شباب مكة يطالبون بجمعية لتفعيل مساعداتهم التطوعية

شباب مكة يطالبون بجمعية لتفعيل مساعداتهم التطوعية

"لا تائه في أروقة الحج"، مقولة وجدت طريقها بين سواعد أبية تلقفت التائهين كبارا وصغارا وعملت على إرجاعهم لذويهم بعد أن سقتهم وأكرمتهم على جميع الصعد والأمكنة. لا ينتظرون أجرا ولا كلمة شكر. كل ما يطمحون إليه هو دعاء تلهج به ألسنة من أتى إلى صعيد المشاعر المقدسة ليؤدوا مناسك حجتهم التي تكون عندهم أبلغ الأماني. تمتزج ابتسامتهم بملوحة حبات عرقهم التي تنساب على جبينهم وهم يحملون أمتعة حاج، ويساعدون كبار السن. يقدم هؤلاء المتطوعون الكثير من المساعدات لحجاج بيت الله الحرام، فمن تائه يجد طريق عودته لمخيمه، إلى الدخول في المشاركة في توزيع الوجبات المجانية، وليس آخرا أن تجدهم على أهبة الاستعداد للانخراط في المساعدة في عمليات إنقاذ حريق لو حدث لا سمح الله، أو نقل إصابات في حال وقوع ازدحامات. المتطوعون الذين يعملون على خدمة الحجاج في المشاعر المقدسة يطالبون أن تحويهم مظلة رسمية يؤطدون فيها أعمالهم وينهجونها لتستمر نجاحات مساهماتهم مع قرنائهم العاملين في الجهات ذات العلاقة بأعمال الحج. المتطوعون الذين ينتمون إلى عدة شرائح في المجتمع السعودي، فمنهم الموظف في قطاع التعليم وكذلك في عدة قطاعات حكومية، استغلوا فترة التوقف التي تتزامن مع دخول موسم الحج، وارتدوا ثياب التطوع وانخرطوا في المشاعر المقدسة في جماعات قد يشوبها عدم التنظيم ولكن الهدف كان أسمى وأجل. تتعدد إمكانات فرق التطوع البشرية، فمنهم من كانت له إسهامات تطوعية مع فرق الدفاع المدني أبان السيول التي داهمت محافظة جدة قبل نحو عامين، يقول عماد التركي أحد المتطوعين الشباب "ساعدتني الخبرة التي اكتنزتها من خلال عملي مع فرق الدفاع المدني في إنقاذ المصابين، أو تلك التي قدمنا فيها المواد التموينية للمتضررين من السيول في أعمالي التطوعية التي أقدمها أنا وأقراني من الشباب الواعد في خدمة ضيوف بيت الله الحرام". ويضيف التركي" باسمي واسم زملائي المتطوعين كافة، نطالب الجهات ذات العلاقة بتبني فكرة إنشاء جمعية رسمية للمتطوعين، نضع فيها أطر وملامح الأعمال التي نقدم على تفعيلها في مشاركاتنا التطوعية, الأمر الذي سيسهم في تأجيج وتفعيل الأنشطة التطوعية التي ستتحول إلى كوادر مساعدة يدا بيد مع تلك الجهات العاملة في مواسم الحج". ويعتبر الدفاع المدني من أكثر الجهات استفادة من هؤلاء المتطوعين، فقد جمعته بهم تجربة حادثة سيول جدة الشهيرة، الأمر الذي جعل مدير إدارة الدفاع المدني يرحب بمشاركاتهم في أعمال الدفاع المدني. وقد كرم أخيرا في شهر رمضان الماضي شباب متطوعون عمدوا إلى تقديم المساعدات والأعمال التطوعية للمعتمرين في المسجد الحرام. وذكر الفريق سعد التويجري مدير عام الدفاع المدني في حديث صحافي سابق "إنه وبلا شك من خلال تعاملنا مع الأحداث في مختلف مناطق المملكة يشاركنا الكثير من شباب المتطوعين ووجدناهم ولله الحمد يتمتعون بالحماس والدراية والعمل الجاد الذي لا يعرف الكلل ولا الملل وهذا ديدن شبابنا الذين جبلوا على الأعمال التطوعية الإنسانية. وكما هو معلوم فلدينا أكثر من 200 متطوع في مكة المكرمة يشاركون أفراد الدفاع المدني عمليات الإنقاذ والحالات الإسعافية والإطفاء وفي مواقع كثيرة داخل المسجد الحرام. وهذه بلا شك أعمال جليلة تستحق التقدير والتكريم نظير ما يقدمونه من جهود جبارة لخدمة ضيوف الرحمن الذين نتشرف بخدمتهم". وتابع التويجري "المتطوع بطبيعة الحال نعوّل عليه الشيء الكثيرن ومعظم الأعمال بحسب الخطة الموجودة في الحوادث الكبيرة سيكون لدينا متطوعون سيقومون بدور كبير وفاعل وخصوصا أننا لمسنا الدور الكبير الذي قدمه المتطوعون والمتطوعات في أحداث سيول جدة، وما أبرزوه لنا من إمكانات كبيرة جعلتنا نستعين بهم في عمليات الإنقاذ والمساعدة في توزيع الإعانات التي قدمت للمتضررين. وهذا بلا شك أعطانا يقينا أن هؤلاء المتطوعين ركيزة داعمة في أعمال الدفاع المدني".
إنشرها

أضف تعليق