شكرا.. وعفوا!
شكرا.. وعفوا!
.. وما علاقة الشعر بالاقتصاد؟! تردد السؤال على أذناي أكثر من مرة ومن أكثر من زميل وغير زميل، ولا أدري لم يتخيل البعض أنه يجب أن يكون هناك علاقة مباشرة ومرتبطة بين الخط العام لصحيفة يومية وبين تمرير الأدب محكيا كان أم غير ذلك عبر صحفنا اليومية، ولا أدري لم تخيلت أن بورصة لأسعار القصائد قد تنقذ المجيب من ضيق أفق البعض.
"الشعر" لغة رائقة وراقية للخطاب بين الناس، موسيقاه ومعانيه ومفرداته وشخوصه، قد يكون كلمة أو جملة أو ملحمة أو صورة مجردة من الكلام، فكرة ربما، مشهدا متحركا تتمنى ألا ينتهي.. "الشعر" لا يُقيد بتعريف، هو وسيلة للتواصل بين "ابن آدم" واحد وأبناء "آدم" الآخرين، يجيد هذه الوسيلة البعض، ويجتهد فيها البعض الآخر، ويحاول أن يقتلها كثيرون!
لفتت انتباهي تلك الأصوات التي قيَّمت "بالمحكي" قبل أن يبدأ، مستشهدين بالملفات الشعرية السابقة التي أقفلت أبوابها في العديد من الصُحف اليومية، وعلى أنها فشلت في خدمة الأدب العامي!، وهي مسألة فيها نظر وتقنين من وجهة نظري البسيطة، أولا لأننا لم نصرح بخدمتنا للأدب العامي، وليس هذا هو هدفنا، فهدفنا المعلن البسيط "خدمة أنفسنا والصحيفة التي ننتمي لها، بإيراد شيء محبب قراءته للناس الذين يمثلون قراء الصحيفة"، أما مسألة الحكم على نجاح "بالمحكي" من فشله، فذاك أتركه للقراء لا للنقاد، ودليله واضحُ لا يحتاج إلى سؤال أحد من "آباء" الأدب العامي إن جاز لي التعبير، وأعتقد جازما أن أمر "بالمحكي" لم يكن أصلا لو كان بأيدي أحد ممن تعودوا الحكم قبل القراءة. فـ"شكرا" لمن سمح لهذا الملف بالظهور، وآمن بقدرات القائمين عليه، وأعطاهم المساحة، وكل ما سبق لا يخرج عن إطار "الاقتصادية" الأم.. و"عفوا" لكل من حكم على عمل ما قبل أن يتابعه أو على الأقل "يويق" عليه.