس إدارة مجموعة فولكس فاجن للسيارات المسؤول عن حجم المشتريات السنوية بما يعادل 60 مليار يورو. وهنا يلعب خافير جراتسيا وهو من أصول إسبانية دوراً بارزاً في مشروع تقليص التكاليف التابع لمجموعة فولكس فاجن: حيث ينوي حتى عام 2008 أن يقلّص تكاليف المواد بنحو خمسة مليارات يورو. ودخلت إدارة المشتريات التابعة في دائرة الأضواء بعد أن تلقى ثلاثة من موظفيه رشاوى من قبل شركة فواريتشيا الفرنسية لقطع الغيار

يوحنا ريتر من صحيفة فرانكفورتر ألجماينة التقى خافير جراتسيا سانز و أجرى معه هذا الحوار .

في البداية نود أن نعرف رأيكم في قضية الرشاوى من قبل شركة فواريتشيا الفرنسية فهل تتحمل جزءا من المسؤولية لأن الأشخاص الذين تلقوا الرشاوى كانوا تابعين لإداراتك ؟
بالطبع، لابد أن أتحمّل المسؤولية هاهنا. إن الموظفين المشبوهين كانوا يعملون في دائرتي. ولكننا قمنا بسحب جميع العواقب مباشرةً، ودعمنا عمل القضاء الحكومي بكل طاقتنا. ولكنني مسؤول عن نظام المشتريات أيضاً، وهو منظّم بطريقة لا تسمح بحدوث أمر مثل هذا، ولكن من الممكن أن يتمكن المرء من القضاء عليه عن طريق طاقة إجرامية هائلة.

وما الذي يجعل النظام آمناً إلى هذا الحدّ؟
إن نظام المشتريات التابع لنا يتسم بالشفافية البالغة، حيث لا يمكننا أن نمنح عقود الشراء إلا تحت شروط المنافسة. ولا يوجد لدى مجريات الشراء في فولكس فاجن قرارات فردية. فمن يتخذ القرارات هي هيئة ثابتة مؤلفة من 15 إلى 20 شخصا. وبهذا فإن اللجنة غير قادرة على التلاعب بشيء. وبالإضافة إلى هذا، يوجد لدينا ضمن الدرجات الإدارية الأولى والثانية مبدأ التناوب الصارم: لا يوجد لدينا مدير مشتريات يبقى في الوظيفة نفسها أكثر من خمسة إلى ستة أعوام.

وبرغم هذا تحدث حالات رشوة لديكم، كيف هذا؟
إن شركة كبيرة مثل فولكس فاجن هي أيضاً نسخة عن المجتمع. ولهذا فهي تحتوي على الطاقة الإجرامية أيضاً. ولكن عندما يرتكب ثلاثة من بين 5000 موظف خطأً ما لا يمكن أن يقال أن النظام هو الخاطئ. وبالإضافة إلى هذا: فإن الحالات تعود إلى ما قبل عدة أعوام. وفيما إذا عادت علينا بالإضرار، فنحن لا نزال ندرس الأمر. لقد تم منح طلبات الشراء لفاوريتشيا في تلك الآونة وفقاً لشروط، والتي لم تكن ضارة بفولكس فاجن.

ولكن الأمر بالإجمال لا يساعد في تحسين صورة فولكس فاجن. ماذا ستفعل لتجنّب هذا في المستقبل؟
- لقد استخدمنا هذه الواقعة للعمل على الدراسة والفحص بصورة مكثّفة أكثر، فيما إذا كان يوجد فعلاً ثغرات في النظام. وقد عملنا على توظيف مستشارين خارجيين أيضاً للعمل على المراجعة. وبناءً على المحصّلة الحالية لهذه الدراسات فإنه لا توجد حاجة إلى المعالجة، حيث إن المجريات في انتظام.

هل عملت على وقف العلاقات التجارية مع فاوريتشيا؟
لقد عملنا الآن على استئناف العلاقات التجارية من جديد، عقب أن عملت فاوريتشيا على استبدال المدير المسؤول المتورط في الواقعة وكذلك الفريق بأكمله، والذي يتعامل مع مجموعة فولكس فاجن.

وكونك مدير المشتريات في المجموعة فإنك تلعب دوراً مهماً في مشروع تقليص التكاليف لدى فولكس فاجن. إلى أي مدى يمكنك أن تقول أنك وصلت؟
لقد أخذنا في الاعتبار، تقليص تكاليف المواد لدى العلامة التجارية فولكس فاجن حتى عام 2008 نحو ثلاثة مليار اتيورو، وفي المجموعة بأكملها نحو خمسة مليارات يورو. وهذا ما سنعمل على تحقيقه.

رغم ارتفاع أسعار المواد الخام إلى حدٍ ما بصورة ملحوظة؟
نعم، يمكننا أن نعوّض ارتفاع أسعار المواد الخام ضمن ميزانيتنا الإجمالية. ونحن ننظر إلى مسألة المواد الخام في الوقت الحالي بصورة مختلفة تماماً عمّا مضى. إن المواد الخام بالنسبة لنا اليوم المعادن الثمينة. ونحن نبحث ضمن دراسة المزودين عن الأساليب، التي تمكننا من التعامل مع هذه المعادن الثمينة بصورة ترشيدية أكبر. فنحن نختبر على سبيل المثال، فيما إذا كانت الصفائح المعدنية بقوة 0.3 ملليمتر جيدة إلى حدٍ كاف ليتم استخدامها مثل تلك ذات قوة 0.5 ملليمتر. وحتى عن طريق الاقتطاع الذكي للمعادن يعمل على تقليص استخدام المعادن.

لقد أعلنت العام الماضي، أنك تنوي شراء صفائح الفولاذ من الصين و روسيا، وهذا نظراً لأسباب التكلفة، ولتكون أكثر استقلالية عن المزودين الأوروبيين الكبار، مثل أرسيلور وتيسين كروب. هل من جديد في هذا؟
لقد وصلنا إلى هدفنا، وحددنا مصادر تزويد جديدة. إن فولكس فاجن بحاجة كل عام إلى ثلاثة ملايين طن من الفولاذ، ومزودونا بحاجة إلى مليوني. ونشتري اليوم نحو 30 في المائة من الحجم الإجمالي من الصين وروسيا.

تشكك المصنّعون الألمان مثل ( سالتسجيتر) بصورة عامة، من أن تتمكن الصين من تزويد الجودة العالية اللازمة لبناء المركبات.
لقد أخطأوا في حساباتهم . إن الجودة جيدة جداً. وتتم معالجة الفولاذ في مصنعنا في مدينة كاسل.

والسعر؟
إن السعر ذو قدرة تنافسية.

أردتم أن تشتروا الفولاذ لمزوديكم الصغار أيضاً، لتعملوا على مساعدتهم ضمن شروط شرائية مواتية أكثر، فهل نجح هذا؟
اتفاق الفولاذ هذا لا يزال لا يسري كما تصوّرنا، حيث توجد قدرة كامنة، فلا يريد منتجو الفولاذ أن يتخلوا عن هؤلاء الزبائن، لأن هوامشهم التجارية أقرب لنا.

وإلى أي حدً عملت على ضغط أسعار مزوديك؟
نحن لم نسعَ قط إلى الضغط، ولكن إلى معادلتها.

تُلغى نحو ألف فرصة عمل في فولفسبورج وحدها لدى المزودين، ذلك لأنه لا يمكنهم التزويد وفقاً لشروط فولكس فاجن المأمول بها. وبهذا فإنكم تضعون الكثير من الشركات على اللوحة التذكارية فقط؟
أنا لا أعرف إن كانت هذه الأرقام صحيحة. ولا يمكن إلقاء اللوم على فولكس فاجن إذا كانت بعض شركات التزويد في فولفسبورج تعاني مشاكل. وإذا كانت هذه الشركات غير قادرة على المنافسة أكثر، بحيث تتمكن من المضي في حلقات طلبات الشراء، حينها يمكن القول أن لديها مشكلة هيكلية. ولكن هذا الأمر موجود في باقي المدن والدول الأخرى.

وما مدى حجم القيمة المضافة في ألمانيا؟
لقد تحوّلت القيمة المضافة لدى عمليات الشراء للعلامة التجارية فولكس فاجن بصورة حادة باتجاه الخارج. وقد كانت تبلغ في عام 1993 نحو 70 إلى 80 في المائة في ألمانيا، واليوم تصدر ما يقل عن 40 في المائة من قطع الغيار من داخل ألمانيا. وهذه الوُجهة آخذة في التقدّم.

ألا ينمو خطر الجودة، عندما تتزايد أعداد الشركات المزوّدة للقطع من الصين وإندونيسيا، والهند؟
إن الجودة متلائمة، ولكن لا نزال نعاني مشكلة في الحفاظ على سلسلة التموين و الإمداد. والكثير من شركات التزويد وظّفت نفسها وفقاً للعولمة، وهي ضمن الوُجهة السليمة فيما يتعلّق بالتكاليف. ولكن قد تحدث أحياناً بعض الأخطاء في أنظمة الإمداد . إن ضبط القطع البديلة، والتي يتم بناؤها ضمن الأجزاء الكاملة، أصبحت أصعب بالنسبة للمزودين.

وكيف يمكنك أن تتجنّب حدوث مثل هذه الأخطاء في النهاية لدى زبائن فولكس فاجن؟
لدينا ضوابط جيدة للتعامل مع الزبائن النهائيين. وبالإضافة إلى هذا، نحن نتعاون مع مزودينا في الوقت الحالي بصورة وطيدة أكثر. نرسل بعض موظفينا، والذين يمكنهم ضبط سلسلة الإمداد وعلى سبيل المثال فحص جودة مصانع الآلات، والمقاولين الفرعيين في إندونيسيا.

وأين ترى قدرة توفيرية إضافية لدى عمليات الشراء؟
موجودة فيها كلها، حيث إن التكنولوجيا تتطوّر باستمرار وبسرعة، وبالتالي يمكنها أن تعمل على تخفيض التكاليف. إن شركات التزويد تعمل دوماً على تقديم ما هو جديد. في السابق كنا نقول: نحن بحاجة إلى هذه القطعة وتلك القطعة، واليوم نسأل: ماذا يمكنكم أن تقدّموا لنا من أجل هذه السيارة ضمن سعر كذا وكذا. ومن ثم نخرج بأفكار، والتي ما كان لنا أن نتوصّل لها بأنفسنا.

على سبيل المثال؟
يسأل أحد المزودين أخيرا: من يريد في الحقيقة صندوقا للقفازات قابلا للإغلاق؟ ومن ثم توصلنا عن طريق استفتاء للزبائن إلى المحصّلة: لا أحد يستخدمه، ولكن تبلغ تكلفته ثلاثة يورو.

الأكثر قراءة