مهارة محلية وخبرة عالمية
جالساً في مكتبه يشرح استراتيجية منظمته الخاصة بتعليم التنفيذيين، يمكن أن يكون عوض صغيّر الكتبي اختصاصياً في شؤون الموظفين في أي من الشركات الأمريكية أو الأوروبية العملاقة. في الحقيقة، يوجد مكتبه في دبي، وهو الرئيس التنفيذي لمركز محمد بن راشد لتطوير القيادة الذي يعتبر جزءاً من إدارة الموارد البشرية في حكومة دبي.
استراتيجيته مباشرة: وهي تعليم كافة مستويات المديرين الإماراتيين لتمكينهم من تولي المناصب العليا. وهو يقول بلغة عالم تطوير الشركات: ''تتمثل المبادرة في تطوير أبناء البلد ليكونوا قادة داخل الشركة، وليكونوا قادة تغيير إيجابي''. ولكي يفعل ذلك، أحضر خبرات من أربع مؤسسات أكاديمية عالمية هي كلية أشريدج البريطانية، وكلية ديوك كوربوريت إيديوكيشن الأمريكية، وكلية إتش إي سي في باريس وكلية لي كوان يو للسياسة العامة في سنغافورة.
تعمل هذه الكليات في برامج خاصة بثلاثة مستويات من المديرين: الخريجون الواعدون الذين لديهم خبرة عملية لمدة عام أو عامين، والمديرون المتوسطون والقادة الحكوميون إلى جانب برنامج المجلس الذي تنفذه. وبالنسبة لمن هم في مستويات متدنية من التدريب فإنهم يركزون على التدرب على المهارات، وبالنسبة لمن هم أعلى مستوى فإنهم يتدربون على التدريب والتعليم.
بدأت هذه البرامج في عام 2003، وفي هذا العام سوف يلتحق عدد يتراوح بين 470 و 480 مديراً بأي واحد من هذه البرامج التي تبلغ مدة كل منها 18 شهراً أو يزيد، أو سيلتحقون ببرنامج مصمم لمجموعات معينة كالنساء القائدات، أو الهيئات مثل المجلس المحلي للرياضة.
بالإضافة إلى كونها العقل المدبر للمدخل الأكاديمي للبرامج، فإن كليات إدارة الأعمال مشاركة في اختيار المرشحين الذين يقدمون طلباتهم من خلال المنظمات الخاصة بهم، أو الإدارات ذات العلاقة من أجل المشاركة. وتقدم الكليات الإرشاد والتدريب، على الرغم من أن حكومة دبي تستخدم كذلك وكالات تدريب محلية. وإن الإرشاد، والتدريب اعتراف بأن قضاء فصول في غرف التدريس لن يقدم رزمة حياة عملية كاملة.
يقول الكتبي ''نحتاج إلى تشكيل المهارات، وإلى تطوير المسيرة العملية''.
كل هذه البرامج تحمل أوجه شبه غير مريحة مع سياسات وتدريب في شركات أمريكية، أو أوروبية. ولكن هنالك اختلافات رئيسة لا بد منها في التعليم، كما يقول بول غريفيث، مدير برنامج كلية أشريدج. ''لا يتعلق الأمر بنقل أنموذج غربي، حيث هنالك أسلوب معين ينجح مع المؤسسات في الإمارات العربية المتحدة. وإن بعض كليات إدارة الأعمال لا تقدم الأسلوب الذي تحبه تلك المؤسسات – حيث تميل إلى الاقتراب أكثر من أسلوب المحاضرات، مع ارتباط أقل بالمشاركين، إضافة إلى قلة الجوانب المحلية فيها. وهنالك أسلوب معين في برنامج كلية أشريدج وكلية ديوك، يعمل بطريقة فعالة''.
ويقول كتبي أن على طريقة التعليم، والمحتوى معالجة حاجات الإمارات. ''نحن ندفع كليات إدارة الأعمال الغربية لكي تكون لديها حالات محلية. ونعمل معها يومياً حتى لا تخرج عن الخطط، وحتى لا تؤسس كل شيء على النظام الأوروبي، أو الأمريكي''. الكتبي صريح بخصوص أدائها، حيث يقول: ''حين بدأنا العمل مع كلية ديوك، كانت لديهم تحدياتهم، ولكنهم الأفضل في الوقت الراهن. والأمر هنا هو أن الكليات الغربية تقلل في بعض الأحيان من الأثر الثقافي، كما أن تقلل بعض الأحيان من شأن شعبنا''.
يشارك غريفيث في هذه المخاوف ''إن كل المديرين الشباب، من ذكور وإناث، متعلمون جيداً''.
إذا وضعنا الاختلافات جانباً، فإن تطلعات كتبي مشابهة لتطلعات مديري شؤون الموظفين حول العالم. ''إننا نتطلع إلى أحداث تواصل أكثر، ووضع علامات قياس، وزيارات خارجية وإرشاد''.