مشغولات الفلسطينيين اليدوية متحف دائم يزين بيوت ذويهم
تشكل المشغولات اليدوية التي يصنعها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي دائما متحفا يزين بيوت ذويهم وذلك لما تمثله هذه المشغولات الجميلة من ذكريات تبقي الأسير متواصلا مع ذويه روحا رغم تغييب السجن له جسدا. ولا يكاد يخلو بيت أسير فلسطيني من الأعمال اليدوية التي ينتجها في السجون ومعظمها عبارة عن مجسمات ولوحات ورسومات وهياكل للمسجد الأقصى وقبة الصخرة أو إكسسوارات على هيئة خريطة فلسطين.
في غرفة استقبال الضيوف خصصت والدة الأسير سهيل الجديلي ركنا خاصا في منزلها المتواضع وضعت فيه الأشغال اليدوية التي أهداها إياها نجلها الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتشكل هذه الأشغال لزينب الجديلي (58 عاما) ''روح'' نجلها الأسير الذي لم تره منذ خمس سنوات ''فالمجسمات والصور واللوحات التي صنعها سهيل بيده وزخرفها تظهر شوقه وحنينه لنا''. وتوضح الجديلي أن نجلها حرص منذ اعتقاله منذ (21 عاما) على إهدائهم أعمالا وأشغالا يدوية صنعها في السجن لتبقيهم على تواصل معه رغم عدم رؤيته. وفي أحد أركان الغرفة وضعت الجديلي مجسما كبيرا للمسجد الأقصى المبارك تتوسطه قبة الصخرة المشرفة صنعه نجلها قبل (14 عاما) وأهداه إلى أسرته.
وترى الجديلي أن هذه الأشغال تؤكد صمود الأسرى داخل السجون والمعتقلات رغم المضايقات والبعد عن الأهل والأحباب والأصدقاء. وتحتفظ الجديلي بالأشغال اليدوية التي صنعها نجلها الأسير بيديه من إمكانات بسيطة استطاع قولبتها في مجسمات فنية راقية تعبر عما يختلج في صدره من حنين لذويه وشعبه وقضيته التي أسر لأجلها.
ويقضي الأسير سهيل الجديلي (38 عاما) حكما بالسجن لمدة (22 عاما) بتهمة المشاركة في قتل ضابط إسرائيلي حاول دخول مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة حيث يسكن، عام 1990 . وتؤكد الجديلي أن جميع ما يصنعه الأسرى من مشغولات أشكال ونماذج تشير إلى مدى تمسكهم بالثوابت الوطنية التي بقيت في أعماق وجدانهم رغم المعاناة والصعاب والقهر التي يلاقونها. ويقول الحشاش الذي اعتقل لمدة (20 عاما) وأفرج عنه قبل عام إن ضباط سجون الاحتلال كانوا يعجبون بإبداعات الأسرى ويستغربون قدرتهم على صنعها واستغلال أبسط الإمكانات. ويوضح أن الأسرى كانوا يخرجون الأشغال اليدوية من السجن لذويهم في الخارج بسهولة لكن الاحتلال منع منذ عام 2000 إخراج أي مشغول كما منع إدخال المواد الأولية اللازمة التي يمكن أن تستخدم في صناعة الأشغال اليدوية. وينبه إلى أن الأسرى ابتدعوا مواد جديدة لصناعة هذه المشغولات التي أصبحت تتميز بصغر حجمها حتى يسهل إيصالها للأهل بشكل سري دون علم إدارة سجون الاحتلال مثل (مسبحة) صنعها من ورق السجائر اللامع أهداها إلى شقيقه قبل ثلاثة أعوام أوصلها له عن طريق أسير أطلق سراحه.