هو إنسان فظيع

كثيراً ما نسمعهم يقولون في مقام المديح: فلانٌ فظيع - يظنُّون أنَّ كلمة (فظيع) صفة إيجابية بمعنى عجيب أو رائع، والصواب خلاف ذلك كما في المعاجم اللغويَّة فهي بمعنى شنيع أو رديء جداً، هذا هو أصل معناها، جاء في مختار الصحاح: "(فَظُعَ) الأمر من باب (ظَرُفَ) فهو (فظيع) أي شديد شنيع جاوزَ المقدار" انتهى.
وفي المصباح المنير: "(فَظُعَ الأمر فظاعةً): جاوز الحدَّ في القبح، فهو (فظيع) انتهى.
ومهما يكنْ من أمر فقد أصاب الكلمةَ تطوّرُ دلاليٌّ فخرجت عن معناها المعجمي الضيِّق وهو (قبيح) إلى معنى آخر أوسع وهو (عجيب) بحكم تطوّر الحياة والمجتمعات وتبدُّل العصور، فكل عصر له معجمهُ ودلالاته لذلك نفاجأ في عصرنا الحاضر بتوليد ألفاظ جديدة لم تكن معروفة من قبل، وظهور دلالات متنوِّعة لبعض الألفاظ أخرجتها من معانيها المحدّدة في المعاجم إلى معانٍ أخرى أوسع. وهذا ما يُعرف عند اللغويِّين بالتطوّر الدلاليّ.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي