الحوار هو ما ينقص التشكليات وهموم الفنان والفنانة

الحوار هو ما ينقص التشكليات وهموم الفنان والفنانة

تمتاز لوحاتها بالعفوية والفطرية، وتعالج مواضيعها بالوجه الأنثوي، تسعى لتقديم المرأة وآمالها، لها العديد من المشاركات الفاعلة، والمساهمات الصحفية، فنانة لها أسلوبها الخاص، شاركت في العديد من المعارض الداخلية والدولية، هدى العمر اسم له مكانته في مسيرة الفن التشكيلي السعودي.

كيف تجدين واقع الحركة الفنية في العالم العربي والمملكة خاصة؟
التشكيل في العالم العربي مع احترامي لمن حافظوا على بصمتهم الفنية يعاني من حركة التقليد للغرب، والفنان العربي له هوية مستقلة وموروث ثقافي ربما بعضه يكون أقدم من أي حضارة أوروبية، فلابد له من الحفاظ عليه وتطويره فبدلا من أن نلهث وراء تقنيات حديثة وخامات معقدة لابد أن نحترم ونتذكر أننا فنانون كل منا يحمل رسالة وهوية تميزه عن الآخرين وأهم من هذا كله مضمون العمل الذي ينتجه كل منا. ولكن الذي يحدث الآن وخصوصا ما لاحظته أخيرا في جيل الشباب الجدد في مجال الفن التشكيلي أنهم يميلون إلى التجريب في الخامات الحديثة من دون مضمون. ولا مانع أن يكون الفنان العربي حديثا ومتطورا بأساليبه وطرقه في ظل فكرة ومضمون وهدف يتميز به عن أقرانه. وهذا ينطبق على جميع ما يحدث لفنون العالم العربي حاليا.
ماذا ينقص الفنان والفنانة السعوديين؟
الفنان السعودي تنقصه جهة حكومية فنية واعية لأهمية هذا الجانب الثقافي المهم تحمي حقوقه وتضمن له مظلة يحتمي بها من المستغلين لفنه وحقوقه الأدبية. والفنان السعودي في احتياج لدعم معنوي يأتي عن طريق أرشيف موثق لدى الدولة بأنشطته وخدمته للمجال ومشاركاته ليكرم ويحترم كأي صاحب علم أو اختراع.
أما عن الفنانات التشكيليات السعوديات بصفة خاصة فينقصهن الحوار حيث لا يوجد مكان للحوار إلا عن طريق مقابلاتنا القليلة أثناء المعارض الفنية المحلية.
فلا يوجد قسم نسائي تشكيلي تحت مظلة الجهات المختصة بالمجال ولم يتواجد هذا القسم فيما مضى، ليتاح من خلاله فتح المجال لإقامة اللقاءات الفنية المنظمة.
ماذا عن إقامة صالون فني يجمع التشكيليات؟
إن إقامة صالون فني يجمع التشكيليات فكرة ليست حديثة الطرح إلا أنه ينقصها الكثير، كالمكان المناسب والتسهيلات المادية إضافة إلى موظفات للقيام بعمليات التنسيق والمتابعة وهذا لا يتحقق بوجود صالون يقام في منزل ما. بل لابد أن يقام في مؤسسة حكومية أو أي مكان بشرط أن تشرف عليه جهة حكومية معروفه، تهتم بالجانب الفني والإبداعي لكي يستمر هذا الصالون بنظام دوري يلتزم به الجميع، فنحن الفنانات التشكيليات نشارك في جميع المعارض أسوة بالرجال، ولكن وجود قسم نسائي من الأهمية بحكم عادتنا وتقاليدنا ليكمل نصفه الآخر المشابه للرجال. ليس للتشاور فيما بيننا أو حل أمورنا، فهموم التشكيلية والتشكيلي واحدة ولا توجد عنصرية، فالإبداع والعطاء متساو. ولكن أهمية هذا القسم تندرج تحت تنسيق المعارض والأخذ بيد المبتدئة ووضعها على الطريق الصحيح وإقامة ورش العمل التي نحتاج إليها من قبل بعض الفنانات المتخصصات حيث إنهن يأتين ضيفات للمملكة ويذهبن ذهاب الكرام من دون الاستفادة من خبراتهن للأسف وأشياء كثيرة يطول طرحها جميعها وتعتبر عائقا للتشكيلية للتطور في المجال.
وبالنسبة إلى الفن التشكيلي عامة فينقصه الإقبال الجماهيري الواسع فلا يوجد الإقبال المؤمل له سواء على المعارض الشخصية أو الجماعية، فجميع من يهتم هم الفنانون وذويهم.
هناك العديد من الجماعات التشكيلية هل تنتمين إلى إحداها؟
لا توجد لدي مشاركة مع أي من الجماعات الفنية ولكنني كنت ضيفة مع مجموعة مسار التشكيلية للعام الحالي. ووجهة نظري في الجماعات أنها جيدة كفكرة إذا اتفق عليها أعضاؤها والتزموا بالهدف من إقامتها وساد بينهم التفاهم والتعاون وكان جهدهم لنجاحها متساويا.
ما أفضل الأوقات لممارسة الرسم لديك؟
أحب الأوقات لدي لأداء عملي الفني هو عندما لا يزعجني أحد ولا أجد هذا الوقت إلا بإتاحته لنفسي فأغلق عليَّ كل المنافذ وأتأكد من أن جميع من حولي يحلم أحلاما سعيدة في غرفته، ولا ينتهي العمل الفني أبدا من وجهه نظري إلا إذا قررت هذا بنفسي.
وماذا عن أسماء الأعمال، وكيف تختارينها؟
اختياري لأسماء لوحاتي يأتي بعضها مكملا للفكرة أو عكس الفكرة بسبب ردة فعل للملتقى بالتساؤل، فمثلا أنني رسمت سمكة كرمز للمرأة ووضعتها في الصحراء وكان اسم العمل( أمل) فأين الأمل هنا؟ عين المشاهد ستجده أو تفكر به ، فربما كان هذا الأمل تفاؤلا برحمة الله سبحانه وتعالى أو ربما هو موجود بالمعنى نفسه في اللوحة.
أما علاقتي بالريشة واللون فهي كعلاقة الإنسان بالهواء والزرع لضوء الشمس والسمكة للماء. وبالنسبة إلى فلسفتي الخاصة في التعبير فهي (المعاناة تولد الإبداع) والمعاناة هنا لا تعني معاناتك فقط بل معاناة الآخرين وتفاعلك الإنساني معهم.

لكل فنان تطلعات وغايات إلام تسعين من خلال ريشتك؟
تطلعاتي أن أقدم معارضي الشخصية الهادفة لقضايا أعتبرها إنسانية وعلى رأسها قضايا المرأة المعاصرة.

الأكثر قراءة