مؤتمر الموهبة يوصي بإنشاء صندوق لدعم المشاريع والمخترعات المتميزة
أوصى المشاركون في المؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة الذي اختتم فعالياته أمس، بضرورة تطوير أساليب الكشف عن الموهوبين خاصة في مرحلة ما قبل التعليم العام "رياض الأطفال"، والتركيز على تنمية التفكير الناقد الإبداعي مع تقويم جميع البرامج الإثرائية القائمة وتحسينها.
وأعلن الدكتور عبد الله بن صالح العبيد وزير التربية والتعليم، نائب رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، في الجلسة الختامية أمس، أهم التوصيات، وهي: أولا: ما يتعلق بأساليب الكشف والتعرف على الموهوبين والمبدعين، حيث أوصى المؤتمر بأن تكون عملية الكشف عن الموهوبين مبتكرة ومستمرة، كما يجب العمل على ابتكار آليات وطرائق علمية، من شأنها أن تساعد معلمات "رياض الأطفال"، على اكتشاف ورعاية الأطفال الموهوبين في سن الطفولة المبكرة، وتأهيل وتدريب مختصين على أساليب اكتشاف الموهوبين بشكل علمي، وفق معايير واضحة ومحددة لضمان دقة الاختيار، وجودة التطبيق ومراجعة ذلك بشكل دوري، وكذلك تطوير وتحديث أدوات ومقاييس الكشف عن الموهوبين لمواكبة التطور العلمي في مجال القياس والتقويم، ثانيا: فيما يتعلق ببرامج رعاية الموهوبين وتنمية التفكير الناقد الإبداعي، ينبغي أن يتم تقويم جميع البرامج الإثرائية القائمة في مجال رعاية الموهوبين وتطويرها وتحسينها وفق التطورات العلمية الحديثة مع الأخذ بعين الاعتبار، التنسيق والتكامل في هذه البرامج في التعليم العام والجامعي والعالي والفني وكذلك التنوع في برامج وأساليب رعاية الموهوبين، لتشمل التسريع والإثراء والبرامج المستقلة، ودمج مناهج التفكير في المناهج الدراسية، ثالثا: فيما يتعلق بالموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ينبغي نشر الوعي المجتمعي باحتياجات الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة وتطوير أدوات ومقاييس الكشف والتعرف الخاص بهم وتطوير برامج رعايتهم وتشجيعهم ودعم مواهبهم وإبرازها في المجتمع، رابعا: فيما يتعلق بدور المؤسسات الحكومية والأهلية في رعاية الموهوبين.
دعا المؤتمر المؤسسات الحكومية والأهلية إلى دعم البحث العلمي في مجال الموهوبين، كما أوصى بإدخال مقررات متخصصة في تعليم الموهوبين، في برامج إعداد المعلمين والمعلمات، وإنشاء أكاديميات خاصة للموهوبين والتوسع في إنشاء النوادي والجمعيات الخاصة بهم، خامسا: فيما يتعلق بدور الإعلام والأسرة في رعاية الموهبة والموهوبين، أوصى بالتوسع في إقامة البرامج الإعلامية والإرشادية والتعليمية، التي تعمق المعرفة بمجال الموهوبين وبأنشطتهم وإنتاجهم، سادسا: أوصى المؤتمر بإنشاء صندوق لدعم المشاريع والمخترعات والابتكارات المتميزة، ودعوة رجال الأعمال والمستثمرين للمشاركة في هذا الصندوق، وتشجيع العمل التطوعي في مجال رعاية الموهبة والموهوبين، وإصدار دورية علمية تعنى بنشر الدراسات والأبحاث في مجال الموهبة.
وكانت فعاليات المؤتمر قد شهدت الختام لكل الجلسات العلمية، التي ألقيت خلال الأيام الثلاثة الماضية، منذ انطلاق المؤتمر الأحد الماضي، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس المؤسسة وتحت شعار "رعاية الموهبة..تربية من أجل المستقبل".
وترأست الجلسة الـ17 الدكتورة إقبال درندي ومحورها "برامج رعاية الموهوبين وتنمية التفكير الناقد والإبداعي"، حيث قدمت الدكتورة إنصاف درار، أولى أوراق العمل في هذه الجلسة بعنوان "مبادئ تنظيم وإدارة برامج تربية الموهوبين في السودان".
وعرفت الدكتورة درار في بداية الجلسة، التفكير وعملياته ومستوياته ومهاراته ، وبينت أهمية تعليم التفكير وما يتعلق به من عوامل نجاح ومعوقات، وقدمت صورة مبسطة لتطوير تقديم تصور مبسط، كمشروع لتطوير مهارات التدريس، التخطيط، التنفيذ والتقويم لتنمية التفكير، ونوهت الدكتورة درار بعلاقة المدرسة بتعليم التفكير، وأهمية ذلك الدور في هذا المجال، واستعرضت في جزء آخر من ورقتها أهم أساليب واستراتيجيات تعليم التفكير وتنمية مهاراته.
واختتمت الدكتورة درار ورقتها باقتراح لتطوير مهارات التدريس، وما يتعلق به من مبررات وأساليب، لتنفيذه وتصور لكيفية التخطيط وتنفيذ التفكير ومهاراته، إضافة إلى نماذج لتطبيق مهارات التفكير في المدرسة الابتدائية.
بعدها قدمت الدكتورة زينب كساب ورقتها تحت عنوان "مبادئ تنظيم وإدارة برامج تربية الموهوبين في السودان"، استعرضت في ضوئها التجربة السودانية في مجال تربية الموهوبين من خلال مجموعة من الاستراتيجيات، التي تبنتها البعثة الفنية المسؤولة عن الإعداد لهذه التجربة بتكليف من والي ولاية الخرطوم، إلى جانب الأبعاد المعرفية والتطبيقية، كما تناولت مفهوم الموهبة من حيث الأسس والمبادئ والأساليب العلمية للكشف عن الموهوبين وتنظيم وإدارة برامج تربيتهم.
وقدمت الدكتورة فاطمة أحمد خليل أبو ظريفة ورقة حول أثر "البيئة التعليمية في رعاية الموهبة" ورقتها، التي كشفت عن أهم العناصر المكونة للبيئة التعليمية المناسبة لرعاية الموهبة.
وأكدت على معرفة مدى أثر وجود خطة توعية شاملة واضحة لجميع الأفراد، الذي ينتمون إلى برنامج "تنمية التفكير والإبداع"، والتأكيد كذلك على ضرورة أهمية توافر المكان، وتجهيزاته والجدولة والتوقيت، وكذلك إعداد مواد ومناهج إثرائية تراكمية، تتناسب مع احتياجات الطالبات، واختتمت الدكتورة أبو ظريفة ورقتها، بإبراز التوصيات التي تلخصت في: الاهتمام بتوعية المعلمات في مراحل التعليم المختلفة عن برنامج رعاية الموهوبات، وذلك بوضع خطة توعية تشمل جميع عناصر البرنامج، إنشاء كليات خاصة لرعاية الموهوبات تحتوي على تخصصات مختلفة مثل المناهج، طرق التعرف والاختيار، المكان وتجهيزاته، الرحلات، الزيارات الميدانية وغيره من التخصصات المتعلقة برعاية الموهوبات، عمل خطة مدروسة، لتشجيع المؤسسات الخاصة الوطنية على المشاركة في تبني منتجات وابتكارات الموهوبات، وبالتالي تعود الفائدة على الجميع، إشراك الإعلام وخاصة المرئي في عملية التوعية للمجتمع بصورة عامة، مع عرض ما حققته رعاية الموهوبين من إنجازات، وعلى أن يكون هنالك إشراف مباشر بين المسؤولين عن رعاية الموهوبين والمدرسة التي تطبق البرنامج.
بعدها جاءت ورقة سوزان باناجة تحت عنوان "البرامج الإثرائية بالصفوف المبكرة كيف ولماذا؟" التي تحدث فيها عن البرامج الإثرائية في الصفوف المبكرة، وتناولت فيها أبرز خصائص تطور نمو الأطفال في المرحلة العمرية من ست إلى ثماني سنوات، وخصائص الموهوبين، كذلك أسلوب التعلم عن طريق اللعب، حيث يلعب اللعب دورا مهما في تطوير العديد من المهارات عند الأطفال، ومن أهمها التطور الأكاديمي، واستعرضت تجربة إثرائية مختصرة نفذتها مع ست طالبات في الصف الثالث الابتدائي بعدد من المدارس.
وأكدت الباحثة باناجة في نهاية بحثها على حقائق مهمة، حول تعلم الأطفال بصفة عامة والموهوبين منهم بصفة خاصة، وهي أن للطفل الحق في التعامل لأقصى حد يحتاج إليه، ويمكنه الوصول إليه، وأن يعمل ويتعلم أطفالنا في مجال قدراتهم واهتماماتهم، وأن نسعى إلى تناول أطفالنا مواضيع التعلم بعمق وشمولية، بحيث نتحول من تعليمهم لمواضيع محددة إلى تعليمهم كيف يتعلمون، أخيرا من المهم أن نسعى ليكون أطفالنا فاعلين ومصممين ومبدعين لا أن يكونوا فقط مطبقين لما يفعله الغير.
وحول فاعلية برنامج حل المشكلات المستقبلية في تطوير القدرات الإبداعية ومهارات التفكير العليا لدى عينة من الطلاب الموهوبين، بالمرحلة الإعدادية في البحرين تحدث عدنان محمد القاضي، الذي تناول فاعلية برنامج حل المشكلات المستقبلية المعدل والمطور للبيئة العربية البحرينية في تطوير القدرات الإبداعية "الأصالة، المرونة، الطلاقة والميل إلى التفصيلات ومهارات التفكير العليا".
واختتم عبد الناصر الأشعل الحسيني الجلسة بورقة عمل تحت عنوان "تنمية التفكير الإبداعي باستخدام برنامج سكامبر"، أوضح فيها المبررات المنطقية للرصد المتأني للواقع التربوي العربي، والتي تنبأت بقلة البرامج التي تزود الطلاب باستراتيجيات وأدوات وطرق يمكن أن تنمي التفكير الإبداعي وتحفزه لديهم.
وألقى الضوء على برنامج (سكامبر)، الذي يعد أحد البرامج التي ظهرت أخيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها أول دارسة عربية في حدود الباحث، ويهدف هذا البرنامج إلى تطوير البيئة العربية، كما ناقش ذلك في ستة محاور تركزت على لمحة تاريخية عن البرنامج، وأبرز محطات تطويره، فلسفته، أهدافه والنموذج العلمي الذي يستند إليه في تنمية التفكير.
فيما انطلقت بعد ذلك أوراق العمل الخاصة بالجلسة الـ 18 بورقة حمدان الغامدي أستاذ الإدارة والتربية في كلية المعلمين في الرياض، الذي بدأ بالتعريف عن حاجات رعاية الطلبة الموهوبين ذي القدرات الخاصة في التعليم الأساسي، وتطرق إلى بعض الصعوبات والمعوقات، التي تواجه الطلبة الموهوبين في التعليم الأساسي في المملكة، والتي تمحورت حول عدم وجود مناهج لا تتناسب مع قدراتهم الذاتية.
كما بينت إهمال المجتمع لهذه الفئة، فضلا عن فقدان التطور والتخطيط في نظم التعليم بشكل عام، فيما تضمنت ورقة عمل الدكتور محمد بن عليشة الأحمدي من جامعة طيبة في المدينة المنورة، المشكلات والحاجات الإرشادية للطلاب الموهوبين والمتفوقين، وبينت أن دور الدول المتقدمة هو الاهتمام بالموهوبين وتهيئة البرامج التربوية المنسجمة مع قدراتهم، كذلك تنمية طرق حل مشكلاتهم ورعايتهم تربويا ونفسيا.
وطالبت الورقة بالاهتمام بالطفل العربي، حيث لم ينل الطفل العربي حقه من الاهتمام والرعاية الكافية، وتناولت أيضا المشكلات والحاجات الإرشادية للطلاب الموهوبين والمتفوقين، وطرح نواحي متعلقة بسمات وخصائص الموهوب. وشارك الدكتور أسامة حسن معا جبني أستاذ مشارك ورئيس قسم التربية الخاصة في كلية المعلمين في جدة بورقته محورها "الحاجة الكافية التربوية المتخصصة وأهميتها لمعلمي الموهوبين" معتمدة على دراسة مسحية لآراء معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية في المملكة، حيث عرفت بمدى الحاجة، والأهمية لتوفير بعض الكفاءات الأدائية المتخصصة في مجال رعاية الموهوبين.
واستعرضت الورقة، العينة النهائية للبحث المقدم من عدد من المعلمات ومعلمي مدارس المرحلة الابتدائية، مشيرا إلى أن البحث تطرق إلى النتائج، التي بينت سمات ومهارات معلم الموهوبين في المرتبة الأولى بالنسبة لأهمية الكفاءات، ثم في المرتبة الثانية بصدى البرامج الخاصة والتخطيط لها، كما جاءت الفروق دالة في استجابات عينة الدراسة لبنود المقياسين في بعد المفاهيم الأساسية.
كما ناقشت ورقة الدكتورة شذى العجيلي دراسة مقارنة في "الضغوط النفسية لدى الطلبة المسرعين إلى العراق ونظرائهم في الأردن" في مرحلتي الدارسة الثانوية والجامعية، وبينت الورقة فروقا ذات دلالة إحصائية، واستندت الباحثة في بحثها على مقياس الضغوط النفسية، التي تتكون من 87 فقرة، وتوصلت الدارسة إلى أن جميع الطلبة المسرعين من الجنسين، يعانون من ضغوط نفسية، وجاءت التوصيات على أهمية تقديم الخدمات الإرشادية للطلبة المسرعين، وزيادة الدعم الأسري والاجتماعي لهم.