توجّه المستهلكين للإكسسوارات يتراجع بالطلب على الذهب 20 %

توجّه المستهلكين للإكسسوارات يتراجع بالطلب على الذهب 20 %
توجّه المستهلكين للإكسسوارات يتراجع بالطلب على الذهب 20 %

تراجع الطلب على الذهب في السوق السعودية خلال الربع الثالث من 2011 بنحو 20 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، بعد أن أسهم ارتفاع أسعار الذهب عالميا ونمو أسعار الفضة أيضا، في توجيه شريحة من المستهلكين في المملكة نحو الحلي المصنوعة من الفولاذ (الإكسسوارات).

وكشف تقرير صدر أمس الأول عن مجلس الذهب العالمي تحت عنوان "اتجاهات الطلب على الذهب"، عن أن سوق الذهب في السعودية والإمارات وبلدان أخرى في منطقة الخليج انخفض معدل أدائها بنسبة تراوح بين 20 في المائة إلى 24 في المائة.

#2#

ورغم ذلك بين التقرير أن السعودية لا تزال تمثل أكبر الأسواق في المنطقة بمعدل ربعي يصل إلى 4.8 طن من الذهب، وهذا الوضع لم يتغير منذ الربع الثالث من عام 2010، إلا أن هذا يعتبر نتيجة ثابتة في سياق تاريخي: فمتوسط طلب الاستثمار بالنسبة للسعودية قد بلغ 301 طن في الفترة بين الربع الثالث من عام 2007 وحتى الربع الثاني من عام 2011.

وقال التقرير " ليس طلب 11.0 طنا في الإمارات إلا أثرا لأصداء الانخفاض في الهند، حيث قام عدد من المغتربين عن شبه القارة الهندية بخفض طلبهم على الحلي 22 قيراطا تجاوبا مع الحركة السريعة والمتغيرة للأسعار.. وما زال الطلب على ذهب 21 قيراطا - وهذا إلى حد كبير يعد انعكاسا للطلب المحلي ـــ ضعيفا، إلا أن مجموعة الحلي والفصوص ذات الـ 18 قيراطا قد تم دعمها إلى حد كبير من خلال الطلب المستمر للسائحين الأوروبيين والروس".

وقال مجلس الذهب العالمي إن الاتجاه السائد بين المجموعات الكبرى ومنها السعودية للبيع بالتجزئة فيما يتعلق بالذهب الأقل وزنا المعد للزينة، وكذلك مجموعة الجواهر والفضة المعدة للزينة، يتجه نحو تصفية بائعي التجزئة المستقلين.

وأضاف" أصبحت الاستعانة بالحلي المصنوعة من الفولاذ نموذجا مستمرا كمواد بديلة، وازدادت شهرتها واتسع نطاق استعمالها بسبب أنه حتى الفضة المعدة للزينة قد أصبحت فريسة لارتفاع الأسعار هذا العام حتى الآن".

وبشكل عام، أفصح التقرير عن أن الأسواق عبر منطقة الشرق الأوسط أصيبت بضعف عاما بعد عام، من حيث الطلب، على أساس الحمولة، إذ انخفض معدل أداء المنطقة كلها بنسبة 28 في المائة ليبلغ 38 طنا في الربع الثالث من 2011.

وبدا هذا الأداء أضعف ما يكون في مصر، حيث انخفض معدل الطلب بنسبة 43 في المائة عاما بعد عام ليبلغ 8.8 طن، حيث إن السوق ما زالت تحت تأثير الربيع العربي وذلك بسبب انخفاض معدل السياحة والاستثمار الأجنبي، إضافة إلى انخفاض احتياطي الدخل.

وفى الولايات المتحدة تجاوز الطلب على الذهب المعد للزينة انخفاضه أثناء الربع الثالث، إذ أدت أجواء ارتفاع الذهب وذلك في سياق العقبات الاقتصادية المستمرة إلى انخفاض بلغت نسبته 12 في المائة في النمو إلى نحو 30.9 طن. واستكمالا للتوجهات التي لاحظناها من حين إلى آخر، فإن الذهب المعد للزينة ستستمر معاناته بسبب أجواء اقتصادية مدمرة وغير بناءة.

ورغم تراجع الطلب على المجوهرات والحلي المصنوعة للزينة في بعض مناطق العالم، إلا أن الطلب على الذهب عالميا قفز خلال الربع الثالث من 2011، إلى 1,053.9 طنً، أي بزيادة قدرها 6 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، وبقيمة تعادل 57.7 مليار دولار، ليسجل بذلك أعلى قيمة له على الإطلاق، بعد أن كانت 991.1 طنً في الفترة نفسها من عام 2010 بقيمة بلغت 45.7 مليار دولار.

ووفقًا لتقرير صدر أمس عن مجلس الذهب العالمي عن الربع الثالث من عام 2011 بعنوان اتجاهات الطلب على الذهب، فإن هذه الزيادة قد جاءت مدفوعة بالطلب على الاستثمار الذي ارتفع بنحو 33 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق إلى مستوى 468.1 طنً ليسجل قيمة قياسية للطلب ربع السنوي بلغت 25.6 مليار دولار.

ووفق التقرير فقد سجل الطلب على الاستثمار في أوروبا رقمًا قياسيًا ربع سنوي قيمته 4.6 مليار يورو أي ما يعادل 118.1 طنًا بزيادة تبلغ 135 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، ولكن الزيادة في الطلب الكلي على الاستثمار كانت أكثر إثارة للعجب خاصة عند أخذ حركة التصحيح التي جرت في أسعار الذهب في شهر أيلول (سبتمبر) في الحسبان، حيث حققت ثورة في جني الأرباح بين المستثمرين في السبائك والعملات الذهبية؛ وكانت كل الأسواق تقريبًا قد شهدت نموًا قويًا في الطلب على السبائك والعملات الذهبية.

كما ارتفع الطلب على المجوهرات الصينية بنسبة 13 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق ليسجل نحو 131 طنًا، أي ما يعادل 46 مليار يوان.

وقد انعكس حجم هذه الزيادة على المدن الصغيرة حيث قامت سلسلة من متاجر البيع بالتجزئة بتوسعة شبكاتها لتلبية الطلب المتزايد الذي ساعده ارتفاع مستويات الدخل.

إن إقبال الصينيين المتزايد على الذهب باعتباره وسيلة من وسائل الاستثمار أدى إلى زيادة الإقبال على السبائك والعملات الذهبية بنحو 24 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي لتصل إلى 60.2 طن.

وبيّن مجلس الذهب العالمي أن الطلب على المجوهرات في الهند تراجع خلال شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) اللذين يشهدان ركودًا موسميًا، وهو ماجاء مقترنًا بارتفاع نسبة التضخم وتزايد التقلبات في أسعار الذهب المحلية.

ومنذ ذلك الحين انتعش الشراء على نحوٍ طفيف خلال مواسم الأعياد وحفلات الزفاف. وبوجه عام، شهد حجم الطلب على المجوهرات الهندية خلال الربع الثالث من العام انخفاضًا نسبته 26 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2010 ليصل إلى 125.3 طنً، ولكن الطلب السنوي حتى نهاية أيلول (سبتمبر) ظل قريبًا جدًا من مستوياته القياسية التي شهدها عام 2010.

وأظهر التقرير ارتفاع متوسط سعر الذهب الفصلي بنسبة 39 في المائة عن مستويات العام السابق، ليصل سعر الأوقية إلى 1.702.12 دولار، بينما سجل سعر الذهب رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ 1.895.00 دولارًا في الخامس والسادس من أيلول (سبتمبر) الماضي.

وبلغ طلب الاستثمار العالمي على الذهب 468.1 طن خلال الربع الثالث من عام 2011، بارتفاع نسبته 33 في المائةعن مستواه في الفترة نفسها من عام 2010 الذي سجل فيه 352.1 طنً. أدى ارتفاع الأسعار إلى تسجيل قيمة قياسية بلغت 25.6 مليار دولار، تمثل نحو ضعف القيمة التي تبلغ 13.9 مليار دولار خلال الربع الثالث لعام 2010.

الأكثر قراءة