ماذا قال بيل جيتس في الرياض؟
ماذا قال بيل جيتس في الرياض؟
عقد في مدينة الرياض أخيرا، منتدى التنافسية الدولي الأول بتنظيم الهيئة العامة للاستثمار، والذي يأتي ضمن سلسلة من المنتديات التي تناقش التنافسية الدولية من خلال محاور استراتيجية عدة، كان أولها تقنية المعلومات والاتصالات. والهدف من تلك المنتديات هو التركيز على سبل النجاح في وصول المملكة إلى مصاف أفضل عشر دول في مجال التنافسية الدولية في جذب الاستثمار في نهاية عام 2010م، وهو ما يطلق عليه برنامج 10x10.
وقد كان اختيار محور تقنية المعلومات والاتصالات أول تلك المحاور لأهميته وأثره البارز في تحسين الإنتاجية والتنافسية. وقد كان المتحدث الرئيس بيل جيتس رئيس مجلس إدارة مايكروسوفت والذي ألقى محاضرة بعنوان "دور الاتصالات وتقنية المعلومات في تفعيل التنافس الدولي".
الحقيقة أن بيل جيتس لم يأت بمعادلة سرية أو جديدة للرفع من التنافسية وتحقيق برنامج 10x10 في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، بل ذكّرنا بمعادلة معروفة نحو النهوض والعمل الجدي.
لقد ركز على التعليم ثم التعليم ثم التعليم لتحقيق ما نصبو إليه، ولكن ليس أي تعليم، بل التعليم المتميز سواء التعليم العام أو التعليم العالي. إن الاستثمار في تعليم أبنائنا الطلاب هو استثمار في الاقتصاد الوطني. وذكر أن توفير الحواسيب في المدارس وربطها وتطوير المناهج لن يكون له أثر في رفع كفاءة التعليم ما لم يتم الاهتمام بالمعلم، وذلك بتدريبه وتشجيعه على التطوير ومواكبة الجديد، فالمعلم لن يستطيع أو لن تكون له رغبة في تعليم الجديد ما لم يكن هو عالما به ومقتنعا بفائدة.
كذلك أوضح أن المملكة لديها عاملان جوهريان قد يساعدانها في التنافس الدولي، هما توفر الموارد المالية وكثرة نسبة الشباب بين عدد السكان، ولكن لا ننسى أهمية تعليم هؤلاء الشباب التعليم المناسب. وقد لفت نظره ظاهرة إقبال الفتيات السعوديات على دراسة تقنية المعلومات في جامعاتنا، في حين أن دراسة العلوم وتقنية المعلومات في الغرب لم تحظ بإقبال كبير من الفتيات، وهذا بحد ذاته عامل جيد لدينا في المملكة لو استغل الاستغلال الجيد للرفع من التنافسية.
وأوضح بيل جيتس أن الشركات الدولية لن تستثمر طواعية في إقامة المراكز البحثية والتطويرية ما لم تكن جامعاتنا قادرة على المنافسة الدولية في استقطاب العقول النيرة وتنميتها وتوفير عدد كاف ومتميز من الباحثين.
أتمنى كما اهتممنا بتحديد أدوات النجاح لرفع مستوى المملكة التنافسي في جذب الاستثمارات، أن نهتم بتفعيل وتطبيق تلك الأدوات على أرض الواقع حتى نصل لعام 2010م بأدوات مفعّلة ومطبقة، وليست مدونة فقط!.
ولعلي أسأل وزارة التعليم العالي عما إذا كانت لديها خطة طموحة على غرار هيئة الاستثمار ولو على مقدار 500x10. ولعلي أجد في نفسي التفاؤل بتطوير التعليم خاصةً عندما رأيت بعض مديري الجامعات وكبار مسؤولي وزارة التربية والتعليم في المنتدى.