تحرك حكومي وأهلي للسيطرة على تدني إنتاجية النخيل وانتشار السوسة

تحرك حكومي وأهلي للسيطرة على تدني إنتاجية النخيل وانتشار السوسة

تحرك حكومي وأهلي للسيطرة على تدني إنتاجية النخيل وانتشار السوسة

يبلغ عدد النخيل المزروع في منطقة نجران 350 ألف نخلة تنتج 9865 طناً من التمور سنويا منها البرني والمواكل والخضير والحمراء والصفراء والرطب والبياض وغيرها من الأنواع التي تميزت بها نخيل نجران إلا أن سوسة النخيل الحمراء ( Red Palm Weevil ) التي انتشرت أخيرا في المنطقة بدأت تشكل خطرا على النخيل بشكل مفزع رغم الجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الزراعة في القضاء والحد من انتشاره.
وسوسة النخيل الحمراء كانت سابقا محصورة وخلال السنوات الماضية في مزارع شرق نجران خصوصا مزارع الغويلا ولكن وفي الآونة الأخيرة انتشرت في معظم مزارع نجران حيث انتقلت من شرق نجران إلى غربة حيث توجد في مزارع غربه الآلاف من أشجار النخيل وهو ما يجعل ثروة نجران من النخيل على محك الخطر خصوصا مع الانتشار الواسع لهذه الحشرة في مزارع النخيل في نجران.

عدد من المزارعين قالوا لــ " الاقتصادية " إن عدد الفرق المكلفة بمكافحة الحشرة غير كافية وطالبوا بزيادتها وتكثيف تدريبها وطالبو بدور أكثر فعالية لزراعة نجران في هذا الجانب وتوفير كميات كبيرة من المبيدات الخاصة بمكافحة سوسة النخيل. وأضافوا أن الزراعة لو حاصرت السوسة منذ بداية ظهورها وكافحتها جيدا لكانت سوسة النخيل في عالم النسيان بالنسبة لهم وليس كابوسا كما هو الحال حاليا.
عدد آخر من المواطنين لم يخلوا أنفسهم من المسؤولية المشتركة وأشاروا إلى أن جهل المزارع بسوسة النخيل الحمراء وخطورتها وقلة إدراكهم بسرعة انتشارها وأضرارها وعدم إبلاغهم للزراعة بوجودها في مزارعهم أحد أهم الأسباب في انتشارها. ولأن المحافظة على النخيل هو هاجس لجميع الدوائر الحكومية ذات العلاقة فقد قامت الغرفة التجارية في منطقة نجران بالتعاون مع الإدارات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص ذات العلاقة بدراسة ظاهرة تدهور نخيل نجران وتدني إنتاجه في السنوات الأخيرة ومناقشة الأسباب ومعالجتها سريعا بكل الإمكانيات وعقدت أخيرا اللجنة المكونة من الغرفة التجارية ممثلة في اللجنة الزراعية, شؤون الزراعة في نجران, مركز أبحاث البستنة, رجال الأعمال المهتمين, ومختبرات الراجحي اجتماعها أخيرا.
من جانبه قال علي بن حمد الحمرور رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في نجران إنه "نظرا لما تعانيه منطقة نجران من النقص المتسارع والانقراض لغالبية أنواع التمور فيها وخاصة الأنواع الجيدة والشهيرة منها مثل (البياض ـ المواكيل ـ الرطب) تم الاجتماع مع شركة الراجحي المتخصصة في زراعة الأنسجة للنخيل لبحث سبل تطوير زراعة النخيل في نجران وإعادة إحياء هذه الثروة العزيزة على نفوس النجرانيين".
وأوضح الحمرور أن هناك قلة وعي لدى المزارعين في كيفية العناية والمحافظة على النخيل والري والنظافة والمعالجة. وأبان أنه تم التعاون مع شركة الراجحي لبحث تحسين نخيل نجران بالاستنساخ والإكثار من زراعة الفسائل لهذه الأنواع تحت مراقبة لبيئتها التي تنمو فيها.
وأشار الحمرور إلى أنه ينتظر تقديم عرض تكاليف عن استنساخ خمسة أنواع من نخيل نجران بعدد خمسة آلاف نخلة من كل نوع - أي 25 ألف نخلة منوعة - ومن ثم البدء في تنفيذ المشروع دون تردد إذ إن النخيل رمز وطني وهوية نجرانية أصيلة وثمرة اقتصادية ناجحة, ودعا الحمرور المزارعين والباحثين والخبراء والمهتمين بالنخيل إلى تقديم آرائهم واقتراحاتهم وتقديمها للجنة الزراعية في الغرفة مؤكدا العزم على تنفيذ المشروع لإحياء النخيل ليعود أفضل مما كان يتجلى فيه جمال طبيعة المنطقة ووفرة إنتاجها.
من جهته أوضح للاقتصادية المهندس علي بن عبد الله الجليل مدير مركز أبحاث تطوير البستنة في المنطقة أن المركز وبالتعاون مع برنامج سوسة النخيل الحمراء في وزارة الزراعة قد قام قبل فترة بعمل مسوحات ميدانية لمعرفة مدى انتشار سوسة النخيل في المنطقة الإرشادية رقم 2 في الغويلا شرق منطقة نجران وشملت المسوحات 131 مزرعة وجد أن عدد النخيل المصاب بها بلغ 240 نخلة تم إزالة وحرق 230 نخلة وعولج الباقي وتم خلال هذه المسوحات إرشاد المزارعين وتعريفهم بخطورة هذه الحشرة وكيفية الوقاية منها أيضا تم نشر عشر مصائد فرمونية لمراقبة إعداد الحشرات مستقبلا.
وشدد الجليل على أن المركز يقوم بخطوات جادة ومتسارعة لإعادة إكثار النخيل في المنطقة عقب انتشار سوسة النخيل الحمراء في بعض المزارع وإهمال المزارعين للنخيل. وقال الجليل إن بيئة نجران متميزة عن باقي بيئات المملكة حيث إن نجران تعد الأولى التي يبكر فيها إنتاج التمور مما يجعل ثمار النخيل النجرانية مربحه اقتصاديا للمستثمرين حيث يتم تسويقها في باقي مدن المملكة مبكرا.
وقال مدير مركز أبحاث تطوير البستنة إن المركز عاكف على جمع أجود أنواع النخيل في منطقة نجران ذات المردود الاقتصادي الجيد للمزارعين حيث سيقوم بعملية إكثارها عن طريق الإكثار النسيجي وسيتم إنتاج آلاف الفسائل لبيعها على المزارعين بسعر رمزي حسب توجيهات وزير الزراعة.. مضيفا أن المركز سيقوم بحملات إعلامية في المنطقة لحث المزارعين على التخلص من أشجار النخيل ذات الإنتاج المتدني والمصابة بأمراض والمهملة.
وقال الجليل إن من الخطوات التي سيتخذها المركز لتشجيع المزارعين على الاهتمام بالنخيل إقامة مهرجان للنخيل والتمور الجيدة ذات الإنتاج العالي كخطوة تشجيعية للمزارعين ولتشجيعهم على زراعة النخيل المعدل والخالي من الأمراض .
وعن مدى نجاح تجربة الإكثار عن طريق زراعة الأنسجة قال مدير مركز أبحاث تطوير البستنه إن نسبة النجاح ستكون 100 في المائة خصوصا بعد البرامج والعمليات المماثلة التي أجراها المركز على أشجار الحمضيات وطرق إكثارها عن طريق زراعة الأنسجة التي شهدت نجاحا كبيرا.
من جهته أكد المهندس فهد بن سعيد الفرطيش مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة نجران أن إدارته تقوم بجهود جبارة في سبيل القضاء على سوسة النخيل الحمراء رافضا أن ينسب التقصير إلى إدارية.
وقال لــ " الاقتصادية "إنه تم تقسيم المناطق المصابة في نجران إلى سبع مناطق كل منطقة تعمل بها فرقة تتكون من فني زراعي وعامل رش إضافة إلى سائق وتقوم كل فرقة بعملية مسح شامل للمنطقة التابعة لها وفي حال اكتشاف الإصابة يتم عمل اللازم من حيث عملية العلاج والرش والإزالة في حالة الإصابة الشديدة التي لا يمكن علاجها وهناك فرقة ثامنة تسمى فرقة الاستكشاف والمصائد الفرمونية والضوئية وهذه الفرقة تقوم بمسح شامل للمناطق غير التابعة للفرق السابقة وفي حالة اكتشاف الإصابة يتم إبلاغ المشرف على البرنامج ويتم توجيه إحدى الفرق للموقع اللازم وكذلك تقوم هذه الفرقة بوضع مصائد فرمونية جاذبة لهذه الحشرة في المزارع بشكل عشوائي وفي حال وجود حشرات في هذه المصائد يتم مسح شامل للموقع لمعرفة ما إذا كان هناك إصابات بهذه الحشرة .
وقال الفرطيش بالنسبة للمبيدات التي يتم مكافحة السوسة بها فإنه يتم تأمينها طريق الوزارة بشكل دوري وبكميات مناسبة وبأنواع مختلفة منها المبيدات السائلة كذلك التعفير ومبيدات آمنة عند الاستخدام.
وشدد الفرطيش على أن الفرق العاملة في مكافحة سوسة النخيل والعاملين في هذا المجال مؤهلون للقيام بهذا العمل لأن هذه الفرق مكونة من باحثين زراعيين وفنيين زراعيين تم تدريبهم من قبل المختصين في الوزارة والمديرية وبالنسبة للمشرف على البرنامج فإنه يتم إلحاقه بدورات تدريبية متخصصة في مكافحة هذه الحشرة ويقوم بتدريب وتعليم الباحثين والفنيين وإرشاد المزارعين وبالنسبة لعملية الانتشار المتسارع لهذه الحشرة فلأن لها قدرة على الطيران.

الأكثر قراءة