إسبانيا: مهرجان الثيران يسقط 40 جريحا في يوم

إسبانيا: مهرجان الثيران يسقط 40 جريحا في يوم

ارتبطت مشاهد مصارعة الثيران عبر التاريخ باسم إسبانيا، وأصبحت تراثا تقليديا دفع بعض الجهات في أنحاء العالم إلى مطالبة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بإعلانه تراثا عالميا في بلد يحوي أكثر من 400 حلبة مصارعة يقتل فيها 12 ألف ثور سنويا. وارتبط عدد من الحفلات والمهرجانات الوطنية والمحلية في إسبانيا ارتباطا وثيقا بثقافة مصارعة الثيران، أشهرها مهرجان (سان فرمين) الذي تحتفي به مدينة (باملبونا) عاصمة (نافارا) الشمالية حتى الـ 14 من الشهر الجاري، والذي يستقطب سنويا نحو مليوني زائر لاسيما من فرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة.
ويشتهر المهرجان بمسابقات الثيران أو ما يسمى (أنثييرو) إذ يطلق عدد من الثيران الهائجة صباح كل يوم لتجوب شوارع عدة على امتداد 850 مترا وسط غمرة من التشويق وحب المخاطرة التي تشتعل في قلوب أهل المدنية والسائحين الذين يتسابقون ويتراكضون أمامها نحو ثلاث دقائق حتى تصل إلى الحلبة حيث تقام مصارعة الثيران كل مساء.
ويسمى المهرجان بـ "سان فرمين" تكريما له. وجرت العادة على الاحتفاء بيومه في الـ 25 من أيلول (سبتمبر) من كل عام حتى إذا ما حل عام 1591 اتخذ قرارا بنقل موعده إلى السادس من تموز (يوليو) ليتوافق مع المهرجان التجاري لإتاحة الفرصة للتمتع بجميع فعالياته بعيدا عن تهديدات سوء الأحوال الجوية خلال فصل الخريف. ويشمل المهرجان هذا العام 520 نشاطا ثقافيا وترفيهيا باستثمار بلغ 2.7 مليون يورو يتضمن 342 حفلا موسيقيا، و137 نشاطا عائليا، و33 مباراة مصارعة ثيران، على امتداد تسعة أيام. وتتخذ تلك النشاطات من مشاهد المدينة الطبيعية وشوارعها مسارح لها ليستمتع بها سكان المدينة. وتعد مسابقة الثيران حدثا لا يخلو من الخطورة على الرغم من الاحترازات التي تتخذها الحكومة لدرء المخاطر التي قد تهدد حياة المشاركين في المهرجان الذي تسبب في وفاة 15 شخصا خلال الأعوام الـ 87 الماضية وخلف مئات الجرحى. وسجل يوم الافتتاح هذا العام الذي حضره أكثر من 12500 شخص، نحو 40 جريحا مقارنة بـ 125 حالة العام الماضي وذلك بفضل حرص الشرطة ومنعها إدخال الأواني الزجاجية إلى مكان الاحتفالات المكتظة بالمحتفلين الذين يرتدون عادة ملابس بيضاء اللون، ويربطون منديلا أحمر حول الرقبة رمزا لدم (سان فرمين).

الأكثر قراءة