«ريكارد» الوجبة الدسمة

قبل أن يباشر مهمته رسميا، اعترض البعض على التعاقد مع (الأسمر) الهولندي فرانك ريكارد، يقولون إن باني أمجاد برشلونة الحديث، والنجم السابق للمنتخب الهولندي "لا يصلح" مدربا للأخضر، مثل هذا الطرح ومع احترامي الشديد لأصحابه ليس إلا لسببين أو أحدهما على الأقل: إما أنه توقع يستبق الأحداث ليصبح الكاتب ذا نظرة فنية ثاقبة في حالة فشل المنتخب، أو أن المسألة هي كتابة عمود صحافي (صيفي)، والوحيد الموجود في الساحة حاليا هو المدرب ريكارد.
مدرب الأخضر الجديد هو ذاته الذي أخرج برشلونة العريق من تلك الحقبة المظلمة التي عاشها الكتالانيون لسنوات، كان الشخص الوحيد الذي سار بفريقه في الاتجاه الصحيح بسلاح التوظيف المناسب للاعبين داخل الملعب واختيار العناصر التي تتوافق مع فلسفته التدريبية بغض النظر عن الأسماء، وهذه واحدة من أهم الخطوات التي يحتاج إليها المنتخب السعودي في السنوات الأخيرة، وهو من أوائل المدربين العصريين الذين اعتمدوا طريقة (البلوك)، حيث يكون خط الهجوم هو أول خطوط الدفاع والعكس، وكذلك الدفاع من منتصف الملعب بتقدم المدافعين (دائما) أثناء الهجمة وهو ما يعرف بالكرة الشاملة.
في المؤتمر الصحافي الذي صاحب التوقيع طالب الرئيس العام بالصبر على المدرب، وشدد على إعطائه الصلاحيات كاملة في اختيار التشكيلة والتدخل حتى في برمجة المسابقات، وهو الأمر الذي كان يطالب به الجميع منذ سنوات، ومن هذا المنطلق فإن الترحيب بهذه الخطوة وإعطاء المدرب والجهاز الإداري الفرصة كاملة وهي مدة العقد هي الخطوة الصحيحة لدعم المنتخب وإدارته الجديدة وليس سياسة تكسير المجاديف التي لجأ إليها البعض.
هناك من اعترض على فكرة التوقيع مع مدرب فاز ببطولة أبطال أوروبا والدوري الإسباني مرتين وقبلهما قفز بفريقه في سلم الدوري قفزة تاريخية عندما تسلم مهمته في عامه الأول.
(فرانك) لا يملك عصا سحرية يخرج بها منتخبنا من كهف الفشل، ولكنه بلا شك سيقدم منتخبا سيطلق عليه (منتخب ريكارد) وأنا هنا أتكلم عن شخصية فريق داخل الملعب ولكن كي يصل بنا إلى ما نصبو إليه، فمن واجبنا دعمه حتى آخر يوم من عقده ومن ثم نقوم بتقييم عمله مثلما انتقدت في السابق الاتحاد السعودي لكرة القدم عندما فشل في التعاقد مع مدرب للأخضر أجد نفسي مجبرا على الإشادة بالتعاقد مع المدرب الكبير ريكارد وبإعطائه الصلاحيات التي كان يفتقدها من سبقوه، بل أرى أنه من الواجب توفير الجو الملائم كي نستفيد من قامة تدريبية عالمية في ملاعبنا ونبتعد عن الحديث عن (مزاجه) وبودي قارده!!

نقطة توقف
- هاجم البعض ريكارد وهو لا يعلم شيئا عن فلسفته التدريبية ولا عن مساعديه ذوي السمعة العالمية، خصوصا مدرب اللياقة (البرت روكا) الذي ما زال لاعبو برشلونة يعترفون بفضله في تقديمهم بهذه الصورة.
- تذمر المدرب الجديد للمنتخب من أرضية ملعب نادي الاتفاق، تخيل عزيزي القارئ ماذا سيقول لو شاهد أرضية ملعب نادي نجران أو ملعب الأخدود؟ حتما سيصاب بصدمة!
- صحيفة "شوووت" الإلكترونية دخلت خط المنافسة في وقت قياسي وتفوقت في وقت قياسي، في الوقت الذي تفرغت فيه الصحف الأخرى لتصفية الحسابات وأخبار الصيف الوردية!
- إذا ما صدقت التوقعات بإعطاء التلفزيون السعودي حقوق بث مباريات الدوري فإن المسؤولية ستكون كبيرة على وزارة الثقافة والإعلام من أجل توفير عربات النقل الحديثة والأستديوهات والتحليل والتعليق والإخراج وجودة الصورة لأن جميع ما تم ذكره سابقا لم يكن يوما على مستوى التطلعات.
- تذكر عزيزي القارئ إعلانا تجاريا في التلفزيون منذ 20 عاما، وإعلانا لنفس المنتج حاليا. إن الفرق بين الإعلانين هو الفرق نفسه بين إنتاج الدوري السعودي وإنتاج الدوري القطري أو الإماراتي في السنوات الأخيرة.
- قد يفاجأ الجميع من (بعض) تصرفات ريكارد في المستقبل، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي