الاتحاد السعودي والنصر

أصبح الاتحاد السعودي لكرة القدم يسير على خطى النصر في السنوات العشر الأخيرة، مستوى فني سيئ للمنتخبات، تشكيك في قرارات الحكام واللجان في الاتحاد القاري، السياسة المالية الخاطئة، التعبئة الجماهيرية المكثفة قبل المباريات الحساسة فقط، وأخيرا إصدار البيانات الاعتراضية!.
لم يكن تخفيض مقاعد الأندية السعودية بالأمر المفاجئ بالنسبة للكثيرين، على الأقل بالنسبة لي، لأن الفرق واضح وسياسة العمل في الاتحادين السعودي والقطري تختلف في الأهداف والطموح والتخطيط. ففي عام 2007 وقع الاتحاد القطري اتفاقية تعاون مع الاتحاد الإسباني قبل أن يحقق مصارعو الثيران كأس الأمم الأوروبية 2008 أو كأس مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، فيما وقع الاتحاد السعودي أكثر من اتفاقية في إحدى رحلات الأمير نواف بن فيصل المكوكية منها اتفاقية أولمبية مع الولايات المتحدة، وكذلك اتفاقيات مع الاتحاد اليمني، الأذربيجاني، المغربي، البرازيلي، الأرجنتيني، وغيرها، ولكن الفرق هو أن القطريين قاموا بتفعيل هذه الاتفاقية اليتيمة فاستقطبوا الكفاءات والأفكار وقاموا بالاستثمار، وآخرها مهرجان إسباير الأخير الذي حضره عدد من الأندية الإسبانية ونجوم ومدربي كرة القدم.
قاموا بتطوير بيئة الملاعب والنقل التلفزيوني ودعم الأندية وتنظيم المسابقات الآسيوية والعالمية وكذلك استضافة مباريات وبطولات عالمية في ألعاب فردية وجماعية يتم الاستفادة من تنظيمها على المدى القريب والبعيد على حد سواء.
لا أدري ماذا ستضيف لنا الرياضة اليمنية أو الأذربيجانية؟، ولماذا لم نر تفعيلا للاتفاقيات التي وقعت مع دول أخرى على أرض الواقع؟، وإذا لم تكن هناك استفادة من تلك الاتفاقيات فلماذا التوقيع أصلا؟ ومن المستفيد؟.
المنتخب السعودي يلامس حاجز الـ 100 في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا''، والأندية مهدده بالإفلاس خلال السنوات المقبلة، بسبب سوء التخطيط، وغياب التخصيص والاستثمار، وعدم إنشاء رابطة حقيقية للأندية المحترفة أو للاعبين.
سيستمر الانحدار في ظل سيطرة الاتحاد على الأندية وحقوقها في النقل والتسويق، في الوقت الذي يكون الحضور على المستوى الآسيوي ضعيفا ومخيبا للآمال.
اتجه الإعلام السعودي إلى مهاجمة الاتحاد الآسيوي، بل إن البعض أشار بأصابع الاتهام للقطريين مباشرة دون أن يكلفوا أنفسهم بزيارة لملعب نجران أو الحزم أو حتى ملعب الأمير عبد الله الفيصل في جدة أو ملعب الأمير فيصل بن فهد في العاصمة الرياض ويقارنها بالمنشآت القطرية. حتى الحضور الجماهيري تفوق فيه القطريون لسبب بسيط جداً وهو أنه تم احتساب الحضور نسبة إلى عدد السكان!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي