حُزن الملك يبدّده خير سلف
عديدة هي مواقف الحزن التي تظهر على محيا الملوك وهم يودعون مَن شاركوهم البناء، ورسموا معهم ملامح السياسة الداخلية والخارجية من خلال اجتماعات محمّلة بعصف الذهن وإرهاق البدن.
رحل الملك فهد وفي حزن غيابه البادي على وجوه إخوانه ومواطنيه ملامح أمل كبيرة بخلفه الكبير الملك عبد الله بن عبد العزيز.
حُزن الملوك حالة إنسانية يوجدها عند الأمراء والملوك غياب الكبار من حولهم الذين يحملون معهم أثقال مسؤوليات الحكم، هي الآن في أقوى تجلياتها والبلاد تفقد قائداً فذاً كالأمير نايف بن عبد العزيز، افتقده الصغار قبل الكبار، فكيف بملك يفقد في عام واحد أبرز مساعديه، لكنه مع ذلك يبقى ثابت الجنان محملاً بدعوات مواطنيه أن يبقيه الله في صحة وعافية، وأن يمد في عمره على الطاعات، وأن يقوي ساعده بأخيه ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
كثيرة هي المواقف المشابهة التي تودع فيها البلاد عددا من أفضل رجالاتها وأبرز قادتها، وعديدة هي مواقف الحزن التي تظهر على محيا الملوك وهم يودعون من شاركوهم البناء، ورسموا معهم ملامح السياسة الداخلية والخارجية من خلال اجتماعات محملة بعصف الذهن وإرهاق البدن.
#2#
لا تنسى وأنت تستذكر تلك المواقف تلك الدموع التي سكبها الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، وهو يودع أخاه الملك خالد بن عبد العزيز ذات صيف قائظ من عام 1982 - تحديدا يوم الأحد الثالث عشر من حزيران (يونيو) الموافق لشهر شعبان من عام 1402، غير أن ملامح الحزن التي طغت على كل المملكة في تلك الأيام لم تلبث أن انقشعت مع دخول البلاد في مرحلة نهضة جديدة قادها لها الملك فهد ليقود المملكة من دولة استطاعت أن تسعد شعبها كما فعل الملك خالد إلى دولة حاولت النهوض بكل الأمة العربية والإسلامية كما أرادها الملك الخلف، ليغيب الملك الراحل في صيف 2005 وقد صارت السعودية بالفعل بلدا مؤثرا على الساحتين العربية والإسلامية وأفضالها على الأمتين لا ينكرها سوى جاحد.
#3#
رحل الملك فهد وفي حزن غيابه البادي على وجوه إخوانه ومواطنيه ملامح أمل كبيرة بخلفه الكبير الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي خففت مبايعته ملكا للبلاد في آب (أغسطس) من عام 2005 من ألم غياب شخصية مؤثرة كالملك الراحل، وفي حزن الملك عبد الله على أخيه ما جعل الجميع يدرك العلاقة الكبيرة بينهما التي ساعدتهما على السير بالبلاد من دروب محن كبيرة مرت بها بسلام، بفضل الله أولا ثم تلك الحكمة الكبيرة التي خولت للرجلين العبور من أزمات كبرى تمثلت في حربي الخليج الأولى والثانية في الثمانينيات والتسعينيات الميلادية، ثم أزمة الإرهاب التي استمرت في أوج قوتها مع تسلم الملك عبد الله حكم البلاد، غير أنها ما لبثت أن اندحرت بعد ذلك بعام واحد بفضل الخالق - عز وجل - الذي بسط الأمن في بلاد الحرمين.
#4#
تلك المشاعر في صيف 2005 بغياب ملك أحبه العالم الإسلامي تعوضها اليوم مشاعر الفخر بملك استقطب العالم بكافة أقطابه وصار هدفه الإنسانية جمعاء دون أن يتنازل عن افتخاره بالإسلام حيث المملكة في عهده بلد بدا مؤثرا على كل العالم، دخل منظمة العشرين ويقدم أفضل المبادرات ليعم السلام العالم، وفي اهتمام العالم كافة بغياب نائبيه الأميرين سلطان ونايف ما يثبت أن البلاد صارت أكثر تأثيرا رغم فقدها شخصيات سياسية كبيرة.
حزن الملوك، حالة إنسانية يخلقها عند الأمراء والملوك غياب الكبار من حولهم الذين يحملون معهم أثقال مسؤوليات الحكم، هي الآن في أقوى تجلياتها والبلاد تفقد قائدا فذا كالأمير نايف بن عبد العزيز افتقده الصغار قبل الكبار، فكيف بملك يفقد في عام واحد أبرز مساعديه لكنه مع ذلك يبقى ثابت الجنان محملا بدعوات مواطنيه أن يبقيه الله في صحة وعافية وأن يمد في عمره على الطاعات وأن يقوي ساعده بأخيه ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز.