«أرامكو» تتجه لضخ 42 ألف برميل نفطي إلى «ما نجالور» الهندية يوميا
أكدت مصادر نفطية أمس، أن السعودية عرضت 20 ألف برميل إضافية من النفط يوميا على شركة مانجالور الهندية للتكرير والبتروكيماويات لعام 2012، مما يعني زيادة الإمدادات إلى مثليها تقريبا قبل شهر فقط من اجتماع لمنظمة أوبك، الذي من المتوقع أن يسعى لإبقاء حصص الإنتاج دون تغيير.
وتشتري ''مانجالور'' الهندية، حاليا، 22 ألف برميل يوميا من شركة أرامكو السعودية، بموجب عقد سنوي، حيث تنوع ''مانجالور'' مصادر الخام لتغطية زيادة بنسبة 25 في المائة في طاقتها التكريرية لتصل إلى 300 ألف برميل يوميا العام المقبل.
وبينت مصادر قريبة من المحادثات في أيلول (سبتمبر) الماضي، طلب العضو المنتدب لشركة مانجالور إمدادات إضافية من السعودية، حيث يعادل عرض أرامكو نحو 10 في المائة من واردات شركة مانجالور الهندية من الخام حاليا، إذ استوردت ''مانجالور'' وهي رابع أكبر شركة تكرير هندية تديرها الدولة، الخام الكويتي للمرة الأولى هذا العام.
وأكد الدكتور عبدالرحمن الزامل رئيس مركز تنمية الصادرات السعودية لـ ''الاقتصادية''، أن طلب الطرفين الصيني والهندي للطاقة يعتبر طبيعيا، وسيكون في ازدياد مستمر، في ظل نمو اقتصادهما المضطرد، مؤكدا في الوقت ذاته أن السعودية تعتبر أكبر دولة مهيأة، وقادرة على أن تلبي احتياجات هذه الدول من النفط الخام، أو منتجاته الأخرى.
وكانت مصادر في صناعة النفط قد قالت لـ ''رويترز'' الإثنين الماضي، إن مصفاة صينية واحدة على الأقل اشترت مليون برميل من الخام العربي الخفيف من السعودية تسليم كانون الأول (ديسمبر) فوق الكمية المتعاقد عليها. وبيّنت المصادر حينها، أن السعودية ستمد ثلاثة مشترين آسيويين على الأقل بالكميات المتعاقد عليها كاملة في كانون الأول (ديسمبر) دون تغيير عن تشرين الثاني (نوفمبر). وأشارت إلى أن السعودية لم تغير نسبة السماح في مخصصات النفط، أي أن المشترين لديهم خيار طلب إضافة أو خصم ما يصل إلى 10 في المائة من الشحنات المتعاقد عليها. وهنا يؤكد رئيس مركز تنمية الصادرات السعودية، أن الاقتصادين الصيني والهندي، يعتبران من أكبر الاقتصادات استيرادا للطاقة في العالم، سواء من النفط الخام أو المنتجات النفطية الأخرى، كما يعتبران من أسرع الاقتصادات نموا.
ورجح الدكتور راشد أبانمي - محلل نفطي واستراتيجي ـ في وقت سابق لـ ''الاقتصادية'' أن يكون شراء مصفاة صينية لمليون برميل نفط سعودي فوق مخصصاتها، عائدا إلى ''احتمال خشيتها من وقوع اضطرابات في الإمدادات النفطية خلال الفترة المقبلة''. (''الاقتصادية'' 8/11/2011).
وقال أبا نمي حينها : ''أثبتت التقارير أن إيران قطعت شوطا كبيرا في أعمالها النووية للصناعات غير السلمية؛ مما أدى بدوره في الوقت الحالي إلى تصعيد كبير في المنطقة وبالتالي التهديد بضرب إيران عسكريا. هذا التصعيد يأتي بالتزامن مع عدم رضوخ سورية لمبادرة الجامعة العربية وتدهور الأوضاع لديها، إضافة إلى محاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، حيث اعتبرت عددا من الدول، ومنها الصين تلك المؤشرات، أنها مؤشرات تهدد باضطرابات مستقبلية في إمدادات النفط، وبالتالي تعمل على زيادة مخصصاتها تحسبا لأي طارئ؛ إذ إن حالة الاستنفار الحاصلة حاليا في منطقة الشرق الأوسط تدعو المستهلكين إلى حالة من التوجس، وتوقع بنوع من الاضطراب في الإمدادات النفطية''.