شكوك وآمال حول صناعة اليخوت الكبيرة في إيطاليا

شكوك وآمال حول صناعة اليخوت الكبيرة في إيطاليا

شكوك وآمال حول صناعة اليخوت الكبيرة في إيطاليا

أصبحت صناعة اليخوت الفارهة في إيطاليا خلال الأعوام القليلـة الماضية مثالا بارزا على قوة اقتصاد تصدير المنتجات الإيطالية إلى الخارج . ولكن هل يبقى الوضع على حاله في ظل الحكومة الاشتراكية الحالية التي يقودها رومانو برودى التي ترفع شعار تقليل الفجوات بين الطبقات الاجتماعية في إيطاليا. ونشرت صحيفة ذات توجه يساري صورة ليخت كبير فخم وكتبت تحته ( حتى الأغنياء يجب عليهم أن يبكوا) . هذا التفاعل يمكن تبريره إذا ما عرفنا أن مالكي اليخوت – وعددها يكاد يصل إلى 22 ألف يخت بعضها يتجاوز طوله عشرة أمتار – يصنفون في درجة دنيا في سلم دافعي الضرائب. ومن هذا المنطلق تتوارد الذكريات في خواطر الإيطاليين بوسائل وطرق محققي الضرائب في أيام التسعينيات، عندما كانوا يعينون حد الدخل الأدنى للفرد بناء على ممتلكاته وسياراته وقواربه على أساس أنها "مؤشر البيان الضريبي".
لكن وعلى الرغم من ذلك فلن تعكر تلك الغيوم السوداء السماء الصافية فوق معرض القوارب المقام حاليـا في إيطاليا. هذا ما يقوله على الأقل باولو فيتيلي مؤسس ورئيس شركة (ازيموت بينيتي) إحدى أكبر شركتين لتصنيع اليخوت في إيطاليـا. ولم يختلف رد فعل الزبائن المشترين لليخوت الفارهة، فهم لم يتأثروا كليا بخطط ميزانية الدولة المثيرة للجدل التي وضعتها الحكومة الإيطالية أخيرا، فالإقبال والطلب على شراء اليخوت لم يتراجع تماما، وإن هذا الضمور هذا القطاع، فقد مس فقط الطلب على القوارب الصغيرة وذلك في سوق الولايات المتحدة الأمريكية فقط . وأعلن فيتيلي عزمه استثمار 220 مليون يورو خلال ثلاثة أعوام في سوق تصدير اليخوت فشركته ( ازيموت بينيتي) تمتلك طلبات حجز لفترة العام والنصف المقبلة.
هذا المركز الخيالي غير المتوقع لإيطاليا قبل سنوات قليلة مضت في قطاع صناعة القوارب واليخوت، منحته إياها خلال أعوام أقل شركتين تتربعان على عرش هذا القطاع على مستوى العالم: الأولى ( ازيموت- بينيتي) التي يقع مقرها الرئيس بالقرب من مدينة تورينو التي باعت في السنة المالية 2005 / 2006 نحو 550 يختا ذات أطوال تتراوح ما بين 10 إلى 70 مترا لليخت الواحد مسجلة بذلك حجم مبيعات بقيمة 700 مليون يورو. الثانية هي مجموعة ( فيريتي) التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة فورلي بين بولونيا وريميني التي حققت في العام نفسه حجما إنتاجيا من اليخوت بلغ 461 يختا بحجم مبيعات قيمته 770 مليون يورو. وبهذا تشكّل الشركتان نحو 50 في المائة من حجم سوق صناعة اليخوت والقوارب في إيطاليا الذي تبلغ قيمته نحو ثلاثة مليارات يورو. بذلك ترى كلتا الشركتين بأنهما تتربعان على قمة قطاع اليخوت الفارهة في العالم.
ولكن الأسلوب والطريقة المتبعة لكلتا الشركتين النظيرتين مختلف تمام الاختلاف فشركة ( ازيموت- بينيتي) يديرها باولو فيتيلي ( 59 عاما)، بوصفه صاحب القرار الأول والأخير فيها وهي تنتج فقط ثلاثة ماركات في ستة مصانع. وحول سياسته في الصناعة يقول فيتيلي إن إدارته ليست مشغولة كل الانشغال بموضوعات المسائل المالية فحسب، بل تهتم أيضا بتطوير ونمو الشركة على المدى البعيد. فميزانيات الشركة متحفظة، كما أنه لا يدفع فوائد، وعلى الرغم من ذلك تسجل الشركة أرباحا قبل الضرائب بقيمة 80 مليون يورو.
أما الشركة الثانية (فيريتي) فيمتلك المؤسس ورئيس المجموعة ( نوربيرتو فيريتي) والذي يبلغ من العمر 60 عاما نحو 18 في المائة من أسهم شركته بصورة غير مباشرة، وما يزيد على 70 في المائة من خلال مؤسسة تمويل رؤوس الأموال ( بيرميرا). انطلاقة المجموعة فيريتي في البورصة الإيطالية بدأت في عام 2000، ولكنها في عام 2002 قامت بشراء جميع أسهم المجموعة مع زيادة على سعر السهم حين الإصدار. وتعتزم المجموعة من جديد دخولها البورصة مع نهاية 2006 أو مطلع 2007 .

الأكثر قراءة