هانوي تحيي مفاوضات الدوحة بسلاح "الأبيك"

هانوي تحيي مفاوضات الدوحة بسلاح "الأبيك"

يؤكّد مؤتمر رؤساء الحكومات والدول لمنظمة منطقة الهادئ الآسيوي للتعاون الاقتصادي - Apec - على العلاقات التجارية العالمية، حيث التقوا هذه الأيام في العاصمة الفيتنامية هانوي.
والمبدأ المُتوقّع عن جلسة توضيح الاستنتاجات بالنظر إلى الانقطاع الحاصل في دورة الدوحة المتعلّقة بالمحادثات حول التجارة العالمية في الصيف: "إن مستقبل الأبيك مرتبط بطريقة لا مفرّ منها بنظام التداول التجاري المشترك بقوة. ونحن مستعدون للمضي بقوة في الطرق الصعبة: وكل واحد منا يريد تجاوز مواقع المباحثة الحالية الخاصة بنا".
ومن المتوقع أن يلتقي في المؤتمر المقبل إضافة إلى بعض الرؤساء، الرئيس الأمريكي، جورج بوش، ورئيس الحكومة الصينية، هو جيناتو، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الحكومة اليابانية الجديد، شينزو أبي، في هانوي. "إن إعادة إحياء دورة الدوحة من الواضح أنها نقطة مهمة على أجندة المباحثات التجارية بالنسبة لكافة الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، والتي ستشارك في منظمة الأبيك"، حسبما ورد عن المفوّض التجاري الأمريكي، سوزان شفاب، في هانوي "وهذه هي الفرصة الأخيرة لـ "أبيك"، لإخراج دورة الدوحة من الطرق المسدودة"، حسبما ورد عن كونج فونج، وهو نائب وزير الخارجية للدولة المضيفة. وقد انقطعت المباحثات التجارية في تموز (يوليو)، عقب عدم تمكن الأعضاء البالغ عددهم 149 عضوا الوصول إلى أي اتفاق. وتحدّث مدير منظمة التجارة العالمية، لامي، في التصريح النهائي في مؤتمر الوزراء في هانوي، "بأنه يتملّكه شعور بضرورة" إعادة الإمساك بزمام المباحثات ما بين وزراء منظمة الأبيك. "وفي الآونة الأخيرة، أشارت أهم الشخصيات البارزة إلى تحرّكات كبيرة".
ويهدف وزراء دول الأبيك البالغ عددهم 21 ، لدى لقائهم يوم الأربعاء، إلى تسهيل التجارة الثنائية للدول الأعضاء. وحثّوا على ضرورة إيجاد التناغم في التشابك بين ما يزيد على 50 ميثاقا تجاريا ثنائيا لدول منظمة الأبيك، وبالتالي تسهيلها. "هذه المواثيق تحقق شكلا من أشكال طبق المعكرونة؛ تعدد كبير من المواثيق والقواعد المنفردة"، حسب انتقادات تران ترونج تاون، المدير العام لسكرتارية منظمة الأبيك. "علينا أن نحقق القياسية، لنتمكن من تقليص التكاليف المفروضة على الاقتصاد". ولهذا يعمل وزراء الأبيك على معالجة سلسلة من العقود الأساسية في هانوي، والتي من المفترض أن يتم استقطاب المواثيق الثنائية المستقبلية منها.
وقد كتبت "أبيك" على راياتها المرفوعة، ما يُسمى "تحويل أهداف بوجور": تجارة حرة حول منطقة الهادئ حتى عام 2010 للدول المتقدّمة، وحتى عام 2020 للدول النامية. وإن مثل منطقة التجارة الحرة هذه تمتد من أمريكا حتى الصين، ومن أستراليا حتى التشيلي. ومع هذا المشروع، يجلس الاتحاد ما بين الكراسي: حيث منذ فترة طويلة تتفاوض الدول الآسيوية، التي تعرض الأغلبية في منظمة الأبيك، في أمر تحالفها في ميثاق تجاري خاص بها. وبهذا فقد أشارت إلى أهداف بوجور على أنها "تصور طويل المدى". وما يزال الخبراء يعبّرون عن شكوكهم، فيما إذا كانت "أبيك" فعلاً تمتلك الإرادة والقوة، للعمل على تحويل الخطة الموضوعة في غضون أربعة أعوام فقط.
ولدى الاستهلال بالمؤتمر، بدت خيبات الأمل سريعاً: حيث لم يوافق الكونجرس الأمريكي، على خلاف ما كان الأمل، على فيتنام شريكا تجاريا. وبالنسبة "للعلاقات التجارية العادية الدائمة" لم تجد لنفسها أغلبية الثلثين الضرورية. وبالتالي يمكن للأمريكيين والفيتناميين حتى بعد القبول الوشيك للفيتناميين في منظمة التجارة العالمية ألا يجتذبوا أية مميزات. حيث إن مميزاتها، مثل تخفيض الجمارك، لن يتم تعديلها الآن بصورة أوتوماتيكية.
وتغطّي منظمة الهادئ الآسيوي للتعاون الاقتصادي – Apec بنحو 2.6 مليار نسمة ما يزيد على ثلث سكان العالم. وأعضاؤها البالغ عددهم 21، من بينهم أمريكا، أستراليا، اليابان، الصين، وروسيا، وهي مسؤولة عن نحو 60 في المائة من حجم الناتج الإجمالي المحقق على الأرض، ونحو 47 في المائة من حجم التجارة العالمية. وتمثّل دول الأبيك نحو 70 في المائة من حجم النمو الاقتصادي في العالم.

الأكثر قراءة