الوعي المائي وتجربة وزارة المياه والكهرباء

الوعي المائي وتجربة وزارة المياه والكهرباء

لا يختلف اثنان على أهمية المياه وعلى الحاجة البشرية الدائمة إليها، لذا كان هدف الإنسان منذ القدم يدور حول توفير المياه النقية بأكبر كمية كافية له بدءا من نقل المياه من الأنهار والبحيرات مرورا بشبكات المياه الرومانية في تلك المدن القديمة التي نقرأ عنها ونشاهد آثارها نهاية بمصانع التحلية الحديثة ووسائل تصفية المياه وتكريرها لإعادة استخدامها.
تفاعل الإنسان مع بيئته لا يشمل فقط اكتشاف خيرات هذه البيئة واستغلالها والاستمتاع بها، بل يتجاوز ذلك إلى الحفاظ على هذه البيئة ومحاولة استخدام مصادرها وليس استهلاك هذه المصادر. وهناك فرق بين المفهومين فالأول يعني الاستفادة المقننة والثاني قد يعني الاستخدام غير المسؤول فالعالم كله يتجه نحو زيادة الوعي تجاه تفاعل الإنسان مع بيئته وأن يكون مسؤولا عن هذه البيئة محافظا عليها، لذلك لم يعد الوعي البيئي مجرد سمة لمجموعة صغيرة من البشر بل هو خطاب رسمي عالمي تجسد في كثير من المؤتمرات البيئية. فكرة أو مفهوم "ترشيد" استخدام المصادر البيئية تتجاوز الفكرة الضيقة التي تتحدث عن الاقتصاد في استخدام المصادر البيئية بل تعني الوعي بما نملك وما نحتاج. الوعي يحتاج إلى المعرفة أن تعرف ما تملك وأن تعرف كيفية التعامل مع ما تملك، تعامل ساكن الصحراء مع الماء يجب أن يختلف مع تعامل من يسكن في مناطق المطر الاستوائي هذا ما يقوله المنطق. وهنا يأتي الوعي والترشيد بمفهومه الواسع الذي يشدد على أهمية الماء وضرورة الاقتصاد في استخدامه والمحافظة عليه، والخطاب التوعوي أو الترشيدي يخاطب كل العقول وكل الأنماط البشرية على اختلافها في الفكر والخلفية الاجتماعية بلغتها التي تفهمها وتستوعبها بل إنه يخاطب حتى صغار السن لتوجيههم في هذه السن نحو الإحساس بأهمية الماء وضرورة التعامل معه بمسؤولية. والخطاب التوعوي أو الترشيدي ليس بالضرورة أن يكون خطابا مباشرا بل هو خطاب شامل يتجاوز الجمل المباشرة التي تدعو للترشيد والاقتصاد إلى تنظيم المحاضرات والمؤتمرات التي تتيح الفرصة للتواصل وتبادل الخبرات مع الآخرين.
تجربة وزارة المياه والكهرباء في الترشيد في استخدام المياه، تجربة مهمة لأننا نتحدث هنا عن بيئة ليست غنية بالمصادر المائية العذبة ونتحدث عن استهلاك للماء لا يتناسب مع مدخول أو مخزون هذا الماء وهي مهمة ليست بالسهلة، لذا كان الوعي المسؤول من الوزارة في أن يكون الخطاب شاملا لكل أفراد المجتمع ولم تغفل المرأة عن ذلك بل كانت حاضرة من خلال المعرض النسائي للتوعية والترشيد الذي كانت نشاطاته مكثفة من خلال التفاعل المباشر مع المتلقي لهذه الحملة على سبيل المثال الزيارات المباشرة للمدارس وغيرها لتوعية الطالبات بأهمية الترشيد واستقبال الزائرات في مقر المعرض الدائم. المرأة جزء مهم من الشريحة التي توجه لها رسالة الترشيد لذا كان وجودها على الجانبين كحاملة لخطاب الترشيد وكمتلقية لرسالة الترشيد مهما.
تجربة وزارة المياه والكهرباء في حملات الترشيد السابقة تجربة تستحق أن نقف أمامها وأن ندعمها بكل الوسائل الممكنة.

الأكثر قراءة