أسئلة من البوابة الشمالية للوطن
''ما كأنك بالسعودية؟!'' عبارة استهل بها أحد ضيوف القريات والقادم لإنهاء مهمة عمل قصيرة، بل وزاد (شوارع محفرة لا مولات لا متنزهات لا شوارع زي الناس، لا.. لا..) وهو يتحدث عن حالها لمّا رآها من النظرة الأولى.
أعتقد أن هذا الزائر تنقل فقط عبر الشوارع التي نراها بعيوننا جميلة بل ونفخر بها أمام الزائر الكريم وبقرارة أنفسنا لا نود أن يرى غيرها.
هذا الزائر لخص حال المحافظة بتلك الكلمات الموجزة، فكيف به لو رأى باقي الشوارع وأحياء المدينة (المنزوية والعشوائية) أحياء الحميدية، والفيصلية، والخالدية، وحصيدة، وشوارع تلك الأحياء وأزقتها (الداخلية).
ماذا لو سأل (كيف الصحة؟)، وأين يعالج أبناء المحافظة والشمال عامّة مرضاهم، وكم من الخسائر المادية والنفسية من جراء إرسال مرضاهم إلى خارج الوطن، والتي تجاوزت فواتيرها المليار ريال.
ماذا سيقول؟ وأين سيضعها في الترتيب التنموي بين أخواتها من المدن والمحافظات الأخرى؟ وهل سيكتفي بـ (ما كأننا بالسعودية) فقط، أم سيختار أحد القرون البدائية ليضعها في مكانها الصحيح تنموياً ضمن محطات التاريخ.
ماذا لو سأل عن حال رحلات الخطوط الجوية في مطار كأنما أنشئ لغير أبنائه، وما يترتب عليه من سوء حظ للمسافر المضطر للحصول على حجز، ولماذا يعيش المسافر في محطة القريات أزمة ومعاناة للوصول إلى المدن الكبرى، حتى أصبح الحجز المؤكد OK في المواسم ضرباً من المستحيل إلى جانب الغول والعنقاء والخل الوفي بوصفه المستحيل الرابع بامتياز.
ماذا لو سأل عن (التعليم الجامعي والدراسات العليا)، ونصيب المحافظة من كليات جامعة المنطقة، وحاجة أبنائها الطلاب إلى السفر للدول المجاورة لمواصلة تعليمهم.
هل ما نراه أمامنا من ضعف للبنية التحتية في المحافظة من ماء، وكهرباء، وطرق، وصرف صحي، وتصريف سيول، هو واقع نعزوه لضعف الجهات المسؤولة، وعلى مر السنوات عن تأسيس الخبرات اللائقة والمناسبة والقادرة على إدارة مشاريع الدولة على الوجه الأمثل.
وأحسب أن على الجميع، والمسؤولين ووسائل الإعلام ورجال الأعمال، وكل ذي قدرة أن يَصدقوا مع أنفسهم قبل أن يصدقوا مع الناس، وأن يجيبوا عن السؤال الأهم: هل نالت البوابة الشمالية للوطن ما تستحقه من تنمية وتطوير؟ وإذا كانت الإجابة بلا، فما السبب وما الحل؟ أكرر ما أقول، وأتمنى عليهم أن يجيبوا عن السؤال بصدق كامل، والصدق أحياناً أشد إيلاماً.