المواطن الصحفي

المواطن الصحفي

المواطن الصحفي

<a href="mailto:[email protected]">iqtisad@fantookh.com</a>

ماذا ستفعل لو كنت تسير في الشارع ورأيت مشهدا غريبا أو خطيرا جدا؟ في الأغلب أنك ستقوم بإخراج جهاز الجوال والتقاط صورة أو فيديو لهذا المشهد. ولكن لو سألت السؤال نفسه قبل عدة أعوام، لما حصلت على الإجابة نفسها. والسبب في ذلك هو التقدم السريع لتقنية الكاميرات الرقمية. ففي السابق، كان يجب أن تدفع آلاف الريالات لكي تحصل على كاميرا رقمية بدقه 3 ميجابكسل، أما الآن فيمكنك الحصول على جهاز جوال يحتوي على كاميرا رقمية بهذه الدقة نفسها أو أعلى بسعر يزيد قليلا عن الألف ريال. وأتذكر أني رأيت إعلانا عن جوال يحتوي على كاميرا رقمية بدقة 7 ميجابكسل، ولربما وجد ماهو أفضل من ذلك.
هذا التقدم الكبير، سيؤثر بشكل ملحوظ في حياتنا الاجتماعية ويؤدي إلى وجود وسائل تواصل جديدة. فلو رأيت شيئا غريبا، فلا حاجة لأن تتصل على زميلك لكي تصف له مارأيت، بل يكفي أن تقوم بالتقاط صورة له وإرسالها كرسالة متعددة الوسائط. وكما يقال، الصورة أبلغ من ألف كلمة.
وأكبر مثال على هذا التغير هو ما حصل عندما وقع التفجير في لندن في يوليو من العام الماضي، حيث استحدثت جريدة "الغارديان" اللندنية مصطلح "المواطن الصحفي" الذي يطلق على من قاموا بتصوير الحادثة بواسطة جوالاتهم ووضعها على الإنترنت أو إرسالها إلى وسائل الإعلام الأخرى. حيث ذكرت وكالة بي بي سي البريطانية أنها استقبلت مايقارب 30 فيديو للحادثة ومايزيد على 300 بريد إلكتروني يحتوي كل منها على صورتين على الأقل. ولا ننسى دور الكاميرات الرقمية في كشف أكبر فضائح السجون الأمريكية في تعذيب النزلاء.

والسرعة في تقدم الكاميرات الرقمية في أجهزة الجوال تعتبر كسرعة السلحفاة عند مقارنتها بالتقدم في أجهزة الكاميرات الرقمية المستقلة. فبغض النظر عن زيادة الدقة ووصولها إلى حد مغال فيه، إلا أن معظمها الآن لا يستلزم استخدام الحاسب الآلي لتحسينها أو طباعتها، كما كان الحال في السابق. فالكثير من الطابعات الآن تحتوي على قارئ كروت الكاميرات الرقمية، بالإضافة إلى شاشة صغيرة تمكنك من عرض الصور الموجودة فيه وطباعتها بالمقاس والدقة اللذين يناسبانك.
أما عن مزايا التحرير الرقمي للصور فحدث ولا حرج، ولا يسع المجال للتحدث عنها، ولكني سأذكر خاصية أبهرتني أخيرا وهي ما قرأته عن وجود إحدى الكاميرات الرقمية التي تمكنك من التقاط صورة شخصية لك ومن ثم تعديلها لكي يظهر جسمك أرشق وأمشق مما هو حقيقة. ولعل هذه الكاميرا ستعكس المقولة المشهورة إن "الكاميرا تضيف عشرة أرطال" وتجعلها "الكاميرا تنقص عشرة أرطال". وإذا كان الحال كذلك، فما هي الحاجة إلى الذهاب إلى النوادي الرياضية لإنقاص الوزن إذا كنت تستطيع عمل ذلك بضغطة زر. وقيل في السابق، عش رجبا ترى عجبا !!

الأكثر قراءة