«أتلانتس» يغادر الفضاء ويحط في الأرض غدا .. «أطلس 5» يخلفه
اتخذت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" خطوة مهمة لاستبدال سفن الفضاء بأنظمة تجارية جديدة لنقل الأقمار الصناعية إلى الفضاء، وذلك عبر توقيعها اتفاقية مع "يونايتد لونش ألاينس" لتقييم صاروخ "أطلس 5" التابع لها وإمكانية استخدامه لتسيير رحلات فضائية مأهولة.
يُذكر أن صاروخ "أطلس 5"، الذي يتمتع بسجل ممتاز كونه قد أتم 26 رحلة بلا أعطال، يُستخدم حاليا لنقل أقمار صناعية عسكرية أمريكية ومجسَّات علمية غير مأهولة تابعة لـ "ناسا" إلى الفضاء.
وعندما تعيد "ناسا" مكوك الفضاء "أتلانتس" وتوقفه عن العمل الخميس المقبل، فلن تكون لديها أي وسيلة أخرى لنقل الأقمار الصناعية الأمريكية إلى المدار الخارجي، سوى الاعتماد على المدى القصير على صاروخ "أطلس 5"، وصواريخ "سيوز" والكبسولات الروسية، وهي تأمل في نهاية المطاف أن تشتري في المستقبل خدمات النقل التي توفرها شركات تجارية أمريكية.
يقول إد مانجو مدير برنامج الطاقم التجاري في "ناسا"، "عندما تحط سفينة الفضاء هنا في غضون أيام، فلا يعنى ذلك نهاية رحلات الفضاء البشرية. إن هذا يعني أن فصلا سينتهي ليبدأ فصل جديد آخر".
ويضيف: "اليوم، ومع اتفاقيتنا مع يونايتد لونش ألاينس، فأنا أعتقد أننا نتخذ بعض هذه الخطوات لمواصلة تقليد كوننا قادة في مجال تسيير رحلات الفضاء البشرية".
وتم اختيار أطلس كصاروخ وقع عليه الخيار من قبل ثلاث شركات خاصة تقوم حاليا بعملية تطوير السفن القادرة على نقل الطواقم البشرية إلى محطة الفضاء الدولية.
وستساعد اتفاقية "قانون الفضاء"، التي وقعتها "ناسا" مع "يونايتد لونش ألاينس"، على تقرير ما إذا كان صاروخ أطلس 5 قادر على تنفيذ هذه المهمة أم لا.
ولا تنضوي اتفاقية "قانون الفضاء" على أي تبادل للأموال. وعوضا عن ذلك، فإن "يونايتد لونش ألاينس"، وهي مشروع مشترك بين شركتي بوينغ ولوكهيد مارتن لصناعة الطائرات، ستستثمر الشركة أموالها في مجال تمويل الدراسة التي يُتوقع أن تستغرق من ستة إلى تسعة أشهر.
وبناء على نتائج الدراسة، ستقرر الوكالة ما إذا كانت العناصر والمكونات الموجودة في صاروخ أطلس تلبي المتطلبات والشروط التي تتطلبها الوكالة فيما يخص رحلات الفضاء البشرية، وما هي تلك العناصر والأشياء التي يتعين تطويرها فيما لو تم ترخيص استخدام الصاروخ للقيام برحلات لنقل رواد الفضاء على متنه إلى الفضاء.
يُشار إلى أن "أتلانتس"، وهي آخر مكوك فضاء أمريكي لا يزال قيد التشغيل، كان قد التحم في العاشر من الشهر الجاري بالمحطة الفضائية الدولية، وذلك في رحلته الأخيرة إلى محطة الفضاء التي بدأ العمل فيها عام 1998 وأُنجزت العام الماضي.
ونقل "أتلانتس" في رحلته رقم 135 العديد من المواد الأساسية إلى المحطة الفضائية، بينها أكثر من طن من المواد الغذائية.
وقام "أتلانتس" قبل وقت قصير من التحامه بالمحطة، بحركة مناورة حتى يتمكن الرواد الموجودون على متن المحطة الفضائية الدولية من تصوير الجزء الداخلي منه.
وترسل الصور إلى الأرض حتى يتمكن الطاقم الهندسي من التعرف على ما إذا كان "أتلانتس" قد تعرض إلى ضرر أثناء إطلاقه أم لا.
وحمل "أتلانتس" على متنه وحدة إمداد لوجيستي متعددة الأغراض وعُرفت باسم "رافاييلو". وهي عبارة عن أسطوانة محملة بالمواد الغذائية وإمدادات أخرى وقطع غيار تكفى المحطة الدولية لفترة عام.
وتسعى وكالة ناسا إلى اتباع نهج أقل تكلفة لإيصال رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية عبر التعاقد مع شركات خاصة للنقل.
في السياق ذاته، انفصل المكوك "أتلانتس" عن محطة الفضاء الدولية وبدأ رحلة العودة إلى الأرض للمرة الأخيرة.
وسيهبط المكوك في وقت مبكر من صباح الغد في فلوريدا، مما سيؤذن بنهاية برنامج وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) للمركبات الفضائية الذي استمر 30 عاما.
وكان "أتلانتس" قد انفصل عن المحطة الفضائية في الموعد المحدد له وهو 06:28 صباح أمس بتوقيت جرينيتش.
وأعرب كريس فيرجسون قائد فريق "أتلانتس" عن الفخر بإنجاز تلك المهمة عقب الانفصال عن المحطة الدولية. ومن المقرر أن يتجه "أتلانتس" إلى نقطة على بعد 200 متر من المحطة الفضائية والدوران حولها لتصويرها.
وسترسل تلك الصور إلى المهندسين على الأرض لتمكنهم من التعرف على كيفية تحمل المواد التي بنيت منها المحطة طبيعة الفضاء القاسية.
وقدم طاقم "أتلانتس" المكون من أربعة رواد هديتي وداع لطاقم المحطة المكون من ستة رواد، قبل أن يقفزوا داخل المكوك ويغلقوا بوابته.
والهدية الأولى عبارة عن مجسم لـ"أتلانتس" للتذكير بالدور الذي لعبه المكوك في بناء المحطة الفضائية، أما الثانية فهي علم أمريكي صغير حمل على متن أول مكوك قام بمهمة إلى الفضاء عام 1981.
وقال رائد الفضاء رولاند غاران "نحن نسدل الستار على فصل من تاريخ أمتنا"، في إشارة إلى نهاية مرحلة رحلات المكوك أتلانتس وبداية عمل الشركات الخاصة.
لكن لا يتوقع أن تبدأ تلك الشركات عملها في إيصال الطواقم الفضائية من المحطة الدولية وإليها قبل ثلاث سنوات.
يذكر أن العمل في محطة الفضاء الدولية بدأ عام 1998 وأنجز العام الماضي. وقام المكوك أتلانتس خلال تلك الفترة بـ135 رحلة إلى المحطة الدولية بما فيها رحلته الحالية.