الشركات المحلية تواجه عقبة «العالمية» في التنقيب عن النفط

الشركات المحلية تواجه عقبة «العالمية» في التنقيب عن النفط

تواجه بعض الشركات السعودية المختصة في مجال النفط عدة معوقات لمجاراة الشركات العالمية في المجال ذاته، والحصول على المناقصات الكبيرة خصوصا في جانب التنقيب.
وأوضح سداد الحسيني الرئيس السابق للتنقيب في شركة أرامكو السعودية، أن المشكلة تكمن في إمكانات بعض الشركات الوطنية وليس جميعها، سواء كان من ناحية المعدات اللازمة أو اليد العاملة، خصوصا في مجالات التنقيب، حيث إن مشكلة التمويل تعد المعوق الرئيس لهذه الشركات بحيث لا تستطيع إبقاء معداتها أو الأيدي العاملة دون عمل، وهي تكاليف يصعب تحملها بالنسبة لبعض الشركات الوطنية، الأمر الذي تستطيع مجاراته عديد من الشركات العالمية.
وبين الحسيني أن الحل الوحيد لهذه المشكلة يتمثل في التواجد الدولي لها، أي بمعنى أنها في حال توقفت عن العمل في مشروع معين في السعودية، تنتقل إلى مشروع آخر في أي دولة كانت، وبالتالي تكون أعمالها في تواصل واستمرار، وهذا ما تقوم به عديد من الشركات العالمية.
من جهته أكد لـ''الاقتصادية'' وليد الرواف ـ مستثمر في قطاع النفط ـ أنه لا بد على الشركات الوطنية في مجال النفط أن يكون لديها حلول مالية لمثل هذه المشكلات التي قد تواجهها في قطاع النفط، الذي يختلف عن أي مجال آخر، لخصوصية المعدات المستخدمة والأيدي العاملة.
وقال الرواف ''لكي تتجاوز الشركات الوطنية ذلك من الضروري لها أن تبحث عن الأعمال الأخرى في المجال ذاته، التي تتنوع وتتخصص مجالاتها، ولا تقف هذه الشركات عند الانتهاء من مشروع معين وبالتالي بقاء المعدات أو الأيدي العاملة دون عمل''، مشيرا إلى وجود عديد من الشركات الوطنية التي لديها الكفاءة والخبرة في هذا المجال، التي يجاري بعضها الشركات العالمية.
وكانت مصادر في قطاع الطاقة قد أكدت في وقت سابق أن مشروعا كويتيا ــ سعوديا مشتركا على وشك أن يمنح عقودا للتنقيب عن الغاز في حقل الحوت المشترك، فيما تقدمت شركات مكديرموت ومقرها الولايات المتحدة ودايو الكورية الجنوبية للأعمال الهندسية والإنشاءات بأرخص العروض. وقد تعلن شركة عمليات الخفجي المشتركة المملوكة لشركة أرامكو السعودية ومؤسسة البترول الكويتية العروض الفائزة خلال الفترة القريبة المقبلة، حيث من المتوقع أن تبني الشركات الفائزة منشآت بحرية لتجميع الغاز، وخط أنابيب تحت سطح البحر لنقل 48 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا ومنشآت غاز برية، ومن بين الشركات المتقدمة للمناقصة لارسن آند توبرو الهندية، سايبم الإيطالية، الإنشاءات البترولية الوطنية الإماراتية، وجي أس سامسونج الهندسية الكورية الجنوبية.
وكانت مصادر نفطية مطلعة قد قالت في وقت سابق إن شركة أرامكو السعودية منحت ثلاثة عقود لشركة صينية لإجراء أكبر مسح ''سيزمي'' للتنقيب عن النفط الخام في المملكة يمتد من الربع الخالي جنوب البلاد إلى الحدود العراقية في شمالها، بهدف استكشاف المزيد من الثروات الهيدروكربونية، ورفع الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام لتعزيز قدرة المملكة على زيادة طاقتها الإنتاجية إلى ما يصل إلى 15 مليون برميل بحلول عام 2020، لتلبية الطلب العالمي المتنامي على مصادر الطاقة.
وتسعى ''أرامكو السعودية'' من خلال هذه الخطوات التطويرية إلى إشراك الشركات العالمية التي تمتلك خبرة في مجال التنقيب والاستكشاف لزيادة فاعلية برامج الاستكشاف والاستفادة من خبراتها ونقل التنقية حيث تعتبر الشركة الصينية ''بي جي بي'' التي منحتها العقود إحدى الشركات الرائدة في مجال التنقيب وستسهم في مساعدتها على استكشاف المزيد من المكامن النفطية ما سيرفع من احتياطيات المملكة لتتخطى 260 مليار برميل.

الأكثر قراءة