شاب سعودي يفتتح أول مقهى متخصص بـ «الميلك شيك» بخلطات محلية

شاب سعودي يفتتح أول مقهى متخصص بـ «الميلك شيك» بخلطات محلية

لا يجد الشاب السعودي عبد الرحمن الجعفري ابن الـ 23 عاما، حرجا في أن يقف أمام آلة صنع القهوة في "كشك" صغير جدا لتقديم مشروبه المبتكر وتلبية طلبات الزبائن الذين وجدوا في قهوة الجعفري الباردة نكهة خاصة لم يجدوها في كبريات المقاهي الموزعة في أحد أكبر المجمعات التجارية في مدينة الخبر. عبد الرحمن المتخصص في الجيولوجيا الفيزيائية لم يتوقف عن اصراره بإنشاء واستمرار مشروعه الصغير الذي حول من خلاله هوايته في خلط وابتكار مذاق جديد لقهوة "الميلك شيك" إلى اسم تجاري خاص به يسعى لاستمراره واعتماده كـ "ماركة" سعودية مسجلة ينطلق من خلالها إلى بقية المناطق من خلال سلسلة من "الأكشاك" الصغيرة التي ستحمل اسم محله "شيك أوت" السعودي. استطاع الشاب أن يحقق حلمه في امتلاك مشروعه الصغير، الذي كان يخطط له أثناء دراسته الجامعية، إلا أن مشروعه الصغير المتخصص في تصنيع القهوة وبيعها بطريقة مبتكرة وصناعة محلية يواجه بعض العقبات ويحاول صاحبه أن يبقي مشروعه صامدا بين كبريات بيوت القهوة العالمية. عبد الرحمن الجعفري لم يمنعه التحاقه بالعمل في إحدى شركات النفط من إنشاء مشروعه الذي يسعى للتوسع فيه ويديره بنفسه، فمذاق النجاح في إنشاء ما يحلم به يختلف عن الحصول على مجرد فرصة عمل. الجعفري حاول في بداية مشروعه الذي لا يتجاوز عمره الأشهر أن يشاركه شباب سعودي في العمل على إدارته، إلا أن غالبية الشباب السعوديون لا يملكون الصبر في التدريب على إعداد القهوة، التي حاول عبد الرحمن أن يدربهم على صنعها، كما أن غالبيتهم يريدون العمل في محال كبيرة للقهوة، إلا أن هذا العائق لم يحبطه ولم يمنعه من الاستمرار في مشروعه. وبالرغم من مساحة "الكشك" ذي الطابع الأنيق في ديكوراته وألوانه، إلا أن تكلفة إيجاره عالية جدا، ويجاهد الجعفري للإبقاء على مشروعه المدعوم من ماله الخاص فلم يجد جهة تمويلية تزوده بتكاليف مشروعه، إلا أنه استعان بأقاربه لتمويل مشروعه وإدارته أثناء انشغاله. يقول عبد الرحمن إن مشروعه كان إحدى هواياته التي يمارسها بين أسرته وأصدقائه في تصنيع ومزج القهوة بنكهات متنوعة، ممارسته لهذه الهوية جعلته ماهرا في إعدادها وظل يحلم بأن يكون أول شاب سعودي يفتتح مشروعا من هذا النوع ليكون، هناك خط جديد في عالم القهوة وتحديدا "الميلك شيك"، ولكن بطابع محلي وفي محل مختلف يعتمد على "الكشك". وحول فكرة مشروعه والبحث عن صناعته قال: "كنت وما زلت من عشاق المقاهي وأثناء دراستي في الخارج كثيرا ما كنت أرتاد المقاهي مع الأصدقاء وكنت أتمنى أن أكون صاحب إحدى شركات المقاهي العالمية، وعندما رجعت إلى الوطن فكرت أن أكون وكيلا لإحدى الشركات وبالفعل راسلت كثيرا من الشركات التي لم يتم افتتاحها في المملكة ولكن كانت التكلفة عالية بالنسبة لي وظلت الفكره تراودني. وفي إحدى زياراتي لأحد المطاعم الشهيرة في الخبر التقيت صاحب المطعم، وكنت أتوقع أنه استقطب وكالة إحدى الشركات، ولكن قال لي إنه بحكم سفره المتكرر للخارج فكر أن ينشئ مطعما وأن يكون على مستوى عال من الجودة وأن يكون في مصاف المطاعم العالمية، وبالفعل كان ذلك؛ لذلك قررت - في حدود إمكاناتي - أن أفتح كشكا وأن أعتني بالجودة وأتوسع شيئا فشيئا". وما زال الجعفري يتخوف من المعوقات التي يراها حجر عثرة أمامه وأمام كثير من الشباب الذين لديهم أفكار مبتكرة لمشاريع مختلفة قد تنافس ماركات عالمية، إلا أن الصعوبات والبيروقراطية والروتين والعقبات التي تضعها بعض الجهات الحكومية المعنية بهذه الأنشطة قد تحبط الشباب، فهناك شباب أحبطوا ولم يحالفهم الحظ كما حالفني لأنهم لا يملكون التمويل ولم يجدوا من يساندهم في مشاريعهم لتتصعب الأمور أكثر عليهم، وإن وجد التمويل يصدمون بعقبة الأنظمة المعقدة". وأشار عبد الرحمن إلى أبرز الصعوبات التي واجهها ولا يزال يكافح للتغلب عليها بهدف أن يستمر مشروعه الوليد، الذي لقى رواجا وصدى بين المتسوقين ومتذوقي القهوة في مقر مشروعه، كان من أبرزها العمالة، فالاستقدام في رأيه من أكبر الصعوبات التي تواجه المشاريع الصغيرة، خاصة أنه من الصعب أن يجد سعودي لديه الخبرة في المجال نفسه، كما أنه يتطلب راتبا عاليا مما يؤثر في نجاح المشروع وهو في بدايته، منوها أيضا بتكلفة الايجارات المرتفعة جدا تضيف عائقا في وجه المشاريع الصغيرة، فلا يوجد دعم من كبار التجار للمستثمرين الصغار. ويتمنى الجعفري الذي يدير مشروعه بنفسه في الفترة المسائية، ويطالب وزارة العمل بإيجاد بعض التسهيلات للمشاريع الصغيرة ولو بضمانات من بينها تسهيل استقدام العمالة الأجنبية وإعطاء صاحب المشروع مهلة ثلاث سنوات بعدها يمكنه توظيف نسبة من السعوديين، وإيجاد حلول لتخفيض الإيجارات على المشاريع الصغيرة ودعمها، خاصة من الشركات ورجال الأعمال، مؤكدا أنه ماض في تطوير مشروعه وبذل مجهوده لأن يستمر ويتوسع المشروع رغم تأجيل بعض الخطط لتطويره بسبب المعوقات المادية والعمالة الماهرة التي يمكن أن تسانده في البداية، إلا أنه يحلم بأن يطلق سلسلة واسعة من محله داخل مناطق المملكة وخارجها وأن يجد رواجا عالميا.
إنشرها

أضف تعليق