لا داعي لزيارة الطبيب .. قياس الصحة عن طريق الهاتف الجوال
ولد هاردي هويزل عام 1961 في كاسل، وهو عالم اقتصادي، وله اهتمامات بعلوم الطبيعة والتكنولوجيا. كما أنه رياضي من الدرجة الأولى. لقد كان هويزل أحد المتنافسين في سباقات السباحة، وركوب الدراجة، والجري
أيضا. وبإمكانه ركوب الدراجة على الجبال، وقطع نحو 60 كيلومتراً في 90 دقيقة. ويشرب خليط بياض البيض، ويعيش على الطعام المتناسق.
والتقى عن طريق الرياضة التي يمارسها مع نهاية التسعينيات طبيبين، كانا يعملان على إجراءات التحليل الطيفي، ليتمكنا من فحص تطوّر مرض السرطان في علم الأورام. ومن منظور هذين الطبيبين فإن التحليل الطيفي هو عبارة عن إجراءات متفقة مع القواعد المقررة, حيث يتم توجيه حزمة من الأشعة الضوئية إلى المادة أو الهدف. ومن ثم يتم قياس حجم الضوء المنعكس أمام الضوء الذي تم امتصاصه، حيث يسمح الضوء غير المنعكس بالوصول إلى نتيجة حول جودة وكمية الشيء الذي يتم فحصه. إن التحليل الطيفي في الأساس عبارة عن وسيلة معتمدة، حيث لا يُفترض تمزيق جسد المريض وإيلامه، وكذلك تبقى المنطقة المصابة, التي تم فحصها تقنياً سليمة على حالها.
لقد حرّك هوزيل بالتعاون مع الطبيبين العمل في هذا المشروع الطبي التقني، وكذلك بالتعاون مع بعض أساتذة الجامعات المقربين في مجال الهندسة والتصميم والتخطيط بهدف تصميم المنتج، وخيارات الفحص، مؤسسين شركة مع بعضهم البعض. لقد كان لدى مؤسسي هذه الشركة هدف واحد: وهو استخدام الفرص الكامنة، غير المعهودة، أو المعروفة، عن التحليل الطيفي، خلال الاستخدامات اليومية التقليدية. لقد أرادوا أن يُوفروا القياس الطيفي لكل فرد، بحيث يكون بإمكان كل فرد في كل وقت وفي أي مكان قياس المستوى الصحي لديه. ومن المفترض أن يتم تحويل البيانات عن طريق البث الهوائي إلى أحد الكمبيوترات لتحليلها، ومن ثم استعادة النتيجة بنفس الطريقة. وبالطبع فإن الشركات المزوّدة للبث اللاسلكي، والذين رصدوا الكثير من الأموال في شبكتهم لنظام الاتصالات اللاسلكي العالمية، بحثوا بالفعل عن تلك المحتويات القابلة للنقل، حسبما كان يرد لهوزيل من أفكار.
واستخدم الشركاء الأربعة منافسة التأسيس الأولى "الترويج في شمال مقاطعة هيسين" في عام 2000. ولم يركّز هوزيل ولا زملاؤه على الأرباح النقدية بقدر ما بحثوا عن الدعم أثناء مرحلة المنافسة، عن طريق تجّار متمرسين من ناحية، وعن طريق شركة ماكينزي للاستشارات من ناحية أخرى. ومع فكرته، وهي توفير وسيلة التحليل الطيفي تكون بمتناول اليد خلال الحياة اليومية للتمكن من قياس المعدلات الحيوية، مما أعطى فريق شركة هوزيل المركز الأول في المنافسة بكل جدارة. وأسسوا في عام 2001 شركة "برو فليكس"، التي أعادوا تسميتها عقب عامين من الزمان إلى "أوبسولوشن - أي الحل الضوئي"، بما أن الاسم الأول كان قد مُنح لشركة أخرى فعلياً.
وأدى الاتصال الأول مع "فودافون" في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2002 في النهاية إلى توقيع عقد في أيلول (سبتمبر) من عام 2004. وبالتعاون مع مختلف الشركاء، طوّرت أوبسولوشن جهازاً للتحليل الطيفي متلائما مع البيئة المحيطة، الذي يشبه فأرة الكمبيوتر، ويمكن توجيهه بسهولة على الجلد، ومُجهّز بصمامات ثنائية من اللون الأخضر المعتاد، وإصدارات اللون الأحمر والبصريات. وكان العالم الألماني زايس قد طوّر هذه العين البصرية لجهاز القياس في جامعة يينا قديماً. والجهاز، الذي حمل اسم "بيو زووم – أي التكبير الحيوي"، قادر على الإمساك بإشعاعات في النطاق الطيفي تراوح بين 500 و1000 نانو متر. ومن الممكن حينها نقل البيانات عن طريق خدمة البلوتوث في الجهاز إلى الهاتف الجوال، ومن هناك إلى الكمبيوتر التحليلي، وإلى المستخدم من جديد بنفس الطريقة. وبالفعل يوجد الكمبيوتر لدى "فودافون" في دوسلدورف. ولكن البرمجيات الخاصة بالتحليل هي المساهمة الجوهرية من قبل شركة أوبسولوشن في المشروع. وتعمل هذه الفأرة البصرية على قياس سيتوكروم (مجموعة من البروتينات الخاصة بالدم)، والإنزيم، الذي يسمح بإعطاء نتيجة حول المستوى الصحي للمستخدم. وعلى المدى البعيد، سيمكن عن طريق الجيل الأول من جهاز بيوزووم قياس توازن نسبة الماء في الجسم، ونسبة الدهون بصورة عامة في الجسم، حيث يتم تحديد القياس الطيفي. وقد بدأت مجريات فحص جهاز بيوزووم مباشرةً هذا العام في معرض الكمبيوترات "سيبت" في هانوفر. وعملت شبكات الأجهزة على تحويل نحو 20 ألف قياس وتحليل خلال يوم المعرض. وبهذا حققت "أوبسولوشن" المركز الثاني من جوائز التحديث في معرض السيبت.
ومن المفترض لدى معرض السيبت الثاني من عام 2007 في آذار (مارس) أن يكون الجهاز قد وصل إلى مرحلة متقدمة. ومن المفترض أن يرتفع حجم التصنيع لاحقاً من 200 ألف وحدة إلى 400 ألف جهاز في غضون عام واحد. وستعمل "فودافون" لاحقاً على تزويد جهاز بيوزووم وجهاز هاتف نقّال كمجموعة واحدة لمدة عام واحد. ومن المفترض أن يصل سعر الجهاز إلى أقل من 200 يورو، وتكلفة استخدام الهاتف الجوال المتعلّقة به إلى نحو خمسة يورو شهرياً. ويمكن لشركة أوبسولوشن عقب عام من تقديم خدماتها تزويد خدمة الاتصال اللاسلكي للأفراد أيضاً. ويشير التحليل التجاري إلى أن ما يزيد على 80 في المائة من مستخدمي الاتصالات اللاسلكية، من كلا الجنسين، وهم كافة الفئات العمرية، مهتمون بخدمات جهاز البيوزووم إلى حدٍ كبير. وتُعد خدمات سلامة الجسم، وفحص المستوى الصحي، أكثر جاذبية من التقاط الصور أو سماع الموسيقى على أجهزة الهاتف النقّال.
وبالتأكيد لا تنوي شركة أوبسولوشن تقديم الخدمة كنوع من المساعدة الصحية للمرضى فقط، ولكن للتأكد من سلامة الجسم لدى الشباب. وبالطبع سيقبل عليه كبار السن والمرضى بشكل أكبر. كما يمكن التوسع في برنامج القياس بشكل اختياري. فعن طريق كبسة زر على الهاتف النقّال يمكن توسعة البرنامج. ولكن لا يمكن حتى الآن رؤية التأثيرات في قطاع الصحة، حيث تبقى كغيرها من الاستخدامات خارج نطاق الطب، وتقنيته . وهي تظل بمثابة مراجعة لمجموعة الكتب المدرسية حول علم العلوم الطبيعية.
وحققت شركة أوبسولوشن العام الماضي بمجموعه من الموظفين نحو 4.5 مليون يورو من حجم المبيعات. ويقدّر هوزيل حجم المبيعات ابتداءً من العام المقبل بما يزيد على مبلغ يقدر بمئات الملايين.