خدام لـ "الاقتصادية" : 4 معطيات تثبت تورط الأسد في حرب طائفية

خدام لـ "الاقتصادية" : 4 معطيات تثبت تورط الأسد في حرب طائفية
خدام لـ "الاقتصادية" : 4 معطيات تثبت تورط الأسد في حرب طائفية
خدام لـ "الاقتصادية" : 4 معطيات تثبت تورط الأسد في حرب طائفية

قال لـ ''الاقتصادية'' عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري السابق ''إن هناك أربعة معطيات تثبت أن بشار الأسد قرر تغيير منهجه في الصراع مع الثورة والشعب السوري على نهج يشعل فيه الحرب الطائفية مقدمة لإعلان دولة في منطقة الساحل''.

واعتبر خدام، ارتفاع وتيرة ''التصعيد'' في بلاده مؤشرا على أن النظام الحالي الحاكم في دمشق ''أصبح في مرحلة السقوط''، مشيرا إلى أن المعارك حول المطار تهدف إلى منع أقارب الرئيس السوري ''من الهروب''.

وحذر نائب الرئيس السوري السابق في حوار مع ''الاقتصادية'' من عواقب ''صراع طائفي'' في سورية، ذاهبا إلى القول ''إن هناك فريقا من العلويين يرى خطورة الوضع، لكنه حتى الآن لم يتحرك لتجنب هذه الخطورة، وأغلب الظن أن سبب ذلك الخوف من الثورة''.
من جهة أخرى، قال لـ ''الاقتصادية'' مصدر دبلوماسي فرنسي: إن مجلس الأمن الدولي قد يصدر اليوم قرارا يدين القمع في سورية.

وأوضح، أن القرار سيدعم خطة الجامعة العربية لحل الأزمة في سورية، دون أن يتضمن الإشارة إلى المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وأن القرار يتضمن حظرا على إرسال الأسلحة إلى سورية.

في مايلي مزيد من التفاصيل:

اعتبر عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق ارتفاع وتيرة ''التصعيد'' في بلاده مؤشرا على أن النظام الحالي الحاكم في دمشق ''أصبح في مرحلة السقوط''، مشيرا إلى أن المعارك حول المطار تهدف إلى منع أقارب للرئيس السوري ''من الهروب''.

وحذر خدام في حوار مع ''الاقتصادية'' من عواقب ''صراع طائفي'' في سورية، ذاهبا إلى حد القول ''إن هناك فريقا من العلويين يرى خطورة الوضع، لكنه حتى الآن لم يتحرك لتجنب هذه الخطورة، وأغلب الظن أن سبب ذلك الخوف من الثورة''.

وأكد المسؤول السوري السابق أن بشار الأسد ''قرر تغيير منهجه في الصراع مع الثورة والشعب السوري إلى نهج يشعل فيه الحرب الطائفية مقدمة لإعلان دولة في منطقة الساحل''.

وفيما يلي مجمل ما دار في الحوار:

عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق وعضو الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية، إلى أين تتجه الأوضاع في سورية؟

لا شك أن التطورات في سورية تتجه نحو التصعيد وهذا مؤشر أن النظام أصبح في مرحلة السقوط. وبمقدوركم الملاحظة أنه بعد المبادرة العربية ازدادت حدة القتل، وبعد اللجوء إلى مجلس الأمن تصاعدت عمليات الاقتحام والقتل. وبشار الأسد يدرك أنه ليس لديه الإمكانية للسيطرة على الوضع، ولذلك فقد قرر ترحيل عائلته المكونة من زوجته وأولاده ووالدته وعائلة شقيقه ماهر وابن خاله رامي مخلوف والاشتباكات التي دارت حول المطار كانت بهدف منعهم من الهروب.

البعض يتخوف من أن تتحول الحركة الاحتجاجية إلى صراع مذهبي وطائفي؟

هناك احتقان طائفي كبير في سورية هذه مسألة، والتحول إلى صراع طائفي أمر آخر، وهو أكثر خطورة لأنه يمزق الوحدة الوطنية ويدفع إلى صراع تسيل فيه دماء كثيرة. وهنا تكمن خطورة مخطط بشار الأسد في تطوير صراعه مع الشعب إلى صراع طائفي.

أين تقف الطائفة العلوية من هذا المخطط؟

لا شك أن هناك احتقانا طائفيا وهناك قسم من إخواننا في الطائفة العلوية متورط مع بشار الأسد سواء في عمليات القتل والتدمير والنهب، أو في عمليات الإرهاب، وبالتالي مصيرهم مرتبط بمصيره، وهناك فريق من العلويين يرى خطورة الوضع، ولكنه حتى الآن لم يتحرك لتجنب هذه الخطورة. وأغلب الظن أن سبب ذلك الخوف من الثورة والخوف من ارتكاب جرائم ضدهم يقوم بها بشار الأسد وأنصاره في تلك المناطق.

الخوف ليس حكرا فقط على العلويين فالمسيحيون خائفون ويتمسكون بالنظام؟

لا تستطيع أن تقول ذلك بالجملة. هناك فريق فعلا مع بشار الأسد بتأثير عوامل مختلفة لا علاقة لها لا بالشعب ولا بالثورة ونستغرب من هؤلاء الخائفين. فلم يتعرض أحد من الثوار لأي مواطن من أبناء الأقليات الدينية أو الطائفية، ولم يتعرض أحد بصورة خاصة للمسيحيين. الخوف هو تبرير لعلاقات ليست مبنية على المصالح الوطنية.

ولكن الخوف هو من الآتي، أي من أن يسيطر الإسلاميون والأصوليون على زمام الأمور؟

الشعب السوري بكل أطيافه الدينية متدين منهم المسلم والمسيحي ولكن ليس بينهم متعصب، وبعد مضي أكثر من عشرة أشهر على الثورة لم تسجل حادثة واحدة فيها اعتداء على مواطن أي كانت انتماءاته الطائفية أو الدينية، وبالتالي هذه الذريعة تبرير لموقف مرفوض أصلا من الشعب السوري.

السوريون يكافحون من أجل بناء دولة ديمقراطية، وهذا سيتم عبر انتخابات حرة تحت إشراف عربي ودولي، ومن حق أي فريق ينال أكثرية أصوات المواطنين أن يتسلم السلطة ويحاسبه الشعب على قدر التزامه بالأهداف الوطنية.. فلماذا الخوف من القيادات الإسلامية؟

أليس هذا الخوف من المارونية في لبنان هو الذي تسبب في فتنة دامية استمرت 14 عاما؟ عندما تقول أؤمن بالديمقراطية وأريد الديمقراطية فليس من حقنا أن نعترض على خيارات الشعب.

استمرار القمع والقتل ألا يمكن أن يؤدي ذلك إلى رد فعل عنيف ضد المدافعين الأساسيين عن النظام، أي ضد العلويين ومن يقف مع الرئيس السوري؟

الثورة والشعوب لا تحقد ولا تتأثر وإنما تحاسب، ومن الطبيعي أن يحاسب جميع من ارتكب الجرائم، وإذا لم يحدث ذلك فلن تشهد الشعوب الاستقرار.

#2#

ولكنك كنت قد حذرت قبل أيام من مخاطر انفجار حرب طائفية في المنطقة، ما الأسباب التي تدعوك للتخوف؟

الأسباب ليست توقعا، بل نتيجة معلومات أن بشار الأسد قرر تغيير منهجه في الصراع مع الثورة والشعب السوري على نهج يشعل فيه الحرب الطائفية مقدمة لإعلان دولة في منطقة الساحل. وتتأكد هذه المعلومة في الأمور التالية:

أولا: توزيع كميات هائلة من الأسلحة على أنصاره ومؤيديه من أبناء الطائفة العلوية في المناطق التي يعيشون فيها. وتدريب أعداد كبيرة جدا من شباب الطائفة على الأعمال القتالية للزج بهم في أتون هذا الصراع.

ثانيا: نقل جميع الأسلحة الاستراتيجية وتخزينها في جبال الساحل ومنها الصواريخ والأسلحة الكيماوية.

ثالثا: نقل الطيران الحربي إلى مطار اللاذقية وأبقى عددا من الطائرات العسكرية التي لم يعد لها شأن يذكر في العمليات القتالية.

رابعا: خلال لقائه بعض أصدقائه اللبنانيين تحدث بشار الأسد عن الوضع في سورية وخلص إلى القول أنه لن يسلم ولن يستسلم وأنه سيشعل حربا أهلية وينتقل إلى الساحل ويعلن دولة فيها. جميع هذه المعلومات شكلت لدي القناعة بأنه يسعى إلى هذه الحرب.

وبالفعل لاحظنا أن نسبة التصعيد قد ارتفعت بعد المبادرة العربية ومحاولة الذهاب إلى مجلس الأمن. وبالتالي فإن خطة بشار الأسد تهدف إلى زيادة تفجير الوضع وتغيير طبيعة الصراع ليعلن دولة في منطقة الساحل.. وهذا يدل على جنونه الذي لا مثيل له إلا جنون معمر القذافي الذي ذهب إلى سرت حيث ينتمي وحيث كان مصيره معروفا وهذا سيكون مصير الأسد.

#3#

على ذكر مجلس الأمن توجه وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إلى نيويورك في محاولة لإصدار قرار عن مجلس الأمن يدين القمع في سورية وموسكو أعلنت أنها ترفض تنحي الأسد كما ترفض فرض عقوبات على النظام السوري وحظر إرسال الأسلحة لسورية، في رأيك هل سينجح جوبيه في محاولته؟

أود أن أنوه إلى أن السياسة الفرنسية تنال ارتياح السوريين، ونحن نشكر الحكومة الفرنسية على مواقفها؟

طبعا المشكلة التي تواجه وزير الخارجية الفرنسي هو الموقف الروسي، كما نعلم هناك تحالف متين بين روسيا وإيران وهو يدعم النظام القاتل في سورية، وهدف هذا التحالف السيطرة على المنطقة والتحكم في موقعها الاستراتيجي ومواردها من جهة، وإخراج الغرب من الشرق الأوسط من جهة ثانية.

ولكن الغرب هو الذي قضى على نظام القذافي؟ هل هذا يعني أن روسيا تنتقم من الغرب؟

لا على الإطلاق، روسيا لها استراتيجية فقد انتعشت فيها السياسة السوفياتية التي كانت تهدف للإمساك بقسم من زمام المنطقة، وبالتالي ليس مفاجئا أن نرى هذا التحالف بين إيران وروسيا حول المنطقة ومناطق عديدة من آسيا وإفريقيا.

صعوبة صدور قرار عن مجلس الأمن ستؤدي إلى إقناع الرئيس السوري بالبقاء في السلطة كيف تتصورون المخرج وما يمكن أن يحدث؟

المخرج الأساسي للوضع في المنطقة يقوم على تشكيل ائتلاف دولي عسكري لإنقاذ الشعب السوري وتمكينه من تقرير مصيره، وفي الوقت نفسه وقف مسار التحالف الروسي - الإيراني باتجاه إنعاش الحرب الباردة.

التدخل العسكري الغربي في المنطقة، ألا يمكن أن يشعلها؟

تدخل الغرب لا يمكن أن يشعل المنطقة. بل سيلجم إيران ويوقف تدخل روسيا. إيران لا تحارب خارج حدودها الوطنية. ترسل مساعدات، ترسل عناصر يقاتلون مع بشار الأسد، ولكنها لا تستطيع أن ترسل جيشا، وروسيا لن تتورط في الحرب. روسيا تريد أن تأكل الجبنة الشرق أوسطية عبر تحالفها مع إيران وليس عبر الحروب.

رأينا أن التدخل الغربي ضد القذافي في ليبيا قد قضى على النظام ولم يخرج ليبيا من الاقتتال؟

هذا ليس مسؤولية الدول التي أنقذت الشعب الليبي من دمار كان يقوم به معمر القذافي، المسؤولية تقع على الأطراف الليبية التي تتصارع على السلطة بدلا من أن تتوحد لإعادة بناء ليبيا الحرة.

ألا يمكن أن تتكرر هذه التجربة في سورية؟

لا.. الوضع مختلف، والوضع الاجتماعي مختلف، والوضع النفسي أيضا. وطبعا في سورية هناك خلافات يمكن أن تحدث بين السياسيين، ولكنها لن تتجاوز ذلك، وتاريخ سورية معروف في بنيتها وفي ممارسات أبنائها.

فرنسا تدعو المعارضة السورية للتوحد، أين خدام اليوم من المجلس الوطني السوري ومن معارضة الداخل؟

دعني أميز في الداخل هناك ثورة وفي الخارج هناك معارضة لا علاقة لها بهذه الثورة. الثورة في سورية أطلقها الشعب. لم يكن وراءها حزب أو سياسي أو عائلة. الشباب براكين انفجرت نتيجة أكثر من 40 عاما من القهر والإذلال والقمع. تكونت معارضات في الخارج. ومن حق أي مواطن أن يتخذ الخيار السياسي الذي يعتقد أنه على صواب وبالتالي شكلت تكتلات في الخارج.

المجلس الوطني السوري ليس المعارضة. هو جزء منها وليس من حقه أن يتحدث باسم الشعب السوري، وكل من يحاول أن يعتقد اتفاقا على أنه ممثل الشعب السوري لا يرتكب خطأ فقط ولكن اتفاقه لا ينفذ.

والمجلس مكون من فريق واحد هم جماعة الإخوان المسلمين مع بعض الشخصيات التي ليس لها وجود سياسي على الساحة السورية، ولم يكن لها وجود سياسي في المعارضة في الخارج ومنهم برهان غليون ومعه مجموعة إضافة إلى حزب الشعب وهو حزب ماركسي صغير في سورية، وبالتالي المهيمن على المجلس جماعة الإخوان المسلمين أما الآخرون فهم واجهة، وهذا الأمر دفع بعدد كبير من المواطنين السوريين إلى الابتعاد عن المجلس الوطني السوري.

ولكن الغرب والجامعة العربية يتعاملون مع المجلس وتوجه رئيسه برهان غليون إلى نيويورك؟

أعتقد أن الغرب يعرف جيدا أن ليس لهذا المجلس القدرة التمثيلية ولذلك أنت ستسمع كثيرا المسؤولين الفرنسيين يطالبون بتوحيد المعارضة، وهذا الأمر أيضا ينطبق على بقية الدول الغربية.

أنت أول المنشقين عن النظام وكنت قد تحالفت مع الإخوان المسلمين من خلال...؟
مقاطعا.. تحالفنا وأسسنا جبهة الخلاص الوطني. لكن المشكلة أنه عندما لا يتم الالتزام بمقتضيات التحالف فإنه يصبح فاقدا قيمته.

أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة فوجئت ببيان صادر عن جماعة الإخوان المسلمين بوقف معارضتهم للنظام تحت ذريعة مواجهة العدوان على غزة. فاتصلت بأحد قادتهم الأساسيين وسألته عن سبب صدور هذا البيان دون عرضه على الجبهة؟ وهل من المعقول أن نسمع به عبر وسائل الإعلام؟ فأجاب طلبتك بالهاتف وقيل لي أنك نائم فقلت له انتظار ساعة أو ساعتين يشكل خطر كبير على القضية؟

هل جيوش بشار الأسد محتشدة على أبواب الجولان لاقتحام فلسطين وتحريرها؟ أم جيوشكم محتشدة على أبواب دمشق للإطاحة ببشار الأسد؟ لم أفهم مبرر هذا القرار، فلا بشار يقاتل أو سيقاتل ولا أنتم ستقاتلون. واتفقنا على مناقشة الموضوع في اجتماع الجبهة، واختلفنا حول الموقف، وانتهى الأمر بإعلان انسحابي من الجبهة.

عديدون أعتبروا أن حافظ الأسد هو أحد أسباب الحرب الأهلية في لبنان؟

حافظ الأسد هو استفاد من الحرب في لبنان للتدخل التدريجي في البلاد، لكن من تسبب في الحرب هم حزب الكتائب والأحزاب اليسارية وياسر عرفات.

الأكثر قراءة