رحيمي يروي لـ "الاقتصادية" : الراحل رفض خطة تطوير مطار جدة لهذا السبب

رحيمي يروي لـ "الاقتصادية" : الراحل رفض خطة تطوير مطار جدة لهذا السبب
رحيمي يروي لـ "الاقتصادية" : الراحل رفض خطة تطوير مطار جدة لهذا السبب

على مدى ثماني سنوات قضاها في مدرسة الأمير سلطان بن عبد العزيز (رحمه الله) الإدارية استفاد المهندس عبد الله بن محمد نور رحيمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السابق من خبرة وأسلوب ولي العهد المتميز في الإدارة.

"الاقتصادية" تحاور الرئيس السابق لهيئة الطيران المدني وأبرز المواقف والقرارات التي اتخذها ولي العهد (رحمه الله) لاسيما تلك التي كانت مفصلية في قطاع الطيران السعودي.

يشير المهندس عبد الله رحيمي في بداية حديثه إلى أن وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام (رحمه الله) خسارة فادحة يشعر الجميع بالحزن صغاراً وكباراً، رجالاً ونساء، ويضيف "لا شك أن من يعرف رجلا بقامة وهامة الأمير سلطان بن عبد العزيز عن قرب يشعر بفراغ كبير في الفؤاد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لأننا فقدنا رجل دولة، بل دولة في رجل".

وتابع "سألت الله قبل مغادرة الأمير سلطان في رحلته الأخيرة أن يعيده إلينا سالماً ولكن قضاء الله وقدره ولكل أجل كتاب، لاشك أن الجميع يعرف أن الأمير سلطان خدم الدولة منذ نعومة أظفاره وخدم جميع الملوك وبرز بشكل واضح في عهد المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبد العزيز حيث لازمه في الكثير من رحلاته العديدة في خدمة الإسلام وتعزيز المواقف العربية والإسلامية ودعم القضية الفلسطينية".

وأوضح المهندس رحيمي أن التعامل والعمل مع ولي العهد رائع فهو يتمتع بعقل راجح وبعد النظر وسعة الأفق، وهو مدرسة إدارية بحد ذاتها، وقال "ثقافته على المحفل الدولي واسعة جداً ومعرفته بالشأن المحلي عميقة والكل يعرف هذا الأمر، وعلاقاته مع الآخرين حميمية جداً، إنجازاته كبيرة في اعتقادي الشخصي والمتواضع أن هذه الإنجازات تحطم مقاييس كثيرة في الأعمال التي قام بها في حياته من رجل واحد، كان في حركته وسكونه في عمل، في كل أوقاته يعمل رحمه الله".

وأردف رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السابق "قلما تجد رئيسا يتابع معك ويتجاوب معك في أي لحظة، أما الجوانب الإنسانية في ولي العهد فهي بدون حدود لأنه يلبي حاجة المكلوم والمعوزين والفقراء، يؤمن المساكن للكثيرين، يحرص على دعم العلم والعلماء، يستخدم وجاهته في عتق الرقاب".

ويقول المهندس عبد الله رحيمي إن الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز (رحمه الله) عندما يثق في الشخص يعطيه الصلاحيات الكاملة دون تردد، ويستطرد "عاصرته ثماني سنوات ولا يمكن لأي كان اختزال قامة بهذا الحجم في كلمات بسيطة، هنالك مواقف عديدة عايشتها لحظة بلحظة مع الأمير سلطان خصوصاً في العمل وأتشرف أنني كنت تحت رئاسته، أؤكد أنني لم أستمتع بعمل في حياتي مثلما استمتعت بالعمل مع الأمير سلطان، رحمه الله، كان يعطي الصلاحية الكاملة بشكل عريض جداً لمن يثق فيه، يحب أخذ الآراء وفي الكثير من الأمور يعدل عن رأيه في حال وجد رأياً فنياً مقنعاً حتى وإن كان مخالفا لرأيه وهي ميزة نادراً ما توجد في الرؤساء".

ويتابع رحيمي "كما كان يتميز بالمتابعة الدقيقة لتفاصيل الأمور بالذات التي تهم الناس والمواطنين، دائم التواصل والسؤال، وبالتالي يضعك على الخط السليم في إدارة الأمور وإنهائها".

ويكشف المهندس عبد الله بن محمد نور رحيمي أن قرار تحويل رئاسة الطيران المدني إلى هيئة عامة للطيران كان من أبرز القرارات المفصلية التي اتخذها ولي العهد (رحمه الله)، إلى جانب قرارات دخول شركات وناقلات جديدة في المملكة العربية السعودية، قرار تخصيص الكثير من الشركات والمشاريع التابعة للهيئة، وإعطاء القطاع الخاص فرصة للمشاركة، تشكيل مجلس لإدارة الهيئة حيث كانت جميعها قرارات مفصلية في تحويل مسار الهيئة بطريقة تخدم الغرض التي أنشئت من أجله.

وأكد المهندس رحيمي أن الأمير سلطان بن عبد العزيز (رحمه الله) رفض الفكرة المبدئية التي قدمت له لتطوير مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة لتواضعها وبساطتها، ونقل رحيمي عن لسان ولي العهد قوله "هذه الفكرة لا تقابل طموح الناس والقيادة بأن يكون المطار بوابة للحرمين الشريفين".

#2#

وأشار رحيمي إلى أن ولي العهد (رحمه الله) كان متابعاً بدقة عملية تطوير مطار الملك عبد العزيز منذ بدايته، وقال "كانت بداية الفكرة توسعة المطار بطريقة مبسطة جداً لكنها لم تجد أي قبول لديه وقال بالحرف الواحد "هذه لا تقابل طموح الناس والقيادة بأن يكون المطار كبوابة للحرمين الشريفين" وفعلاً تطورت الفكرة إلى عمل مشروع متكامل يعتبر كأنه مطار جديد".

ويوضح رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السابق أن وضع حجر الأساس لمشروع تطوير مطار الملك عبد العزيز كانت الهيئة تنوي إقامته في الرياض نظراً للوضع الصحي للأمير سلطان في تلك الفترة ومعاناته من بعض الآلام، لكن ولي العهد (رحمه الله) أصر على ألا أن يضع حجر الأساس بنفسه في موقع المشروع وهذا ما تم بالفعل وتحامل على كل متاعبه الصحية.

وأفاد رحيمي بأن ولي العهد (رحمه الله) كان حريصاً على فتح خطوط طيران مع بقية الدول وتأمين حاجات الناس، وذكر أنه في إحدى المرات كنا ذاهبين إلى اليابان برفقة الأمير سلطان ولم يكن هناك خط طيران لدينا مع اليابان وسألني عن سبب عدم وجود اتفاقية مع اليابان ولماذا لا يتم عملها، فاتصلنا على الإخوة في اليابان، ولم يكن هناك وقت للتوقيع، فاتصل بي الأمير سلطان وقال سوف أتدخل بكل ثقلي لتوقيع هذه الاتفاقية مع اليابانيين، وبالفعل تدخل ووقعنا الاتفاقية مع الجانب الياباني في ظرف سبعة أيام فقط، كل ذلك كان تجاوباً مع رغبة الناس وحاجتهم لخطوط طيران وفتح خطوط مع الدول الأخرى.

وأشار إلى سرعة اتخاذ القرارات دون تأخير, كما أن الأمير سلطان بن عبد العزيز لا يتأخر عن إصدار أي قرار لصالح قطاع الطيران في المملكة, ويهتم خلال موسم الحج ويسخر كل الإمكانيات وكل الوقت لتوفير كافة وسائل الراحة للحجيج, ويوجه بتوفير الطائرات لسرعة نقل الحجاج, وتوفير كافة المتطلبات لأداء مناسكهم بيسر وسهولة.

ولفت رحيمي إلى اهتمام ولي العهد (رحمه الله) بالتقنيات حتى وصلنا إلى أن أصبحت هيئة الطيران السعودية أفضل إدارة حركة جوية على مستوى الشرق الأوسط، مضيفاً "كانت طموحاته كبيرة وهو الرائد الحقيقي لهذا القطاع".

الأكثر قراءة