استبانة "الاقتصادية" تكشف: 75 % من الطلاب يكرهون المدرسة
المدرسة .. الحضن الدافئ والذكريات الجميلة وعبق الطفولة والصبا والشباب، فيها يتعلم كل جاهل ويرتقي كل طالب علم ويزداد ثقافة كل مستزيد وناهل من نبع المدرسة.
لكن وا أسفاه .. تحولت كل الأحلام والآمال إلى إحباط وانقلب حب المدرسة عند الطلاب إلى كره وإعراض، وصورها الطلاب مكانا لا يحتمل!
"الاقتصادية" أجرت دراسة واستقت إجابة ألفي طالب عن السؤال الصعب: هل تحب المدرسة أم لا؟ فكانت نتيجة الاستبانة قاسية على الشارع التعليمي بنسبة 75 في المائة يكرهون المدرسة، فيما 25 في المائة يحبون المدرسة.
طرقنا الباب أولا من الجانب النفسي ليبادر إبراهيم المسلم اختصاصي نفسي في الميدان التربوي قائلا: الطالب في المدرسة ونحن نتكلم عن الغالبية يعدون المدرسة سجنا لهم والدليل حين تفتح المدرسة الباب الخارجي في الفسحة لإدخال أغراض ما تشخص أبصار الطلاب نحو الشارع لهفة للهروب".
وتابع: يعد السبب الرئيس في هذا ندرة الأنشطة الحركية (اللاصفية) في المدارس, لأن الطلاب في هذا السن يكتنزون طاقة كبرى وتحتاج إلى تفريغ لا إلى كبت في الفصل، كما يعاني بعض الطلاب من الظلم من المعلمين وعدم العدل في تعاملهم ومحاباة آخرين ما يصيبهم بإحباط وتزداد الفجوة بين الطالب والمعلم". وأردف: تفتقد المدارس أيضا إلى تشجيع الطلاب بالمكافآت المادية والعينية والكلمة العذبة، وقال ناصحا المعلمين وكل التربويين: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم كي تجذبوا الطلاب إلى المدرسة.
من جهته، قال محمد عبد العزيز الشمالي وهو معلم حاصل على جائزة التميز من إدارة تعليم الرياض، إن الإنسان بطبيعته دائم السآمة من الجد ويحب الراحة والدعة لذا الطلاب يأنفون من المدرسة.
وتابع: الأسباب متعددة ربما نوجزها في حب السهر الذي ينعكس سلبا في الصباح، الفناء المدرسي الذي تقل فيه أماكن الراحة والمتعة، كالحدائق والكراسي وغيرها، قلة استخدام المعلمين لوسائل التقنية، قسوة بعض المعلمين والإداريين، تردي نفسيات الطلاب خوفا من المستقبل الوظيفي، وجبة الإفطار المهتمة بالجانب الصحية دون النظر إلى أن تكون وجبة مشهية ومناسبة لكل مرحلة على حدة، ضغط الحصص وحقن الطالب بالمعلومات المتوالية، وكثافة أعداد الطلاب في الفصول، وضعف النشاط الطلابي.
في السياق ذاته، أكد صالح الماجد وهو مرشد طلابي، أن المنظومة من مدرسة ومنزل ومجتمع تتحمل عبء كره الطلاب للمدرسة.
ولفت إلى أن المدرسة لا ترغب الطلاب في الحضور ببرامج تجديدية، والأسرة تضغط نفسيا على الطلاب بالنجاح والمذاكرة دون النظر إلى أي نواح أخرى، فيما يشارك المجتمع المدرسة والأسرة في المسؤولية لأن أحاديث تشاؤمية حول ندرة الوظائف للمتخرجين ما يرهق الطالب نفسيا ويبغض المدرسة.