وماذا بعد المنتدى الثالث للتعاملات الحكومية الإلكترونية؟
وماذا بعد المنتدى الثالث للتعاملات الحكومية الإلكترونية؟
<p><a href="mailto:[email protected]">altwaijry@gcc-sg.org</a></p>
انتهى منتدى الأعمال الحكومية الإلكترونية الثالث الذي عقد أخيراً، والذي كان بحق عرساً التقت فيه جميع فئات المجتمع من القطاع العام والقطاع الخاص والمستفيدين من مواطنين معنيين باستخدام التعاملات الإلكترونية، تجسد الإبداع بأحسن صوره في أوراق العمل التي قدمت وفي المداخلات التي شارك فيها الحاضرون، وحسن التنظيم وبشاشة الاستقبال، كان بحق تجمهرا مفيدا جمع المهتمين في مكان وزمان واحد، وتجلت أهمية المنتدى في حرص القائمين عليه من جمعية الحاسبات السعودية وضمن فعاليات ومنتديات وملتقيات مكثفة ذات أهمية كبيرة لتوعية المجتمع، والذي نظمته باقتدار مميز وكفاءة عالية وبمتابعة خاصة من الأمير الدكتور ماجد بن عبد الله المشاري آل سعود الذي كان له دور كبير في إنجاح المنتدى بخلفيته الكبيرة ومتابعته المستمرة على مدى الأيام الثلاثة (مدة انعقاد المنتدى).
لا أحد ينكر أهمية التعاملات الإلكترونية سواء في المستوى المحلي أو المستوى الدولي، السؤال الذي يطرح نفسه، هل سنقوم بالتغيير أم سننتظر حتى يفرض تغييرنا؟! للإجابة على ذلك، أريد أن أرجع إلى الوراء قليلاً حيث إن التعاملات الإلكترونية ليست بالحديثة ولكنها سلسلة مستمرة لتقنيات الماضي تم تطويرها بشكل لافت وإبداع باهر، حيث انعقد خلال العشرين سنة الماضية أكثر من ثمانية عشر مؤتمراً للحاسب الآلي وتقنية المعلومات وطرحت خلالها أوراق عمل متميزة، وكان جل الاهتمام والتركيز هو " التعريب " الذي نوقش في كل مؤتمر فهذا يتحدث عن تبني تعريب بغداد وذاك يقترح تعريب تونس وتكاثرت الآراء واختلفت الأهواء ودار نقاش كبير لم يخرج فيه المشاركون بتعريب ثابت، مما اضطر شركة مايكروسوفت إلى فرض تعريب خاص بها يستخدم في جميع التطبيقات العربية، فأين المجهودات والتوصيات التي لم يكد يخلو مؤتمر للحاسب الآلي منها؟!.
ما أشبه اليوم بالبارحة، هل سيتكرر السيناريو والخطأ نفسيهما؟ أم سنستفيد من الماضي ونجيره لخدمة الأهداف والتوصيات التي اتخذت في هذا المنتدى؟
التوصيات كانت قوية وصريحة، وبحضور نسائي متميز وجريء، حيث علقت إحدى الأخوات بأنه آن الآوان لنبذ حب الذات ومحاربة البيروقراطية والفساد الإداري والبدء في العمل بروح الفريق الواحد مما سينعكس ذلك على المجتمع السعودي كوحدة مترابطة ومتكاملة.
ما نعانيه في هذه التجمهرات الطيبة التي دائماً ما يسودها التآلف والانسجام، ولكن مجرد خروج المجتمعين وانتهاء فعاليات الحدث، وأعني هنا المنتدى أو المؤتمر، سنجد في المؤتمر أو الملتقى الذي بعده كأننا بدأنا من جديد، فأين التوصيات؟ وأين القرارت؟ وأين التفعيل؟
هذه أسئلة تطرح دائماً! وأجد لها الجواب في وجهة نظري بإنشاء جهة خاصة للمتابعة بإصدار تقارير وإحصائيات لتنوير الحاضرين في المؤتمرات والمنتديات والملتقيات التي تلي كل ملتقى إلى أي مدى تم إنجاز التوصيات السابقة والوقوف على جوانب التقصير فيها والتركيز عليها، والإشادة بالجوانب والخطوات التي تمت في المنتدى السابق وتطويرها.
أعتقد أن التعاون بين جمعية الحاسبات السعودية ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لتكوين جهة مستقلة تتعاقد معها الوزارة على غرار الشركات المتخصصة عالمياً بجس نبض الشارع لعمل إحصائيات وتوزيع استبانات تقوم بدراسة كل ما يتم في أي مؤتمر أو ملتقى أو منتدى أو حتى دورة تنويرية من بداية الحدث وحتى صدور التوصيات، إضافة إلى جس نبض المشاركين في مدى نجاح هذه الفعاليات من عدمها وإعطاء إحصائيات ومؤشرات عن مدى الاستفادة منها، سيضفي فائدة كبيرة لتطبيقات التعاملات الإلكترونية في المستقبل إن شاء الله.