الذهب يتراجع.. ومحللون: موجة فرعية تصحيحية
هبطت أسعار الذهب أمس أكثر من 2 في المائة مدفوعة بصعود الدولار وهبوط الأسواق المالية مع تفاقم المخاوف بشأن مستويات الديون الحكومية في أوروبا والولايات المتحدة. وإلى جانب المخاوف بشأن إيطاليا ودول منطقة اليورو المتعثرة الأخرى تحولت الأنظار أيضا إلى الولايات المتحدة حيث من المنتظر ألا تلحق لجنة عليا في الكونجرس بالموعد النهائي لخفض العجز.
وهنا أرجع مختص في المعادن الثمينة تحدث لـ "الاقتصادية" هذا الهبوط إلى موجة فرعية تصحيحية، واستبعد محلل اقتصادي آخر أن يسجل الذهب مستويات قياسية جديدة رغم الأجواء الحالية وقوة سلبيتها على الاقتصاد العالمي.
وانخفض سعر الذهب في السوق الفورية 2 في المائة إلى 1690.36 دولار للأوقية "الأونصة" بعد ما سجل مستوى 1701.09 دولار. وهبط الذهب الفوري 3.5 في المائة الأسبوع الماضي مسجلا أكبر خسارة أسبوعية في شهر.
وتراجعت عقود الذهب الأمريكية 0.9 في المائة إلى 1708.8 دولار بعد ما سجلت أدنى مستوى في الجلسة عند 1704.1 دولار. وتصدرت الفضة الفورية المتراجعين في مجموعة المعادن النفيسة وفقدت 3 في المائة لتصل إلى 31.46 دولار للأوقية. وانخفض البلاتين 1.6 في المائة إلى 1570.50 دولار والبلاديوم 1.8 في المائة إلى 596.02 دولار. وتراجعت الأسهم في أوروبا 2.1 في المائة لأدنى مستوى في ستة أسابيع لتبلغ خسائرها أكثر من 17 في المائة هذا العام.
وهنا توقع محمد القحطاني ـ مختص في المعادن الثمينة ـ أن "الذهب يتجه هذا الأسبوع داخل قناة صاعدة معتمدا حاليا على دعم أسبوعي 1628 والهبوط من قمة 1920 هي موجة فرعية تصحيحية وليست موجة رئيسية.. هبوط الأسبوع الماضي قد يستمر واختبار متوسط 200 يوم الذي يقف عند 1628 هو الأقرب وصموده من عدمه هو الفاصل في توجه سعر الذهب مستقبلا".
مضيفا: "حاليا المستثمرون يظهرون شعور الحيرة وهم أعلم بتوجه المعدن النفيس ولكن هذا ليس كافيا لديهم لمواصلة الاستثمار". وزاد القحطاني أن "المؤشرات الفنية جميعا والأوضاع الاقتصادية إلى وقتنا هذا تدعم عودة الذهب للصعود مجددا"، مرجعا ذلك إلى مخاوف الركود في منطقة اليورو والعالم أجمع والتقارير التي تؤكد مواجهة الدولار مشكلات اقتصادية.
وتوقع أن يشهد اليورو الأسبوع المقبل صعودا مقابل الدولار مدعوما بالأخبار الإيجابية التي قادها بيان الزعماء الثلاثة. وناقش رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي الأزمة المالية التي تواجه منطقة اليورو مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل في اتصال هاتفي يوم الخميس الماضي.
وقال بيان أصدره الزعماء الثلاثة أنهم اتفقوا على الحاجة إلى تسريع إجراءات الإصلاح التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين في قمتها التي عقدت أخيرا في مدينة كان الفرنسية من أجل ضمان الاستقرار المالي والنمو في منطقة اليورو.
من جهته، أشار وليد عبد الهادي ـ محلل اقتصادي ـ إلى أن المعدن النفيس أنهى الأسبوع الماضي بنمط بيعي عند 1711 دولارا للأونصة، مؤكدا أن "هذه النقطة تمثل منطقة مشترين ساعد ذلك ضعف متزامن من الدولار ومعظم الأصول ما أعطى المتحوطين خيارا واحدا للتحوط وهو الذهب". مضيفا أن ما ساعد المستثمرين للتوجه للذهب كملاذ آمن هو الموجه العارمة التي تمر بها منطقة اليورو من التغيير السياسي بداية من اليونان إلى إيطاليا وستمر بإسبانيا، قائلا "هذا المخاض يستهدف إيجاد حلول جذرية لأزمة التعثر السيادي في المنطقة، الحلول التي عجز عن الإتيان بها من قبل الفريق السياسي القديم"، مضيافا "لكن المشكلة تكمن في طول الفترة المتوقعة لحل الأزمة ومعروف تأخر أوروبا في حسم الأمور بخلاف أمريكا"، وزاد المحلل الاقتصادي "والأمر الآخر هو صعوبة التكهن بمدى نجاعة هذه الحلول إن توافرت، والمشكلة الأكثر وضوحا لعموم المستثمرين هو وجود قنبلة موقوتة في القطاع المصرفي الأوروبي حتى الآن لم يتم وأدها ولا حتى تقييم حجم المخاطر المتوقع منها".
ورأى العبد الهادي أن الذهب كان أفضل وسيلة لحفظ القيمة مع افتتاح الأسواق يوم أمس، وأرجع ذلك إلى محاولة جيدة لتعويض جزء من خسائر الأسبوع الماضي حدودها العليا مستوى 1750 للأونصة، وقال إن الأجواء الحالية رغم قوة سلبيتها لن تساعد على تسجيل الذهب أرقام قياسية جديدة.